ملك البحرين: الإرهاب لا يعرف دينا ويهدد جميع الشعوب
ملك البحرين دعا إلى التسامح الديني والتعايش السلمي وحذر من أن الجهل هو عدو السلام وأن الإرهاب الذي لا يعرف دينا يشكل أكبر تحديات العالم
دعا العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة إلى التسامح الديني والتعايش السلمي، محذراً من أن الجهل هو عدو السلام، وأن الإرهاب الذي لا يعرف دينا، يشكل أكبر تحديات العالم ويهدد جميع الشعوب المحبة للسلام.
وفي مقال نشرته صحيفة "واشنطن تايمز" الأمريكية على موقعها الإلكتروني، بعنوان "القضاء على الجهل، عدو السلام"، قال إنه "في مملكة البحرين، طيلة قرون نشأنا مع جيران من جميع الأديان وجميع الثقافات وجميع الأعراق، لذلك نحن سعداء ومرتاحون للعيش في مجتمع متعدد الثقافات ومتعدد الأعراق، ونحن نسلم بهذا التنوع كوسيلة طبيعية وعادية للحياة بالنسبة لنا في البحرين".
وأضاف: "بدأ أسلافنا النبلاء هذا التقليد البحريني ببناء الكنائس والمعابد بجوار مساجدنا، لذلك ليس هناك جهل بالطقوس الدينية أو الممارسات الأخرى. ونحن جميعا نعيش معا في تعايش سلمي بروح الاحترام المتبادل والمحبة، ونعتقد أن من واجبنا أن نشارك هذا مع العالم. ونعتقد أن (الجهل هو عدو السلام)، وأن الإيمان الحقيقي يضيء طريقنا نحو السلام. ولهذا السبب، قررنا أن نشكل إعلان مملكة البحرين الذي يدعو إلى التسامح الديني والتعايش السلمي في جميع أنحاء العالم".
وتابع: "ربما يجد البعض هذا مفاجئاً، ولكن ليس لمئات الملايين من المسلمين المحبين للسلام في جميع أنحاء العالم. لقد قمنا بتشكيل الإعلان بالتشاور مع علماء السنة والشيعة، إلى جانب رجال الدين المسيحيين والحاخامات اليهود، بما في ذلك صديقنا، الحاخام مارفن هير بمركز سيمون فيزنتال في لوس أنجلوس".
وزاد: "باعتبارنا بحرينيين، استندنا إلى تراثنا الوطني كمنارة للتسامح الديني في العالم العربي، في وقت كان فيه الدين كثيرا ما يستغل في جميع أنحاء العالم كعقوبة إلهية لنشر الكراهية والشقاق".
وأتبع: "ولكن في البحرين، التنوع الديني هو نعمة لشعبنا. نحن نرحب بجاليات الكنيسة الكاثوليكية والأرثوذكسية والإنجيلية. نحن فخورون بأن مواطنينا الهندوس يمكنهم ممارسة شعائر عبادتهم في معبد يعود تاريخه إلى 200 عاما مزين بصورهم، قرب معبد السيخ والمساجد".
ومضى بالقول: "نحن نحتفل بجاليتنا الصغيرة -ولكنها غالية- اليهودية، التي لا تتردد في ارتداء يارمولك (قبعة يهودية)، والعبادة في كنيسهم، التي، أبلغنا بأنها الوحيدة في شبه الجزيرة العربية. في الواقع، تلعب جاليتنا اليهودية دوراً نشطاً جداً على أعلى مستويات المجتمع، بما في ذلك سفير البحرين لدى واشنطن في عام 2008، أول دبلوماسي يهودي يمثل دولة عربية في الولايات المتحدة. أردنا أن نحمي تعدديتنا الدينية للأجيال المقبلة، لذلك كرسنا هذا في القانون، الذي يضمن لكل شخص الحق في العبادة دون عقبات بشأن الأمان، وبناء بيوت العبادة".
وأردف: "مملكة البحرين أقوى بسبب تنوعنا، وأعتقد أن عالمنا سيكون أكثر أمناً وأكثر ازدهاراً عندما نتعلم الاعتراف بجمال هذه الاختلافات وكيف يمكن أن تعلمنا الكثير من الدروس، بما في ذلك درس التسامح الديني. وينبغي ألا ينظر إلى الحرية الدينية على أنها مشكلة بل هي حل فعلي جدا لكثير من أكبر تحديات العالم، ولا سيما الإرهاب الذي لا يعرف دينا، ويهدد جميع الشعوب المحبة للسلام".
وشدد: "نحن نعتقد اعتقاداً راسخاً بأن هذا الشر لا يمكن القضاء عليه إلا من خلال قوة الإيمان والحب الحقيقي، وهذا ما أجبرنا على كتابة إعلان مملكة البحرين كوثيقة هامة تدعو إلى التعددية التي (ترفض بشكل قاطع) الالتزام الديني القسري، وتدين وأعمال العنف والإيذاء والتحريض باسم الدين. وبالنسبة للقادة الوطنيين مثلي، يوضح الإعلان أنه (من مسؤولية الحكومات احترام وحماية الأقليات الدينية والأغلبية الدينية على حد سواء)، وأنه لا مجال للتمييز الديني من أي نوع".
وأوضح أن "إعلان مملكة البحرين هو دعوة للقادة والجماهير، ويدعو رجال الدين والكهنوت والحكام والرؤساء والمواطنين العاديين إلى (بذل كل ما في وسعنا لضمان أن العقيدة الدينية هي نعمة للبشرية جمعاء وأساس السلام في العالم)".
وواصل "في العالم العربي، نحن لا نخشى من التعددية الدينية، والعالم غير العربي لا ينبغي أن يخشانا. في الواقع، نحن بحاجة إلى بعضنا البعض، ويجب أن نلتقي بعضنا البعض في سبيل الاحترام المتبادل والمحبة. ولعلنا سنجد طريق السلام بعيد المنال الذي نسعى إليه".
وأعرب عن أمله أن "يكون إعلان مملكة البحرين مصدر إلهام للآخرين ليكونوا على يقين بأن هناك طريقة أفضل، وأن يبذلوا كل ما في وسعهم للعثور عليه. وكما يقول القرآن الكريم: (فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) (الحج: 46).
واختتم بالقول: "فليكن إيماننا بالله وفي إخوتنا البشر يدعونا إلى المثابرة حتى نخلق معا عالم أكثر سلاما لأطفالنا وأطفالهم".