يوم التأسيس السعودي.. الملك سلمان على درب الإمام محمد بن سعود
تحيي السعودية، غدا الثلاثاء، يوم تأسيسها على يد الإمام محمد بن سعود قبل 3 قرون، فيما تشهد نهضة غير مسبوقة يقودها الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.
وتحتفل السعودية، للمرة الأولى بيوم التأسيس، بعد صدور أمر ملكي من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن العزيز 27 يناير/كانون الثاني الماضي بأن يكون يوم 22 فبراير/شباط من كل عام يوماً لذكرى تأسيس الدولة السعودية باسم "يوم التأسيس" ويصبح إجازة رسمية.
ويوافق هذا اليوم ذكرى تأسيس الدولة السعودية الأولى، مع تولي الإمام محمد بن سعود حكم الدرعية (العاصمة الأولى للدولة وتبعد عن مركز الرياض العاصمة حاليا 20 كيلومترًا ) منتصف عام 1139هـ (1727م).
أمر أعاد بموجبه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود إبراز العمق التاريخي والحضاري للمملكة، لتتعرف الأجيال الحالية على الجذور التاريخية لبلادهم، وربطهم معرفياً بالشخصية التي وضعت اللبنة الأولى لتأسيس تلك الدولة العريقة، وهو الإمام محمد بن سعود، بما يسهم في تعزيز قيم الانتماء والولاء والوفاء.
ويحيي السعوديون، اليوم، ذكرى تأسيس بلادهم بفعاليات واحتفاليات غير مسبوقة يستعيدون فيها بطولات الإمام محمد بن سعود مؤسس الدولة السعودية الأولى، و يستذكرون في الوقت نفسه بفخر وامتنان النهضة الشاملة التي تشهدها بلادهم بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، سيرا على درب المؤسس.
وكما كانت الدرعية منطلقا لتأسيس الدولة السعودية الأولى، فإن تطويرها لتكون واحدة من أهم الوجهات السياحية والثقافية وأماكن الجذب في المنطقة والعالم، يعد أحد أهم مشروعات برامج رؤية المملكة 2030، التي تعد خارطة طريق لنهضة المملكة.
الإمام محمد بن سعود
ويرتبط يوم التأسيس باليوم الذي تولى فيه الإمام محمد بن سعود، مؤسس الدولة السعودية الأولى وأول حكامها، مقاليد الحكم في الدرعية، منتصف عام 1139هـ (22 فبراير/ شباط 1727)، وكان عمره آنذاك 30 عاما (ولد في الدرعية عام 1697 م).
إبان تلك الفترة، كانت شبه الجزيرة العربية تشهد فوضى سياسية وبلدانها وأقاليمها في فرقة وتشتت ودائمة الاقتتال والحروب فيما بينها.
ورغم صغر سنه إلا أنه كان لدى الإمام محمد بن سعود حس إداري ونظرة مستقبلية لإنشاء حضارة تزدهر عبر القرون، فرفع شعار الوحدة، وبدأ بمدينته "الدرعية" ووحَّد شطريها، وجعلها تحت حكم واحد، بعد أن كان الحكم متفرقًا بين مركزين لها.
وجرى في هذا العهد بناء حي جديد في سمحان وهو حي الطرفية والانتقال إليه بعد أن كان حي غصيبة هو مركز الحكم لفترة طويلة.
ومع بداية عهده، بدأ مرحلة جديدة في شبه الجزيرة العربية، حيث وضع لبنة البناء والوحدة التي وحدت معظم أجزائها، وأصبحت الدرعية عاصمة لدولة مترامية الأطراف.
وتوالت الإنجازات في عهد هذه الدولة ومنها: نشر الاستقرار والاستقلال السياسي وعدم الخضوع لأي نفوذ في المنطقة أو خارجها.
وخلال عهد الإمام محمد بن سعود الذي توفي عام 1765م ومن بعده من الأئمة، أصبحت مدينة الدرعية عاصمة لدولة مترامية الأطراف، ومصدر جذب اقتصادي واجتماعي وفكري وثقافي، ولقد هاجر إليها كثير من العلماء من أجل تلقي التعليم والتأليف الذي كان سائدًا حينها مما أدى إلى ظهور مدرسة جديدة في الخط والنسخ.
استمرت الدولة السعودية الأولى 91 عاما، وتحديا حتى عام 1233هـ (1818م)، ولم تمضِ سوى سبع سنوات هجرية على انتهائها حتى تمكن الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود عام 1240هـ (1824م) من استعادتها وتأسيس الدولة السعودية الثانية.
وتمكن الإمام تركي من توحيد معظم أجزاء شبه الجزيرة العربية في مدة قصيرة مستمرًا على المنهج الرصين الذي قامت عليه الدولة السعودية الأولى وهو حفظ الأمن والتعليم والعدل والقضاء على الفرقة والتناحر، وظلت الدولة تحكم المنطقة حتى عام 1309هــ 1891م.
وبعد انتهاء الدولة السعودية الثانية شهدت المنطقة فراغ سياسي وفوضى في وسط شبه الجزيرة العربية استمر قرابة عشر سنوات، حتى تمكن الملك عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله - في الخامس من شهر شوال عام 1319هـ- الخامس عشر من يناير 1902م من إعادة تأسيس الدولة السعودية الثالثة بعد أن استرد مدينة الرياض ليبدأ صفحة جديدة من صفحات التاريخ السعودي، ويضع لبنة من لبنات الوحدة والاستقرار والنماء.
وبعد 3 عقود من الكفاح، وتحديدا في السابع عشر من شهر جمادى الأولى عام 1351 هـ الموافق التاسع عشر من شهر سبتمبر/أيلول عام 1932 صدر أمر ملكي للإعلان عن توحيد البلاد وتسميتها باسم (المملكة العربية السعودية)، اعتباراً من الخميس 21 جمادى الأولى عام 1351ه الموافق 23 سبتمبر/أيلول 1932.
وتوج هذا الإعلان جهود الملك عبدالعزيز العظيمة الرامية إلى توحيد البلاد وتأسيس دولة راسخة تقوم على تطبيق أحكام القرآن والسنة النبوية الشريفة، وتم تحديد 23 من شهر سبتمبر/أيلول ليصبح اليوم الوطني للمملكة، التي أصبحت دولة عظيمة في رسالتها وإنجازاتها ومكانتها الإقليمية والدولية.
واستمر أبناؤه الملوك من بعده على نهجه في تعزيز لبنات البناء والاستقرار والتنمية حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، حيث تتبوأ المملكة مكانة إقليمية ودولية، وثقة عالمية متينة، وتشهد إنجازات في مختلف المجالات.
الملك سلمان بن عبدالعزيزيأتي الاحتفال بيوم التأسيس بعد نحو شهر من مرور 7 أعوام على تسلم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود مقاليد الحكم، ومبايعته ملكاً للمملكة العربية السعودية يوم 3 ربيع الآخر 1436هـ الموافق 23 يناير/كانون الثاني 2015.
ويحتفل السعوديون بيوم التأسيس وهم يستذكرون بفخر وامتنان قادة المملكة المتعاقبين منذ المؤسس الإمام محمد بن سعود وصولا لقائد مسيرة النهضة الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، التي ترتبط سيرته بشكل وثيق بمسيرة المملكة ونهضتها وتطورها على مدار 9 عقود.
فقد ولد الملك سلمان في 31 ديسمبر/كانون الأول 1935 بعد 3 أعوام فقط من قيام والده بتوحيد الدولة وتحويل اسمها من مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها إلى المملكة العربية السعودية يوم 23 سبتمبر عام 1932م.
وقد عاصر الملك سلمان جميع ملوك المملكة منذ تأسيسها على يد والده، وعمل معهم منذ أن دخل العمل السياسي في الـ19 من عمره أميرا لمنطقة الرياض بالنيابة عام 1954، ليُكّون سيرة زاخرة بالعطاء والخبرات.
خبرات وظفها لإحداث نقلة نوعية ونهضة تنموية في المملكة عقب توليه مقاليد الحكم ، ليقود المملكة في 7 سنوات إلى ما بات يوصف بـ"سعودية جديدة" .
عاصمة التأسيس في قلب رؤية 2030
7 أعوام قاد خلالها المملكة إلى تحقيق إنجازات تنموية وإصلاحات تاريخية ونجاحات دولية ووطنية تشهدها المملكة على مختلف الأصعدة، كانت الدرعية، أول عاصمة للدولة السعودية الأولى، أيضا شاهدة على بعضها.
فقبل شهرين، استضافت الدرعية القمة الخليجية الـ42، التي صدر عنها بيان ختامي وإعلان حمل اسم "إعلان الرياض" كان بمثابة خارطة طريق شاملة لتحقيق التكامل وتوحيد صف دول المجلس، بما يحقق الازدهار للمملكة ولشعوب دول الخليج.
وعلى الصعيد الدولي، أطلقت المملكة، قبل عدة شهور، عدة مبادرات نوعية أبرزها قمة (مبادرة الشرق الأوسط الأخضر)؛ لتنسيق الجهود الدولية لحماية البيئة ومواجهة التغير المناخي.
وعلى الصعيد المحلي، تم خلال الفترة القليلة الماضية، إطلاق الاستراتيجية الوطنية للاستثمار الهادفة لضخ استثمارات بنحو 12 تريليون ريال في الاقتصاد المحلي، كما تم إطلاق استراتيجيات وخطط لتطوير عدد من مناطق المناطق باستثمارات مليارية ضمن سعي الحكومة السعودية لتحقيق التنمية الشاملة في جميع مناطق ومدن المملكة بما يعود بالنفع على جميع المواطنين.
إنجازات تتواصل في إطار نهضة شاملة يقودها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وينفذها ولي عهده الأمير محمد بن سلمان الذي بث روح الشباب في أوصال الدولة بأفكاره ومبادراته وسياساته، وقاد المملكة اليوم إلى ما بات يعرف بـ"السعودية الجديدة"، التي تعد "رؤية 2030" خارطة طريق لنهضتها.
رؤية مستقبلية يقع الاهتمام بالتاريخ والتراث والتأريخ للحضارة العظيمة للمملكة في صلب اهتماماتها.
ويعد مشروع بوابة الدرعية أحد أهم مخرجات ومنجزات رؤية المملكة 2030، وأحد المشروعات الوطنية المنبثقة من الأهداف والتطلعات الطموحة لرؤية 2030، حيث نمت وتطورت في إطار السعي الحثيث لتحقيق برامجها، لتُصبح "بوابة الدرعية" أكبر مشروع تراثي وثقافي في العالم، دشنه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في نوفمبر/ تشرين ثاني 2019، ويتابع مُنجزاته المتنامية ولي العهد رئيس مجلس إدارة هيئة تطوير بوابة الدرعية، لتكون الدرعية التاريخية واحدة من أهم الوجهات السياحية والثقافية وأماكن الجذب في المنطقة والعالم.
aXA6IDE4LjIxOS4xNS4xMTIg
جزيرة ام اند امز