الملك فاروق في الأعمال الفنية.. إنصاف أم ظلم؟
الملك فاروق ولد في 11 فبراير/ شباط 1920، وهو آخر من حكم مصر من الأسرة العلوية، واستمر في الحكم 16 عاما
يرصد التاريخ أحداثا وشخصيات مؤثرة في عمر الأوطان، ومهما مرت السنوات لا تسقط من وعاء الذاكرة، لاسيما أن عددا كبيرا من المبدعين، اقتربوا من بعض الشخصيات التاريخية في أعمالهم الفنية، ربما بغرض الإنصاف وربما بهدف الإدانة، وبمرور الوقت صارت هذه الأعمال وثائق يمكن الرجوع إليها.
ومن الأحداث المهمة التي عاشتها مصر ذكرى تنازل الملك فاروق عن العرش في 26 يوليو/ تموز 1952، بعد ثورة الضباط الأحرار التي أجبرت فاروق على التنازل، ومغادرة مصر برفقة زوجته الملكة ناريمان.
وأغرت شخصية الملك فاروق عددا كبيرا من صناع الدراما التليفزيونية، وتم تقديمها من زوايا مختلفة، وفي ذكرى هذا الحدث ترصد "العين الإخبارية" رأي عدد من المتخصصين في صورة الملك على الشاشة.
وقال السيناريست مجدي صابر: "أتصور أن الملك فاروق تعرض للظلم، فقد تم تقديمه في صورة الرجل السيئ الذي لا يعبأ بمصلحة بلده، ولا يهتم إلا بملذاته فقط".
وأضاف: "في عالمنا العربي يحاول أبطال أي عصر جديد تشويه الماضي، وهذا ما حدث مع الملك فاروق، شخصية آخر ملك مصري مليئة بالأحداث والنقاط المضيئة ولكن على الشاشة تمت الإساءة له بشكل متعمد".
وتابع صابر: "في الغرب يقدمون الشخصيات السياسية بحياد شديد، يرصدون العيوب والمزايا دون خوف لكن في عالمنا العربي يجد الكاتب نفسه محاصرا من الورثة تارة ومن المؤيدين تارة أخرى ولذا لا يكتب بحرية وإنصاف".
وفي السياق ذاته تحدثت الفنانة وفاء عامر التي شاركت في بطولة مسلسل "الملك فاروق" وجسدت شخصية الملكة "نازلي" والدة فاروق، قائلة: "أرى أن الدكتورة لميس جابر كاتبة المسلسل أنصفت فاروق لأنها لجأت لشهود عيان ومراجع متميزة، وقد تعرضنا لهجوم عنيف وقت عرض العمل، وتم اتهامنا بالحنين للعصر الملكي".
وأضافت: "الحكاية باختصار أن الكاتبة اقتربت من فاروق الإنسان والظروف التي تعرض لها، وكيف كان يواجه مؤامرات ومكائد من أقرب الناس له.. وأتصور أن فاروق ظلم في الحقيقة وعلى الشاشة أيضا، وهذا ليس دفاعا عن الملكية ولكن انحياز للحقيقة".
ويقول الناقد طارق الشناوي عن صورة آخر ملوك مصر لـ"العين الإخبارية": "فاروق تولى حكم مصر عام 1936 وكان يمثل روح الشباب والإرادة المصرية، وعندما قامت ثورة يوليو، ظهرت أعمال كثيرة تهاجم الملك لكسب ود رجال الثورة".
وتابع: "رسم الكتاب صورة ذهنية سيئة للملك، فظهر في المسلسلات بشخصية المقامر وزير النساء، لذا أرى أنه تعرض للظلم دراميا، وهناك أعمال كثيرة اقتربت من شخصية فاروق مثل فيلم (امرأة هزت عرش مصر) و مسلسل (الملكة نازلي)، لكن يظل مسلسل (الملك فاروق) تأليف لميس جابر وإخراج حاتم علي وبطولة تيم حسن بمثابة محاولة الإنصاف الوحيدة لهذا الملك".
يذكر أن هناك عددا من النجوم المصريين تحمسوا لتقديم شخصية الملك فاروق ومن أبرزهم الفنان الراحل محمود عبدالعزيز، حيث كانت تزين صورة ضخمة للملك الراحل مكتبه، لكنه لم يجد جهة إنتاج تمول المشروع.
ويعد الفنان الكبير يحيى الفخراني من أشد المعجبين بشخصية فاروق، ومن أجله كتبت زوجته الدكتورة لميس جابر قصة الملك، ولكن عندما دخل المشروع حيز التنفيذ أدرك الفخراني أن العمر تقدم به ولا يستطيع أداء الشخصية فذهب الدور للفنان تيم حسن.
يذكر أن الملك فاروق ولد في 11 فبراير/ شباط 1920، وهو آخر من حكم مصر من الأسرة العلوية، واستمر في الحكم 16 عاما، وعندما تنازل عن حكم مصر، أقام في روما، ورحل عن الحياة في 18 مارس/ آذار 1965.
aXA6IDMuMTQ0LjYuMjkg
جزيرة ام اند امز