بالصور.. المسجد العمري بغزة "قبلة" الزوار في رمضان
المسجد تبلغ مساحته 4100 متر مربع، ومساحة فنائه 1190 مترا مربعا، وتضفي أعمدته الضخمة وجدرانه السميكة أجواء إيمانية خاصة على مرتاديه
يستقطب المسجد العمري الكبير في غزة المزيد من الزوار خلال شهر رمضان المبارك، ليختلوا بخالقهم ويروحوا عن النفس بين جنبات الجدران التراثية العتيقة وتحت الأقواس التاريخية.
يعد المسجد العمري من أكبر مساجد قطاع غزة، وأحد أبرز معالمها الأثرية، وتحول على مدار 3 آلاف عام من معبد في العصر الروماني إلى أحد أهم المعالم الإسلامية.
منفردا يجلس الفلسطيني عبدالعال السيد مستندا إلى أحد الأعمدة تحت الأقواس العتيقة يتلو القرآن ويبتسم، متحدثا لـ"العين الإخبارية" قائلا: "في شهر رمضان أحرص على الصلاة في هذا المسجد وعلى تلاوة القرآن داخله، أرتاح لبنيانه التراثي القديم".
تبلغ مساحة المسجد الأثري 4100 متر مربع، ومساحة فنائه 1190 مترا مربعا، وتضفي أعمدته الضخمة وجدرانه السميكة أجواء إيمانية خاصة على مرتاديه.
وداخل المسجد الواسع تتعدد الحلقات المكونة من مجموعات كبار السن والشباب، يجلسون لتلاوة القرآن ويتدارسونه بعد صلاة الظهر، وهو مشهد يتكرر مع كل صلاة وفق الحاج سالم خلة.
وقال "ألجأ للمسجد، لألتقي جيراني وصحبتي نتذاكر القرآن وتصفو نفوسنا في رحابه العتيقة".
ومن غزة القديمة وسوقها القديمة، الذي يفوح منها عبق التاريخ، يحرص المارون على ارتياد المسجد الواقع في حي الدرج وسط مدينة غزة.
ويقع المسجد في قلب البلدة القديمة لمدينة غزة، التي كانت تشتمل سابقاً خلال الفترة الإسلامية على المسجد الرئيسي وسوق القيسارية، والمارستان "المستشفى"، وحمام السمرة، وقصر الباشا، وجميعها تقع في محيط واحد.
ويحلو لبعض مرتادي المسجد الجلوس في ساحة المسجد الرحيبة وتحت أقواسها المفتوحة على الفضاء وكأنها تعانق سماء غزة، والتي يتسلل إليها دفء الشمس.
وقال الشاب سامر أبوحميد: "الصلاة في المسجد العمري تريح القلب والنفس في رمضان، خاصة في صلاة التراويح حيث الأصوات الندية التي تلامس الروح وتزيد الخشوع".
وأشار إلى أن المئات يتوافدون للمسجد من أماكن بعيدة للصلاة في المسجد.
ولا تخلو جنبات المسجد من الدروس للدعاة، ويقصد الكثير من المصلين المسجد ويرون فيه تعويضا جزئيا عن حرمانهم من زيارة المسجد الأقصى في القدس المحتلة.
وتمنع قوات الاحتلال في قطاع غزة الفلسطينيين من الوصول للقدس إلا بناء على تصاريح خاصة، لا تمنح إلا لأعداد محدودة منهم لا تتعدى العشرات.
وقبل نحو 3 آلاف عام كان المسجد الأثري يستخدم معبداً رئيسياً للإله "مارنا" في العهد الروماني، وبعد تدميره عام 1149م، تحول إلى كنيسة ضخمة سُميت بكنيسة القديس "يوحنا"، وفي أواخر القرن الـ13 الميلادي أعاد المماليك مكانة الجامع العمري.
ويضم المسجد في طابقه الأول قاعة رئيسية للصلاة ومصلى للنساء، وفي طابقه العلوي مدرسة لتعليم القرآن الكريم، أما الطابق السفلي فيحتوي على قاعة استقبالات وقاعة أثرية يتعدى عمرها ألفي عام مجهزة لتكون متحفاً إسلامياً.