مكتبة المسجد النبوي.. صرْح معرفي وإرث ثقافي بـ172 ألف كتاب
المكتبة تمتد على مساحة 744 متراً مربعاً، حيث تتضمّن ما يفوق 172548 كتاباً و541 دولاباً و71 تصنيفاً، كما تسع أكثر من 300 زائر في الساعة.
تُعدّ مكتبة المسجد النبوي صرحاً علمياً ومعرفياً يقصدها طلبة العلم والباحثون، وزوار مسجد النبي صلى الله عليه وسلم على اختلاف أعمارهم وثقافتهم، بهدف القراءة والبحث والاطلاع، واستثمار أوقاتهم بما يعود عليهم بالنفع والفائدة.
وعن تاريخ تأسيس مكتبة المسجد النبوي، قال مديرها رشيد مسعد الرفيعي: "في البداية تكوّنت في المسجد النبوي مكتبة كبيرة، شكَّلت حصيلة ما أوقفه الملوك والحكام والعلماء الأثرياء في مراحل تاريخية مختلفة، ففي 580 هـ، كان هناك خزنتان كبيرتان تحتويان كتباً ومصاحف موقوفة"، مشيراً إلى إنشاء المكتبة في العهد السعودي باقتراح من عبيد مدني، مدير الأوقاف في المدينة المنورة عام 1352 هـ.
وأضاف: "اقترح عبيد مدني على الملك عبدالعزيز، تشييد المكتبة فوافق على ذلك، وكان أول مدير لها أحمد ياسين الخياري، وأول موقع لها في الطابق العلوي من باب عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، في الناحية الشمالية الغربية من التوسعة السعودية الأولى، ثم لما كثرت الكتب وتعدّدت القاعات، خصّصت لها وكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي موقعاً في السطح الغربي الشمالي من التوسعة السعودية الثانية، يسع جميع القاعات، وتم نقل كافة الكتب والقاعات إلى موقعها الحالي بتاريخ 1428/12/22 هـ".
وتابع الرفيعي: "تقع مكتبة المسجد النبوي حالياً يسار الخارج من باب العقيق، وهو باب رقم 11، والدخول إليها من السلم الكهربائي رقم 10، وتمتد على مساحة 744 متراً مربعاً، حيث تتضمّن ما يفوق 172548 كتاباً و541 دولاباً و71 تصنيفاً، كما تسع أكثر من 300 زائر في الساعة، ويرتادها سنوياً نحو 700.000 شخص".
يعمل في المكتبة 36 من الموظفين السعوديين التابعين لوكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي، على 4 ورديات، وتفتح مكتبة المسجد النبوي أبوابها للزائرين ٢٤ ساعة طوال أيام العام، بما فيها الإجازات الرسمية والأعياد.
وبيّن الرفيعي أن المكتبة تتكوّن من أقسام عدة، وهي قاعة المطالعة للرجال، كبيرةٌ وتفتح أبوابها على مدى 24 ساعة، ذاكراً أنها مهيّئة ومُجهّزة بجميع الخدمات من التكييف والإضاءة، وسقيا زمزم، والفرش، والطاولات والكراسي، وأجهزة الحاسب الآلي، وأنظمة تقنية لاستقبال جميع الباحثين والزائرين في جو من الهدوء والسكينة، كما توجد بها كافة الكتب التي وردت عن طريق الشراء أو الإهداء أو الوقف.
وتحتوي المكتبة قسم اللغات غير العربية، ويشمل مراجع بلغات مختلفة كالأوردية والإنجليزية والفرنسية والتركية والفارسية والألمانية وما يفوق 21 لغة.
وقال النفيعي: "هناك أيضاً قسم المكتبة الرقمية، وهو عبارة عن 71 جهاز حاسب آلي، مرتبطة بشبكة داخلية، يتم عبرها عرض جميع الدروس والكتب والصوتيات في المسجد النبوي، لمشاهدتها والاستماع إليها عبر نوافذ كثيرة، لافتاً إلى نافذة خدمة التصفّح الرقمي؛ إذ يكون لكل كتاب مطبوع نسخة رقمية، تُعرض على الباحثين بالحاسب الآلي.
وأردف: "نافذة الدروس الصوتية تتيح للزائر والباحث إمكانية الاستماع إلى جميع الصوتيات في المسجد النبوي، من الخطب والتلاوات والكتب المشروحة، وهناك نافذة تظهر قائمة بآخر 100 كتاب جديد، تساعد الباحث على معرفة كل ما أودع في مكتبة المسجد النبوي من كتب".
وأشار الرفيعي إلى نافذة جدول الدروس، التي تمكّن الباحث من الاطلاع على جدول الدروس، من خلال أجهزة الحاسب، فضلاً عن نافذة خدمة الاستعلام عن الكتب، بواسطة موقع وكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي على الإنترنت.
وأفاد الرفيعي بأن قسم الخدمات الفنية يهتم بتنظيم فهرسة الكتب وتجليدها، وترميم وتعقيم المخطوطات، كما يعتني بإدخال المراجع الجديدة ضمن الحاسب الآلي، وتحويلها بصيغة PDF عبر "الإسكانر" أو جهاز التصوير الآلي، مضيفاً أن قسم السيرة يهتم بتاريخ مكة المكرمة والمدينة المنورة.
وأكد أن موظفي المكتبة يستقبلون الوفود ويرافقونهم في جولة داخلها، مع تقديم الشرح اللازم لهم.
ويتم جرد المكتبة سنوياً وتزويدها بالكتب الجديدة عن طريق شرائها من المعارض، وتلقِّي الإهداءات من المؤلفين ودور النشر.