الملك سلمان في روسيا.. دور إقليمي بارز لحل قضايا المنطقة

خبراء أكدوا أن السعودية دولة كبيرة تقوم بدور إقليمي مؤثر ومن ثم كان لا بد على روسيا أن تلجأ إليها في قضايا المنطقة

بعثت الزيارة التاريخية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، إلى روسيا، وحجم الاتفاقيات الضخم الجاري توقيعها بين البلدين، رسائل سياسية متنوعة، لعل أبرزها رغبة موسكو في تأكيد تواجدها القوي كلاعب أساسي ومهم في منطقة الشرق الأوسط، من خلال الرياض التي تلعب دورا بارزا ورئيسيا في قضايا الشرق الأوسط، خاصة الحرب الدائرة في سوريا والأزمتين العراقية والليبية. 

• الملك سلمان في موسكو: حريصون على تجفيف منابع الإرهاب
• الملك سلمان وبوتين.. التفاصيل الكاملة لأول قمة سعودية-روسية بالكرملين

وروسيا هي شريك رئيسي في الحرب الدائرة في سوريا حاليا، فيما اكتسبت علاقاتها مع مصر، زخماً كبيراً قبل 3 سنوات، مع تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي الحكم في مصر عام 2014، إضافة إلى علاقتها المتنامية مع تركيا ودول الجوار، ونفوذها المتزايد حاليا في ليبيا والعراق.

ويرى مراقبون تحدثوا لـ"بوابة العين" أن العلاقات الروسية المميزة حاليا مع الدول المحورية في الشرق الأوسط، يؤشر على تراجع الهيمنة الأمريكية في المنطقة.

وقال المحلل السياسي المصري عبدالله السناوي إن روسيا تريد أن تقول للدول الغربية، خاصة الولايات المتحدة، إنها قطعت مساحة كبيرة في علاقتها بالدول الكبرى بالشرق الأوسط، في إطار سعيها لأن تكون لاعبا رئيسيا في المنطقة"، مشيرا في هذا السياق إلى "التدريب العسكري الروسي المصري المشترك الذي أجري مؤخرا تحت اسم مناورات الصداقة، وسلطت وسائل الإعلام الضوء عليه بشكل لافت".

وخلال الجلسة العامة لمنتدى "أسبوع الطاقة الروسي"، قبل يومين، عبّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن ثقة بلاده في مستقبل العلاقات مع دول منطقة الشرق الأوسط، مع مصر والأردن وإسرائيل وسوريا وتركيا.

واستطرد: "العلاقات مع دول الشرق الأوسط متوازنة.. إنني واثق من أن هذا سيساعدنا في بناء هذه العلاقات في المستقبل".

وقالت الدكتورة نورهان الشيخ، خبيرة الشؤون الروسية بجامعة القاهرة، في حديثها لـ"بوابة العين"، إن المملكة العربية السعودية دولة كبيرة تقوم بدور إقليمي مؤثر، ومن ثم كان لا بد على روسيا أن تلجأ إليها للتنسيق معها في القضايا الرئيسية في الشرق الأوسط، مثل الحرب الدائرة في سوريا، خاصة أن ترتيبات روسيا الجارية حاليا في دمشق سوف تؤثر على شكل المنطقة ككل".

وتعد هذه أول زيارة من نوعها لملك سعودي إلى روسيا، وقد وصفها بوتين بـ"الحدث البارز والمميز".

ويتوقع المراقبون أن تشكل الزيارة نقلة نوعية في التعاون بين الرياض وموسكو، بما يسهم في حلحلة العديد من أزمات الشرق الأوسط، إضافة إلى انطلاقة في التعاون الثنائي.

وأضافت نورهان الشيخ أن الشرق الأوسط محل اهتمام روسي منذ القدم، لكن ربما اختلف شكل هذا الاهتمام منذ نحو 3 سنوات وتحديدا عام 2015، عندما أصبح الدور الروسي يتمتع بقوة وثقة، بعد أن استبدلت موسكو السياسة الناعمة والهادئة بالتواجد المؤثر في إطار استراتيجية عالمية يتبناها الرئيس الروسي، تقوم على استعادة النفوذ السابق لموسكو".

وتابعت أن "استراتيجية بوتين في منطقة الشرق الأوسط، التي تعد مناطق نفوذ وهيمنة أمريكيتين، أمر يثير قلق واشنطن، لكن واشنطن أيضا حريصة على دورها في الشرق الأوسط، بالتعاون مع أصدقائها بالمنطقة".

وسبق أن وصف الجنرال الأمريكي المتقاعد توماس مكينبرني، في حديثه لواشنطن بوست، ما تقوم به موسكو من تمدد في الشرق الأوسط بأنه التفاف على واشنطن ومناطق نفوذها، فإضافة إلى توسيع موسكو تواجدها في المنطقة فإنها بدأت بضرب بعض حلفاء واشنطن في سوريا.

وقالت نورهان الشيخ إن "هناك حالة من الارتباك في السياسية الأمريكية منذ عهد الرئيس السابق باراك أوباما وبداية عهد ترامب، أدى إلى تراجع نوعي في دورها بالشرق الأوسط"، مشيرة إلى أن "هذا التراجع قابله يقظة وحضور قوي لروسيا، يتقدم بصورة كبيرة وبثبات".