تدخل الملك.. الخيار الأخير لتشكيل حكومة المغرب
المفاوضات بين الأحزاب المغربية لتشكيل الحكومة الجديدة برئاسة عبد الإله بن كيران وصلت إلى طريق مسدود بالرغم من عقد من جلسة مشاورات
بالرغم من تحديد يوم 29 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي موعد للجولة الثانية من المشاورات بين حزب العدالة والتنمية برئاسة عبد الإله بنكيران وباقي الأحزاب السياسية المغربية لاتخاذ القرار النهائي بشأن المشاركة في الحكومة الثانية التي يرأسها عبد الإله بن كيران، وصلت المفاوضات والمشاورات لطرق مسدود دون نتائج حقيقة واضحة.
وتتمثل الخلافات حول تشكيل الحكومة المغربية، تباين مواقف بعض الأحزاب حول طبيعة وعدد الحقائب الوزارية المسندة لهم، بينما يصمم بن كيران على توزيع الحقائب الوزارية مستندًا على منهج التفاوض بين الأحزاب بعضها البعض ما أدي لظهور فجوة كبيرة بين أفكار ومواقف الأحزاب المغربية بشأن تشكيل الحكومة الائتلافية.
وفقاً لموقع "هسيبريس" المغربي فإن التباين بين وجهات نظر الأحزاب السياسية يؤدي لتعطيل تشكيل حكومة بن كيران التي كلف بتشكيلها من قبل ملك المغرب الملك محمد السادس عقب تصدر حزب العدالة والتنمية للانتخابات البرلمانية الأخيرة.
بينما يرى بعض الخبراء السياسيين بالمغرب أن عملية تقريب وجهات النظر والمواقف بين الأحزاب هي السبيل الوحيد لإنقاذ بن كيران من مأزق تشكيل الحكومة المكلف بها منذ شهر تقريباًـ بعد فوز حزبه في الانتخابات.
اقرأ أيضا
- بن كيران عن الحكومة المغربية المقبلة: تحتاج حزبا واحدا
- توقعات بمشاركة 5 أحزاب مغربية في حكومة بن كيران المقبلة
وقال كمال القصير الباحث في علم السياسة والقانون في تصريحات صحفية، إن "الكلمة الأخيرة من أجل إخراج نسخة متوازنة من تشكيل الحكومة هي تقريب وجهات النظر المختلفة، خاصة وأن رئيس الحكومة المكلفة يعلم جيدًا ما هو مطلوب في هذه المرحلة".
وفي الوقت نفسه توقع الباحث السياسي المغربي، زيادة الضغوط على رئيس الحكومة المكلف ما يصعب عليه الوصول بنتيجة يتفق عليها جميع الأطراف السياسية، مرجحاً أن يتكرر مشهد تشكيل الحكومة لعام 2012 العام الحالي بتسليم المهمة كاملة ووضع الأمر في يد الملك محمد السادس، خاصة وأن عام 2012 انسحب حزب الاستقلال من الحكومة.
كما اعتبر القصير أن الاتجاه نحو خيار تشكيل حكومة أقلية سيزيد من الامر تعقيداً، نظراً أن الوضع السياسي والاجتماعي بالمغرب الآن لا يتحمل حكومة أقلية، مؤكداً أن المعارضة سترفض هذا الخيار.
وخلال فترة المشاورات بين حزب العدالة والتنمية والأحزاب المغربية تكونت جبهات سياسية ربطت بين قرار المشاركة في الحكومة وموافقة الأحزاب الأخرى على شكل الحكومة النهائي، وظهر موقف حزب الحركة الشعبية الذي ربط بين المشاركة ووجود أحزاب التجمع الوطني والاتحاد الدستوري بنفس الحكومة.
وفي خطابه في الذكري الـ 41 للمسيرة الخضراء، قال الملك محمد السادس " أن الحكومة المقبلة لا ينبغي أن تكون مسألة حسابية متعلقة بإرضاء رغبات الأحزاب السياسية وتكوين اغلبية عددية، وكأن الأمر تقسيم غنيمة انتخابية"، موضحًا أن الحكومة لها أولويات محددة للقضايا الداخلية والخارجية، ولابد أن يتم تشكيل حكومة قادرة للوقاء بالالتزامات نحو المواطنين المغاربة والشركاء خارج المغرب.
واختتم عبد الإله بن كيران رئيس الحكومة المكلف جولته الأخيرة من المشاورات مع الأحزاب باستثناء حزب الأصالة والمعاصرة المعارض منذ أيام قليلة، دون الوصول لقرار نهائي بشأن تشكيل الحكومة.
وتعد أزمة تشكيل حكومة 2016 هي الأزمة الثانية التي تعاني منها المغرب تحت مظلة دستور 2011.
وتصدر حزب العدالة والتنمية الانتخابات التشريعية المغربية في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي بالحصول على 125 مقعداً بالبرلمان من إجمالي 395 مقعداً.
aXA6IDE4LjExNy4xNTQuMTM0IA== جزيرة ام اند امز