Kisses for My President.. عندما تتنحى رئيسة أمريكا لأنها «حامل»
يبدو أن المرأة لم تتمكن حتى الآن من تحطيم "السقف الزجاجي الأعلى والأصعب"، كما وصفت هيلاري كلينتون، لتصبح رئيسة للولايات المتحدة إلا في البرامج التلفزيونية والأفلام.
وغالبا ما تصعد الرئيسات الأمريكيات في السينما إلى الرئاسة من خلال منصب نائب الرئيس، وليس بالضرورة من خلال الانتخاب المباشر، حتى وإن كان هذا العالم خياليًا
ويمكن استثناء فيلم (Kisses for My President) الذي أنتج عام 1964 من هذه القاعده، والذي يحكي عن امرأة تدعى "ليزلي ماكلود" أصبحت فجأه رئيسة الولايات المتحدة بالانتخاب، ومن المثير للدهشة أن هذا الفيلم أنتج في الوقت الذي كان مفهوم "الرئيسة" يبدو غريباً على استديوهات هوليوود.
البطل في هذا الفيلم هو الزوج ثاد ماكلاود، الذي يجسده فريد ماكموري.
وتبدأ قصته عن انتخاب زوجته ليزلي (بولي بيرجن) كأول امرأة تتولى منصب رئيس الولايات المتحدة.
ويبدو أن ثاد قد تفاجأ بفوز ليزلي بالمنصب، ويشعر بالضيق المستمر من انشغالها بأعباء العمل الثقيلة.
كما أنه لا يشعر بالارتياح تجاه توليه مهام "السيدة الأولى"، بما في ذلك مكتبه المزين بأسلوب أنثوي ودوره في دعم زوجته المهنية.
يعاني ثاد من جرح في كبريائه بعد أن كان في مرتبة أدنى من زوجته الأكثر قوة، وينضم إلى طابور الانتظار لمقابلتها، بينما تتقطع أمانيه الرومانسية بواسطة الهاتف، ولا يستمتع بدوره الجديد كاختيار رئيسي لقائمة الطعام وداعم للأعمال الخيرية، وحينما يستكشف غرفة نوم السيدة الأولى، يسجل اعتراضه على النوم بعيدًا عن زوجته.
في الوقت الذي يعاني فيه ثاد من الإحباط الجنسي، يصبح هدفا لامرأة قوية أخرى، دوريس، صديقته القديمة المالكة لشركة كبرى لمستحضرات التجميل، والتي تطلب توظيفه لتطوير خط جديد من العطور للرجال، لكنه لا يدرك أن دوريس، التي يطلق عليها ثاد "الحب الحار لشبابي المجنون"، تحاول إغواءه فقط، لكسب تأييد زوجته.
ولا يخلو الفيلم من المشاهد المضحكة خاصة عندما يتوه ثاد داخل البيت الأبيض، أو يدخن فينام في العرض التلفزيوني، وفي الوقت الذي تواجه فيه ليزلي توقعات المساعدات الخارجية من الدكتاتور الجنوبي فالديز (إيلي والاش)، يجد ثاد نفسه في ورطة أثناء مرافقته إلى نادي ليلي، حيث ينفق" فالديز" المساعدات الخارجية لبلاده على السيارات الفارهه والنساء.
تٌستغل السلطة ليس فقط من قبل فالديز، ولكن أيضًا من قبل أطفال الرئيسة، غلوريا (آنا كابري) المراهقة التي تتسابق في واشنطن في سيارات سريعة يقودها أصدقاؤها الفاسدون معتقدة أنها لا يمكن اعتقالها، وبيتر الأصغر (روني دابو) الذي يهاجم زملاءه في المدرسة معتقدًا أن عملاء الخدمة السرية ستحميه من الانتقام، فالأطفال ليسوا فقط متعجرفين بل شريرين أيضًا، وعلى الرغم من أن ليزلي، أقوى شخص في البلاد، إلا أنها عاجزة أمام عصيان أطفالها.
يحاول الفيلم تصوير شخصية ليزلي باحترام شديد، التي لا تعتمد على القوالب النمطية لتصوير المرأة في هذا الوقت.
فهي لا تميل إلى نوبات الغضب أو البكاء، وليست مضطربة من قبل رجال أكثر ذكاءً، ولا تأتي إلى زوجها أبدا طلبًا للمساعدة، وحين يقول لها ثاد: "الرجل يحتاج إلى مكتب خصوصًا عندما لا يكون لديه شيء ليفعله" تخبره ليزلي: "لا أحد يتوقع منك أن تتكاسل لمجرد أنك متزوج من الرئيسة".
فيلم "Kisses for My President" صدر في نفس العقد الذي شهد تغييرات كبيرة في وضع النساء في الولايات المتحدة. وتغييرا في الطريقة التي ينظر بها الأمريكيون إلى النساء، بل وبدأت ربات البيوت في رؤية تغييرات في نمط حياتهن، ولم يُنظر إلى النساء غير المتزوجات على أنهن منبوذات.
وأصبحت النساء قادرات على دخول سوق العمل، وسمح قانون الحقوق المدنية لعام 1964 بفرص عمل أكبر وحظر التمييز على أساس العرق أو اللون أو الجنس أو الأصل الوطني أو الدين.
وعلى الرغم من إقرار هذا القانون قبل إنتاج الفيلم بخمسة شهور فقط وظهور حبوب منع الحمل، تصاب ليزلي بالإغماء، مما يؤدي إلى اكتشاف أنها حامل، فينتهي الفيلم باستقالة ليزلي من منصب الرئاسة لتكرس نفسها لعائلتها.