الروضة الشريفة.. قطعة من الجنة في المسجد النبوي
الروضة الشريفة في مساحتها عدداً من المعالم المهمة البارزة، كمحراب الرسول صلّى الله عليه وسلّم،
تعدّ الروضة الشريفة جزءاً من المسجد النبوي، حيث تقع داخله، وهي المكان الواقع بين بيت المصطفى صلى الله عليه وسلم، وهو بيت عائشة رضي الله عنها، والمنبر الشريف.
ووردت أقوال عدّة في تحديد الروضة الشريفة، حيث حدُودها من الشرق دار عائشة رضي الله عنها، وغرباً المنبر الشريف، وجنوباً القبلة، ومن الشمال الخط الموازي لنهاية بيت أم المؤمنين رضي الله عنها.
وتُقدَّر مساحة الروضة بـ330 متراً ملابعاً، إذ يبلغ طولها 22 متراً وعرضها 15 متراً.
وجاء في فضلها وبيان منزلتها حديثٌ للرسول صلّى الله عليه وسلّم، يقول فيه: "ما بين بيتي ومنبَري رَوضَةٌ من رياضِ الجنةِ"، وقد ذكر العلماء في معنى هذا الحديث الشريف عدداً من الأقوال، كقول أنّه مكانٌ تحصل فيه على السعادة والطمأنينة بالعبادة التي يؤديها المسلم فيها، مثلما يحدث له ذلك بالجنة ورياضها، وأنّ العبادة في هذا المكان المخصوص طريق لدخول الجنة ونعيمها، كما أنّ هذا المكان قطعةٌ حقيقيةٌ من الجنة، وأنّها ستنتقل يوم القيامة إليها.
وأوضح العلماء أنّ الصلاة في الروضة الشريفة مستحبّة للإنسان المسلم، سواءً أكانت فريضة أم نافلة، وكذلك يُستحبّ فيها الجلوس للدعاء والذكر والاعتكاف، وقراءة القرآن، ونحوه من العبادات والطاعات، وذلك لما تضمنه من مضاعفة الأجر والثواب.
وتضمّ الروضة الشريفة في مساحتها عدداً من المعالم المهمة البارزة، كمحراب الرسول صلّى الله عليه وسلّم، وهو المكان الذي كان يصلّي فيه بعد أن تمّ تحويل القبلة، والأسطوانات أي الأعمدة التي تحمل القباب وعددها 6، فضلاً عن منبر الرسول صلّى الله عليه وسلّم، وهو في الحد الغربي.
كما تضم الروضة حُجرة السيدة عائشة رضي الله عنها، وهي في الحد الشرقي، وبها قبر الرسول صلّى الله عليه وسلّم، وقبريْ أبي بكر الصديق، وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما.
وهكذا تتّضح حدود الروضة الشريفة بالضبط، فمن الشرق تحدّها حُجرة السيدة عائشة رضي الله عنها، وغرباً منبر الرسول صلّى الله عليه وسلّم، ومن الجنوب جدار المسجد الذي بُني فيه المحراب النبوي للرسول صلّى الله عليه وسلّم، وشمالاً الخط المارّ من نهاية بيت السيدة عائشة رضي الله عنها في الشرق، إلى منبر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
والصلاة في الروضة الشريفة أفضل من أي مكان في المسجد إلا المكتوبة، فإنها في الصف الأول، ولو كان خارجها.
ويحرص الزائرون لمسجد الرسول صلى الله عليه وسلم على الصلاة النافلة في الروضة الشريفة، إذ قال ابن القاسم: "أحب مواضع الصلاة في مسجده صلى الله عليه وسلم في النفل العمود المخلق (أي في الروضة) وفي الفروض الصف الأول".