كيف حول كلوب ليفربول من فريق مهلهل إلى بطل لا يقهر؟
"العين الرياضية" تقدم خلال التقرير التالي كيف حول كلوب ليفربول من فريق مهلهل إلى بطل لا يقهر؟
"لا يوجد شك في أن هذا التحدي ضخم لي ولفريق التدريب، ليفربول قام بتغيير العديد من المدربين والآن تعاقد مع مدرب ألماني لكنه ليس بساحر" بتلك العبارات بدأ يورجن كلوب مهمته مع "الريدز" عندما تولى المهمة خلفا للأيرلندي الشمالي بريندان رودجرز في أكتوبر/تشرين الأول 2015 بسبب سوء النتائج وتدهور أوضاع الفرق.
الموافقة على تدريب ليفربول في ذلك الوقت لم تكن سهلة على أي مدرب، بل كانت مهمة مستحيلة، في ظل افتقار الفريق إلى جودة اللاعبين المميزين الذين يستطيعون حصد الألقاب بالإضافة إلى الحالة النفسية السيئة التي كانت تسود داخل أرجاء النادي فضلا عن الجماهير الغاضبة، لكن المدرب الألماني أقدم على هذه الخطوة بكل شجاعة، وغامر باسمه بعد فترة ناجحة للغاية قضاها مع بروسيا دورتموند الألماني.
لكن كيف حول المدرب كلوب ليفربول من فريق مهلهل إلى بطل لا يُقهر؟
حالة التدهور
تولى كلوب القيادة الفنية لليفربول خلفا لرودجر، بعد 6 جولات من بداية موسم 2015-2016 للدوري الإنجليزي الممتاز، وكان الفريق جمع حينها 7 نقاط فقط.
النادي والجماهير كانا يعانيان من حالة كبيرة من اليأس حيث فشل الفريق في التتويج بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز منذ عام 1990، وكان موسم 2013-2014، وهو الأقرب لتحقيق اللقب، لكن خسره في النهاية لصالح مانشستر سيتي بفارق نقطتين.
وبدأ كلوب عمله مع فريق بلا هوية ولا يملك أي لاعب من الطراز الأول، بخلاف دانييل ستوريدج، بالإضافة إلى البرازيليين روبرتو فيرمينو وفيليبي كوتينيو.
المدرب الألماني عمل بكل قوة وأنهى موسم 2015-2016، في المركز الثامن بجدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، ليفشل في المشاركة بأي مسابقة أوروبية في الموسم التالي، خاصة وأنه خسر نهائي الدوري الأوروبي أمام إشبيلية الإسباني بنتيجة 1-3.
بداية الطريق
عمل كلوب في الموسم التالي 2016-2017، على غرز عامل الثقة داخل نفوس اللاعبين، بالإضافة إلى إبرام بعض الصفقات يأتي في مقدمتها السنغالي ساديو ماني من ساوثهامبتون، مقابل 41.20 مليون يورو.
واستفاد كلوب، من عدم مشاركة الفريق أوروبيا، ليقوم ببنائه بشكل سليم ودون أي ضغوطات.
وأنهى "الريدز" هذا الموسم في المركز الرابع، ليعود للمشاركة في دوري أبطال أوروبا.
تكوين فريق لا يُقهر
في موسم 2017-2018، طالب كلوب إدارة ناديه بالتعاقد مع النجم المصري محمد صلاح، جناح روما الإيطالي المتألق وقتها، وبالفعل انضم "الفرعون" لكتيبة "الريدز" مقابل 37 مليون جنيه إسترليني.
فضلا عن ذلك، خطف ليفربول، أوكسيلد تشامبرلين من أرسنال في صفقة بلغت 35 مليون إسترليني، لتدعيم منطقة وسط الملعب بجانب جوردان هندرسون وإيمري كان الذي رحل بنهاية ذلك الموسم إلى صفوف يوفنتوس الإيطالي.
وبذلك تكون الثلاثي الهجومي الأفضل في العالم بالوقت الراهن، من صلاح وماني وفيرمينو، إلى جانب ضم كل من أندرو روبرتسون من هال سيتي، بالإضافة إلى تصعيد ألكسندر أرنولد في مركز الظهير الأيمن.
فضلا عن ذلك، تعاقد ليفربول مع الهولندي فيرجيل فان ديك في الميركاتو الشتوي لعام 2018 من ساوثهامبتون مقابل 75 مليون جنيه إسترليني، ليقوي خط دفاعه بشكل جيد.
عقلية البطل
بدأت ملامح عقلية البطل تتكون لدى فريق ليفربول بالتعاقد مع اللاعبين الكبار من أجل المنافسة على الألقاب، وبالفعل قاد كلوب الفريق لنهائي دوري أبطال أوروبا، بعد مستوى كبير ظهر عليه الفريق، لكنه خسر أمام ريال مدريد الإسباني بنتيجة 1-3.
ونجح صلاح خلال ذلك الموسم في تقديم مستوى مبهر للغاية وقاد فريقه لحصد المركز الرابع في الدوري الإنجليزي، بالإضافة إلى تتويجه بلقب هداف المسابقة برصيد 32 هدفًا والحصول على جائزة أفضل لاعب.
وأصبح صلاح حديث الصحف العالمية، والبعض قال عن هذه الصفقة إن "ليفربول سرق صلاح من روما"، بعدما تم ترشحه لجائزة أفضل لاعب في العالم، لكنه حصد المركز الثالث خلف البرتغالي كريستيانو رونالدو والكرواتي لوكا مودريتش على الترتيب.
ميركاتو تاريخي
شهد صيف 2018، ميركاتو تاريخيا لليفربول بالتعاقد مع العديد من اللاعبين المميزين الذين جاء في مقدمتهم الحارس البرازيلي أليسون بيكر، من روما.
فضلا عن ذلك، انضم السويسري شيردان شاكيري لصفوف الفريق قادما من ستوك سيتي ونابي كيتا من لايبزيج الألماني وفابينيو من موناكو الفرنسي.
وبذلك بدأ كلوب تكوين فريق يستطيع المنافسة على الألقاب المحلية والأوروبية، بامتلاك أكثر من لاعب مميز في مركزه من الطراز الرفيع.
موسم خيالي
بدأ كلوب يجني ثمار عمله، حيث قدم ليفربول مستوى مذهلا، وكان على بعد خطوة واحدة فقط من التتويج بلقب الدوري الإنجليزي لأول مرة من 30 عاما، لكنه خسر اللقب في النهاية لصالح مانشستر سيتي بنقطة واحدة.
ليفربول بات أول فريق يحصد 97 نقطة في تاريخ البريمييرليج ويفشل في التتويج باللقب، لكن الفريق تناسى أحزانه وانصب تركيزه على بطولة دوري أبطال أوروبا.
ورغم تعرض ليفربول لهزيمة ساحقة أمام برشلونة الإسباني في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا بنتيجة 0-3، لكنه عاد ليحقق ما يشبه المعجزة وفاز على الفريق الكتالوني إياب 4-0، ليتأهل للمباراة النهائية، ويفوز على توتنهام في النهائي بنتيجة 2-0، لينجح في التتويج باللقب للمرة الأولى منذ عام 2005.
سوبر أوروبي ومونديال تاريخي
وفي الموسم الحالي، تمكن المدرب الألماني المخضرم من قيادة ليفربول للتتويج بلقب السوبر الأوروبي بالفوز على تشيلسي بركلات الترجيح 5-4، بعد انتهاء المباراة بالتعادل الإيجابي 2-2.
وبعدها بأشهر قليلة، توج ليفربول مؤخرا بلقب كأس العالم للأندية للمرة الأولى في تاريخه، بعدما سبق وأن شارك في نسخة 2005 وخسر أمام ساو باولو في المباراة النهائية بهدف دون رد.
الاقتراب من كسر عقدة البريمييرليج
على الرغم من مرور 18 جولة فقط من الدوري الإنجليزي الممتاز، وتصدر ليفربول جدول ترتيب المسابقة برصيد 49 نقطة، بفارق 10 نقاط عن السيتي مع تبقي مباراة مؤجلة له، فإنه أصبح قريبا بنسبة كبيرة من حصد لقب الدوري للمرة الأولى منذ 30 عاما.
وكان السيتي توج بلقب النسختين الماضيتين بفضل مدربه الإسباني المخضرم بيب جوارديولا، بالإضافة إلى الهيمنة على جميع البطولات المحلية.
وحال تتويج الليفر ببطولة الدوري الإنجليزي تحت قيادة كلوب، فإن المدرب الألماني سيحفر اسمه بحروف من ذهب بتاريخ النادي، حيث سيكون اللقب الأول لليفربول في البطولة منذ عام 1990.