بين صلاح وليفاندوفسكي.. هل يدفع كلوب ثمن صناعة أفضل لاعب في العالم؟
يمتلك الألماني يورجن كلوب مدرب ليفربول الإنجليزي قدرة خاصة على صناعة الفرق وتحويل نجوم الصف الثاني إلى أفضل لاعبي العالم.
ولكن يبقى أهم اسمين خرجوا من تحت يد كلوب هما البولندي روبرت ليفاندوفسكي في بروسيا دورتموند الألماني، والمصري محمد صلاح نجم ليفربول الإنجليزي.
وبتحول ليفاندوفسكي من بروسيا دورتموند إلى بايرن ميونخ في صيف 2014، بدأت كتيبة المدرب الألماني في الانهيار، مما أدى لرحيله في صيف 2015 بعد موسمه الأسوأ كمدرب.
ومع إمكانية رحيل صلاح عن ملعب أنفيلد العام المقبل في صفقة انتقال حر، بعد فشل مفاوضات تجديد التعاقد، سيواجه ليفربول "كلوب" مستقبلاً غير واضح المعالم، بعدما تخلى عن نجمه ساديو ماني هذا الصيف لصالح بايرن ميونخ الألماني، ومن المحتمل أيضا رحيل روبيرتو فيرمينو بحلول صيف العام القادم.
كلوب وعداوة شراء النجوم
انتقد يورجن كلوب في صيف 2013 طريقة بايرن ميونخ في شراء النجوم بعد وصول مستوياتهم للذروة، بدلاً من صناعتهم، على خلفية انتقال ماريو جوتزه، الذي صنعه كلوب قبل انتقاله للبافاري.
وفي العام التالي، كان ليفاندوفسكي أحد أفضل مهاجمي العالم، يتحول بنفس الطريقة إلى العملاق البافاري أيضاً.
انتقال ليفاندوفسكي للبايرن أثر بشكل سلبي على نتائج دورتموند في الموسم التالي، فالفريق فشل في الفوز بالدوري منذ ذلك الحين.
وفي 2015 تحديداً، عانى من خروج مهين في دوري أبطال أوروبا التي كان قد حقق فيها اسماً كبيراً في العامين السابقين، وذلك ضد يوفنتوس الإيطالي بنتيجة 0-3، والخسارة بشكل مروع 1-3 أمام فولفسبورج في نهائي الكأس، وقبلهم خسارة الدوري الألماني لصالح بايرن الذي هزمه وقتها ذهاباً وإياباً.
ويدلل ذلك على مدى تأثير ليفاندوفسكي الإيجابي على دورتموند "كلوب"، مما تسبب في التراجع السلبي للفريق بعد رحيله.
الهداف الأفضل في فريق كلوب
ليفاندوفسكي برصيد 28 و36 و30 هدفاً، هو هداف دورتموند الأول في آخر 3 مواسم له، من أصل 4 مثل بها الفريق، بينما لم يكن أساسياً في الموسم الأول 2010-2011.
أهداف المهاجم البولندي قادت دورتموند للتتويج بالبوندسليجا مرتين والوصول إلى نهائي دوري أبطال أوروبا بعد سحق ريال مدريد 4-3 في نصف نهائي 2013.
على الجانب الآخر، صلاح هو أفضل هدافي ليفربول في السنوات الخمس التي لعب فيها مع الفريق، آخرها هذا العام بـ31 هدفاً والعام الماضي نفس الرصيد وقبلها 23 و27 هدفاً، بينما الذروة كانت في 2018 بـ44 هدفاً.
بالطبع هناك فارق بين صلاح وليفاندوفسكي، الأول جاء إلى أنفيلد كنجم من روما أحد فرق الصفوة الأوروبية، أو على الأقل أحد فرق المستوى الثاني، بينما جاء البولندي في 2010 من فريق مغمور يدعى ليخ بوزنان.
ليفاندوفسكي فاز في آخر عامين، 2020 و2021، بجائزة الفيفا لأفضل لاعبي العالم، وصلاح رُشح للجائزة في 2018 و2021 وحل ثالثاً في المرتين.
الرحيل والنهاية الحزينة
الدولي البولندي ترك دورتموند ببساطة، لأنه تلقى عرضاً مالياً أفضل من بايرن ميونخ، الذي كفل له كذلك الألقاب التي لا يقدر أسود الفيستيفال على التتويج بها بسهولة، بينما لم يقدر الريدز صلاح مالياً كما يستحق.
في النهاية، كانت المسألة متعلقة بقدرات لاعب تحول إلى الأفضل في العالم وشعر أنه بحاجة للتقدير المالي والمعنوي والرياضي بإحراز الألقاب فقرر الرحيل، بعد أن بات بفضل كلوب من الصفوة.
وما يميز مسيرة ليفاندوفسكي وصلاح أيضاً أنهما لم يعتمدا على كلوب فحسب بل نجحا في تطوير أنفسهما بدنياً وفنياً، ليضمنا النجاح بعيداً عن أعين الألماني الفنية، حتى لو رحلا عنه.
ويبقى السؤال "هل يصبح رحيل صلاح المحتمل هو عنوان النهاية في مشوار كلوب مع ليفربول مثلما كان الحال في دورتموند مع غروب شمس ليفاندوفسكي؟".
aXA6IDE4LjIyNi4xNy4yNTEg جزيرة ام اند امز