ببلوغ "العلا" في السعودية.. تعثر أجندة الإخوان وحصار إقليمي للإرهاب
إن كان المثل الشائع يقول "من طلب "العلا" سهر الليالي، فإن بلوغ "العلا" بقمة السعودية نحو تعزيز الحوار الخليجي، وتحقيق أمن واستقرار المنطقة، يتطلب الشروع فورا في تجفيف منابع تمويل الإرهاب، وحصاره، وتوقف بعض الدول فورا عن دعم الإخوان ماليا وسياسيا وإعلاميا
وفي هذا الصدد قال خبراء مصريون في شؤون حركات الإسلام السياسي إن "قمة العلا" ستقود لـ"وأد مشروع الإخوان" وحصار الحركات الإرهابية في المنطقة.
وأكدوا، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، على أن حالة كبيرة من الارتباك أصابت الجماعة الإرهابية فكريا وتنظيما في ظل تغيير المشهد السياسي الإقليمي والعربي ومخرجات القمة الخليجية.
واعتبروا أن تفعيل بنود قمة العلا سيؤدي ضمن نتائجه الأولية إلى "تعثر الأجندة الإخوانية" لاسيما في مصر، عبر إجبار التنظيم على وقف نشاطه التحريضي والتخريبي ضد القاهرة.
وعقدت الثلاثاء في مدينة العلا شمال غربي السعودية القمة الـ41 لقادة مجلس التعاون الخليجي.
ووقّع قادة وفود دول مجلس التعاون الخليجي في قمتهم بالسعودية، "بيان العلا" الذي أكد على "التضامن والاستقرار".
والثلاثاء، قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، إن البيان الختامي لقمة العلا دعا إلى تعزيز التعاون في مكافحة الكيانات الإرهابية والتأكيد على وقوف دول مجلس التعاون صفا واحدا.
وأضاف، في مؤتمر صحفي مشترك مع أمين عام مجلس التعاون الخليجي، الدكتور نايف فلاح مبارك الحجرف: "دعا البيان لتوطيد العلاقات واحترام مبادئ حسن الجوار، والتأكيد على عدم المساس بسيادة أي دولة أو استهداف أمنها".
وقف مصادر التحريض ضد مصر
وفي قراءته لتداعيات قمة العلا على تنظيم الإخوان الإرهابي، قال المحلل السياسي المصري، عمرو الشوبكي، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن قيودا ستفرض على حركة التنظيم الإخواني، ووقف نشاطه التحريضي ضد مصر، وهو أمر ليس بالقليل بالنسبة للتنظيم ورغبته في الثأر من النظام المصري.
وبينما لم يستبعد إبعاد عناصر تنظيم الإخوان خارج الدوحة، قال الشوبكي الخبير في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية بالقاهرة (حكومي)، إن الأهم من الإبعاد، ألا تكون تلك العناصر مصدرا للتحريض ضد مصر، والدعوة للتظاهر، والتهليل للعمليات الإرهابية، وفي هذه الحالة ستتأثر أجندة التنظيم الدولي سلبا بشكل كبير.
وأضاف: "مع تأثر أجندة تنظيم الإخوان سلبا في مصر، سيظل هناك دعم لعدد من فروع التنظيم مثل حركة النهضة بتونس، وحماس في فلسطين وغيرها".
تعثر أجندة الإخوان
بدوره، أوضح الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية، عمرو فاروق، في حديث لـ"العين الإخبارية"، أنه وفقا لبنود بيان العلا المزعم تنفيذها فإنه في حال الالتزام بها، فسوف تتعثر الأجندة الإخوانية سواء في المنطقة العربية، أو في العمق الأوروبي.
وتوقع الباحث في شئون الجماعات الإرهابية أن يتخذ مكتب الإخوان في تركيا، ومكتب التنظيم الدولي في لندن مجموعة من القرارات التي تمثل حماية شكلية لقواعدها التنظيمية، على المستوى الإقليمي، في ظل مخرجات قمة العلا.
وفِي مقدمة هذه القرارت مغادرة البعض للأراضي القطرية والتركية، والاتجاه نحو بريطانيا، أو دول شرق وجنوب آسيا، في حال رفع الداعمين يدهم عّن الجماعة وأجندتها وتسليم القيادات الموضوعة على قوائم الارهاب للجانب المصري، بحسب فاروق.
وأوضح الباحث المصري أن المصالحة في حال تحقيقها فعليا، ستمثل بداية مرحلة جدية لمناهضة المشروع الإخواني في ظل تجفيف منابع التمويل، ومحاصرة العناصر الهاربة في الخارج، وتعثر تمويل المنظمات المهاجمة لدول الرباعي العربي، وارتباك الجماعة فكريا وتنظيما في ظل تغيير المشهد السياسي الإقليمي والعربي.
وإزاء ما تمخض عن قمة العلا، لم يستبعد أحمد كامل البحيري، الباحث المتخصص بشؤون الحركات الإسلامية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، طرد عناصر من تنظيم الإخوان من الدول الحاضنة لهم.
وقال البحيري للعين الإخبارية: "مع الحالة المصرية فإن الاعلام الموالي للاخوان سوف يتجاهل الوضع المصري مؤقتا مع طرح بعض القضايا على استحياء.
وكان قادة الخليج، قد أكدوا في البيان الختامي، لقمة العلا في السعودية الثلاثاء، حرصهم على تعزيز وحدة الصف والتماسك بين دول مجلس التعاون.
وشدد قادة الخليج، على أهمية عودة العمل الخليجي المشترك إلى مساره الطبيعي، والحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأكد المجلس حرصه على وحدة الصف بين أعضائه، لما يربط بينها من علاقات خاصة وسمات مشتركة أساسها العقيدة الإسلامية والثقافة العربية، والمصير المشترك ووحدة الهدف التي تجمع بين شعوبها.
aXA6IDMuMTQ0LjI1My4xOTUg جزيرة ام اند امز