6 أعوام على حكم الملك سلمان.. إنجازات تتواصل رغم كورونا
6 أعوام كاملة مرت على تسلم العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود مقاليد الحكم، مسجلة إنجازات غير مسبوقة على مختلف الأصعدة.
ففي 23 يناير/كانون الثاني 2015، كانت البداية لتسجل السنوات الست الماضية قرارات استثنائية وتحديات عالمية ضخمة كانت السعودية دائما في القلب منها.
وتحل هذه الذكرى، بعد أيام من إطلاق مشروع "مدينة ذا لاين" أحد المشروعات التنموية الضخمة في منطقة نيوم التي تجسد بمواصفاتها حياة المستقبل، وتعزز من نجاح رؤية 2030 التي تسعى إلى تحول المملكة لنموذجٍ عالمي رائد في مختلف مجالات الحياة.
سياسيا، لا تزال الآثار الإيجابية للقمة الخليجية الـ41 في العلا حاضرة منذ انعقادها في 5 يناير/كانون الجاري، حيث نجحت في تعزيز الحوار بين دول مجلس التعاون.
كما تحل تلك الذكرى بعد عام استثنائي شهد فيه العالم انتشار جائحة كورونا، نجحت خلاله المملكة في مواجهة التحديات التي نتجت عن الجائحة سواء على الصعيد المحلي أو الدولي من خلال ترؤسها لمجموعة العشرين.
مستقبل واعد
ويواصل الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان رسم ملامح مستقبل مشرق للمملكة، عبر خارطة طريق أطلقها بعد عام واحد من توليه الحكم تحمل اسم "رؤية 2030" تقود لنهضة شاملة في مختلف المجالات.
وأكد الأمير محمد بن سلمان أن المملكة حققت العديد من الإنجازات منذ الإعلان عن رؤية 2030، من بينها تضاعف الإيرادات غير النفطية، وتمكين المرأة في سوق العمل، ورفع مستوى التنافسية في بيئة الأعمال، وتفعيل دور صندوق الاستثمارات العامة، والتحسن الكبير المحرز في حماية البيئة.
وبيّن خلال مشاركته في جلسة حوار استراتيجية ضمن فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي، 13 يناير/كانون الثاني الجاري أن الإنجازات السابقة التي حققتها المملكة وفق رؤية 2030 جاءت في إطار تحول وإصلاحات متسارعة في السنوات الأربع الماضية، وأن تلك الإصلاحات ستتضاعف في العشر سنوات المقبلة.
وكشف الأمير محمد بن سلمان أن الفرص الاستثمارية الكبرى في السعودية تصل قيمتها إلى 6 تريليونات دولار خلال السنوات العشر القادمة، منها 3 تريليونات دولار استثمارات في مشاريع جديدة، في إطار ما توفره رؤية 2030 من فرص لإطلاق قدرات المملكة غير المستغلة وتأسيس قطاعات نمو جديدة وواعدة.
وسيتم تمويل 85 % من هذا البرنامج الاقتصادي الضخم من قبل صندوق الاستثمارات العامة والقطاع الخاص السعودي، فيما ستكون النسبة المتبقية من خلال تحفيز رأس المال الأجنبي من دول الخليج وكافة دول العالم.
وجرى إطلاق مشروع "ذا لاين" في منطقة نيوم شمال غربي المملكة، وهي مدينة مليونية تجسد بمواصفاتها حياة المستقبل؛ حيث تتضمن سلسلة من المجتمعات العمرانية التي تدار بالكامل عبر الذكاء الاصطناعي.
وسيُشكّل مشروع "ذا لاين" أساساً متيناً لبناء اقتصاد المعرفة لاحتضان الكفاءات، والعقول العلمية، والمهارات من مختلف المجالات لخدمة البشرية.
وسيُسهم "ذا لاين" في نيوم بإضافة 180 مليار ريال سعودي إلى الناتج المحلي الإجمالي بحلول 2030، كما سيوفر 380 ألف فرصة عمل بحلول عام 2030. وتمضي السعودية بخطى ثابتة وواثقة لتحقيق المزيد من الإنجازات في إطار رؤية 2030.
مواجهة كورونا محليا ودوليا
ورغم أن عام 2020 كان عاماً صعباً على دول العالم أجمع جراء تفشي جائحة كورونا، أثبت اقتصاد المملكة قدرته في مواجهة تداعيات الجائحة، حيث قادت جهود كبيرة على الصعيدين المحلي والدولي لمواجهة الجائحة وتداعياتها.
على الصعيد المحلي، تمكنت من اتخاذ تدابير صحية ووقائية هدفت في المقام الأول إلى حماية صحة الإنسان من خلال الحد من تفشي الوباء، وتوفير العلاج المجاني للحالات المصابة.
كما تم اتخاذ تدابير مالية واقتصادية هدفت إلى الحد من تداعيات الجائحة على الأنشطة الاقتصادية، وقدمت المملكة مبادرات حكومية للقطاع الخاص، وخصوصاً المنشآت الصغيرة والمتوسطة، شملت أكثر من (218) مليار ريال، إضافة لدعم القطاع الصحي بمبلغ (47) مليار ريال.
على الصعيد الدولي، تولت المملكة عام 2020، رئاسة مجموعة العشرين، التي اختتمت باستضافة قمة القادة افتراضيًا برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وعقدت على مدى يومي السبت والأحد 21 و22 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
والقمة هي أهم منتدى اقتصادي دولي يُعنى ببحث القضايا المؤثرة على الاقتصاد العالمي، وتشكل دول مجموعة العشرين ثلثي سكان العالم، وتضم 85% من حجم الاقتصاد العالمي، و75% من التجارة العالمية.
وفي بيانها الختامي أكدت مجموعة العشرين، عزمها على دعم الدول النامية، وبذل الجهود اللازمة لضمان وصول لقاح كورونا للجميع.
وأكد البيان أن المجموعة مصممة على مواصلة استخدام جميع الأدوات السياسية الممكنة لحماية الأرواح والوظائف والدخول ودعم الانتعاش الاقتصادي وتعزيز مرونة النظام المالي.
وقال زعماء دول مجموعة العشرين في البيان الختامي لقمتهم، إنهم أقروا خطة لتمديد تجميد مدفوعات خدمة الدين من قبل الدول الأكثر فقرا حتى منتصف عام 2021 واعتماد نهج مشترك للتعامل مع مشكلات الديون بعد ذلك الموعد.
وتعهد قادة دول مجموعة العشرين بألا يدخروا جهدا لضمان توزيع عادل للأدوية والفحوص واللقاحات المتعلقة بكوفيد-19 بتكلفة معقولة وسعر مناسب "لجميع الناس".
كما حققت المملكة إنجازات غير مسبوقة رغم أنف الجائحة كان أبرزها نجاحها في تنظيم موسم الحج الأخير، والذي جرى في ظروف استثنائية واحترازية خاصة، دون تسجيل حوادث أو إصابات بفيروس كورونا وسط ضيوف الرحمن.
ورغم الجائحة، قامت المملكة بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين، باستضافة حجاج بيت الله الحرام وفق تنظيم وعمل رائعين شهد لهما الجميع.
وكانت المملكة قررت إقامة موسم الحج الأخير بأعداد محدودة جدًا للراغبين في أداء مناسك الحج لمختلف الجنسيات من الموجودين داخل المملكة، حرصًا على إقامة الشعيرة ولضمان سلامة ضيوف الرحمن في ظل انتشار جائحة كورونا، وقوبل القرار بتأييد عالمي منقطع النظير.
وقامت المملكة بتسخير كل الإمكانيات لأداء ضيوف الرحمن مناسكهم بأمن وأمان وسلامة واطمئنان في ظل تلك الظروف الاستثنائية التي يعيشها العالم.
السياسة الخارجية.. نجاحات متواصلة
على صعيد السياسة الخارجية واصلت المملكة القيام بدورها الريادي لدعم الأمن والاستقرار في المنطقة.
واستضافت المملكة 5 يناير/كانون الثاني الجاري، القمة الخليجية 41 في مدينة العلا، والتي نجحت في طي صفحة الخلاف مع قطر و تعزيز الحوار الخليجي، والانطلاق نحو مرحلة مهم في تعزيز مسيرة مجلس التعاون.
وتضمن البيان الختامي للقمة قرارات مهمة لتعزيز التعاون الأمني والعسكري بين دول الخليج، ودعم التصدي للدور التخريبي لإيران.
كما لم تمنع جائحة فيروس كورونا المستجد، السعودية من القيام بدورها الريادي في مساندة أشقائها، فواصلت دعمها لحل الأزمة باليمن عبر استضافة مؤتمر المانحين وتسريع آلية تنفيذ اتفاق الرياض، كما استضافت مؤتمر أصدقاء السودان.
وكعادتها أوفت السعودية بوعودها في عقد مؤتمر المانحين لليمن بموعده "افتراضيا"، للتغلب على قيود وقف السفر وإجراءات الدول الاحترازية لمكافحة فيروس كورونا، وذلك بمشاركة الأمم المتحدة.
المؤتمر الذي عقد في 2 يونيو/حزيران الماضي شارك فيه ما يزيد على 126 جهة منها 66 دولة و15 منظمة أممية و3 منظمات حكومية دولية وأكثر من 39 منظمة غير حكومية، بالإضافة إلى البنك الإسلامي للتنمية، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر.
وجاء بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، والأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد السعودي.
وأعلنت الأمم المتحدة، أن مؤتمر مانحي اليمن الذي عقد في السعودية نجح في جمع 1.35 مليار دولار مساعدات إنسانية، ضمن خطة الاستجابة 2020.
وكانت الأمم المتحدة، قدّرت احتياجات اليمن بـ2.4 مليار دولار أمريكي لدعم الاحتياجات الأساسية، إضافة إلى 180 مليون دولار بشكل عاجل لمكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد.
وجاءت السعودية على رأس لائحة المانحين بواقع 500 مليون دولار، فضلا عن إعلانها تقديم مساعدات أخرى لبرامج مكافحة فيروس كورونا.
وفي 29 يوليو/تموز الماضي، قدمت المملكة للحكومة اليمنية، والمجلس الانتقالي الجنوبي آلية لتسريع العمل في تنفيذ اتفاق الرياض، كللت في ديسمبرالماضي بإعلان حكومة الكفاءات بمشاركة المجلس الانتقالي الجنوبي.
بينما شهد 12 أغسطس/آب، استضافت السعودية الاجتماع الثامن لأصدقاء السودان، بهدف تقديم مزيد من المساندة لإحلال السلام ودعم الاقتصاد.
وتأسس "ملتقى أصدقاء السودان" في 2018، كمجموعة غير رسمية لتنسيق الدعم السياسي والاقتصادي للسودان.
ويسعى السودان من خلال مؤتمرات الشراكة مع الدول الصديقة العربية والغربية إلى توفير الدعم المالي، واستقطاب رؤوس الأموال والشركات الكبيرة للاستثمار في البلاد، وإنعاش اقتصاده الذي تشهد قطاعاته الإنتاجية تردياً مريعاً.
aXA6IDMuMTQ3LjIwNS4xOSA= جزيرة ام اند امز