"قمة العلا".. قرارات مهمة لتعزيز التعاون الأمني والعسكري
قرارات مهمة لتعزيز التعاون الأمني والعسكري بين دول الخليج تضمنها البيان الختامي للقمة الخليجية الـ41 بمدينة العلا شمال غرب السعودية.
معظم تلك القرارات كانت ثمار الاجتماعات العسكرية والأمنية التي قادتها الإمارات خلال رئاستها للدورة الأربعين لمجلس التعاون الخليجي التي اختتمت اليوم.
قيادة موحدة بدل "درع الجزيرة"
من أبرز تلك القرارات موافقة قادة دول الخليج على تعديل المادة السادسة في اتفاقية الدفاع المشترك، وذلك بتغيير مسمى قيادة "قوات درع الجزيرة المشتركة" إلى "القيادة العسكرية الموحدة لدول مجلس التعاون".
قوات درع الجزيرة هي قوات عسكرية مشتركة لدول مجلس التعاون أنشئت عام 1982، وتعد أحد الأسس المهمة لإنشاء منظومة دفاعية مشتركة تهدف إلى توفير الأمن لحماية دول المجلس ، والـدفاع عن اسـتقلالهـا وحماية مقدراتها ومكتسـباتها، وصدرت قرارات على مدار القمم الخليجية لتطويرها.
كما صادق قادة دول الخليج ، بحسب البيان الختامي، على "قرارات مجلس الدفاع المشترك في دورته السابعة عشر، بشأن مجالات التكامل العسكري بين دول مجلس التعاون".
وأكدوا على "دعم جهود التكامل العسكري المشترك لتحقيق الأمن الجماعي لدول المجلس"، وأعربوا عن ارتياحهم للخطوات المبذولة في تفعيل عمل القيادة العسكرية الموحدة.
وكان مجلس الدفاع المشترك قد عقد دورته السابعة عشرة عبر الاتصال المرئي يوم 22 نوفمبرالماضي برئاسة محمد بن أحمد البواردي وزير الدولة لشؤون الدفاع الإماراتي.
واختتم أعضاء مجلس الدفاع المشترك بدول مجلس التعاون الاجتماع اجتماعهم بحزمة من القرارات والتوصيات أهمها المساهمة في دفع مسيرة التعاون والتطوير للارتقاء بالقدرات العسكرية وتسخير كافة الصعاب والتحديات لتحقيق الأهداف المشتركة للقوات المسلحة في دول مجلس التعاون، وبما يحقق مزيد من أوجه التعاون والمصالح المشتركة لدول المجلس، ويعزز التعاون العسكري المشترك، حفاظا على الأمن والاستقرار في دول مجلس التعاون.
تعزيز العمل الأمني
وأشار البيان الختامي لقمة العلا إلى أن قادة دول الخليج صادقوا في القمة على قرارات وزراء الداخلية في اجتماعهم السابع والثلاثين، مؤكدا "على أهمية تعزيز العمل الأمني الخليجي المشترك لضمان أمن واستقرار دول المجلس".
وقدم قادة دول الخليج شكرهم وتقديرهم لمنسوبي الأجهزة الأمنية في مواجهة جائحة كورونا والجهود المبذولة للحد من انتشارها.
وكان وزراء الداخلية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية قد عقدوا عبر الاتصال المرئي 27 أكتوبر الماضي، اجتماعهم السابع والثلاثين برئاسة الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية بدولة الإمارات، واتخذوا قرارات من شأنها تعزيز العمل الأمني الخليجي المشترك، وتوحيد الجهود الخليجية المبذولة لمكافحة الجرائم والأعمال الإرهابية حفاظا على أمن وسلامة مواطني دول المجلس والمقيمين على أراضيها.
كما أشاد البيان الختامي بنجاح التمرين التعبوي (أمن الخليج العربي 2) الذي استضافته دولة الإمارات العربية المتحدة في فبراير 2020م.
وأكد ما يمثله التمرين من أهمية في تعزيز التعاون الأمني بين دول المجلس والتوافق الحرفي والمهني بين الأجهزة المعنية ترسيخاً لدعائم الأمن وردعاً لكل من يحاول المساس بأمن واستقرار المنطقة.
وبارك قادة دول الخليج طلب المملكة العربية السعودية باستضافة التمرين التعبوي المشترك للأجهزة الأمنية (أمن الخليج العربي 3) والذي سيكون ملامساً لفرضيات التعامل مع جائحة كورونا.
مكافحة الإرهاب
وفيما يتعلق بجهود مكافحة الإرهاب، أكد البيان الختامي" على مواقف وقرارات مجلس التعاون الثابتة تجاه الإرهاب والتطرف، أياً كان مصدره ونبذه لكافة أشكاله وصوره، ورفضه لدوافعه ومبرراته، والعمل على تجفيف مصادر تمويله".
كما أكد البيان أن" التسامح والتعايش بين الأمم والشعوب من أهم المبادئ والقيم التي بُنيت عليها مجتمعات دول المجلس، وتقوم عليها علاقاتها مع الشعوب الأخرى".
وعبر البيان "عن إدانته الشديدة لنشر أية رسوم مسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، معتبراً ذلك إساءة لمشاعر المسلمين كافة وتعبيراً صارخاً عن الكراهية، وشكلاً من أشكال التمييز العنصري".
وأكد قادة دول الخليج على "أهمية تعزيز ثقافة التسامح والتعايش والحوار".
ودعوا "كافة قادة دول العالم والمفكرين وأصحاب الرأي لتحمل المسؤولية الكبرى التي تقع على عاتق كل من يسعى للسلام والتعايش لنبذ خطابات الكراهية وإثارة الضغائن وازدراء الأديان ورموزها، واحترام مشاعر المسلمين في كل أنحاء العالم، بدلاً من الوقوع في أسر الإِسلاموفوبيا الذي تتبناه المجموعات المتطرفة".
كما أشاد قادة دول الخليج بجهود التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية في ملاحقة قيادات ما يُسمى بتنظيم داعش الإرهابي، الذي عمل على تشويه الصورة الحقيقية للإسلام والمسلمين.
وأكدوا "استمرار دول المجلس في جهودها الحثيثة مع حلفائها في محاربة الإرهاب وتجفيف منابعه والتصدي للفكر الإرهابي".
تصنيف مليشيات إيران
ورحب البيان الختامي بقرار الولايات المتحدة الأمريكية تصنيف ما يسمى بسرايا الأشتر وسرايا المختار الإرهابية في مملكة البحرين والمدعومتين من إيران كمنظمات إرهابية، مما يعكس الالتزام بالتصدي للإرهاب وداعميه والمحرضين عليه.
كما أشادوا بقرارات الدول التي صنفت حزب الله كمنظمة إرهابية، في خطوة مهمة تعكس حرص المجتمع الدولي على أهمية التصدي لكل أشكال الإرهاب وتنظيماته على المستويين الدولي والإقليمي، وحث الدول الصديقة لاتخاذ مثل هذه الخطوات للتصدي للإرهاب وتجفيف منابع تمويله.
وشهدت مسيرة القمم الخليجية منذ تأسيسها انعقاد 66 قمة خليجية، هي 40 قمة اعتيادية، إضافة إلى قمة العلا ، و17 قمة تشاورية.
وقادت الإمارات رئاسة الدورة الـ 40 لمجلس التعاون الخليجي ، وسط جهود استثنائية قامت بها، للحفاظ على كيان مجلس التعاون، وتعزيز مسيرته، رغم بعض التحديات وأبرزها انتشار جائحة "كورونا".