شارة قيادة ليفربول.. كيف كسب كلوب عداوة محمد صلاح؟
اختار الألماني يورغن كلوب مدرب ليفربول، مجموعة من لاعبيه لقيادة الفريق، جاء المصري محمد صلاح خامسا في ترتيبها، رغم كونه النجم الأول.
وجاء الهولندي فيرجيل فان دايك على رأس المجموعة كقائد رئيسي لليفربول، يليه المدافع ترنت ألكسندر أرنولد ثم أليسون بيكر وأندي روبرتسون ومحمد صلاح.
وتسبب عدم اختيار صلاح قائداً لليفربول في غضب صريح من قبل جماهير الريدز التي تقدر قيمة خامس أفضل هداف في تاريخ النادي من جانب، وتدرك سعيه للحصول على هذا الشرف من جانب آخر.
بداية القصة
بدأت قصة حصول صلاح على شارة قيادة ليفربول حين عبر عن سخطه إزاء قرار كلوب بالاعتماد على ترنت ألكسندر أرنولد كقائد ضد ميتييلاند الدنماركي في ختام دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا موسم 2020-2021.
بالنظر إلى الأقدمية، فإن ترنت ألكسندر أرنولد لعب مباراته الأولى بقميص الريدز يوم 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2016، وقت كان صلاح يدافع عن ألوان روما الإيطالي.
وبعدها أصلح كلوب الخطأ بمنح الدولي المصري شارة القيادة في أكثر من مباراة في الدور الثاني لموسم 2020-2021، منها مواجهة ضد مانشستر يونايتد فاز بها رفاق الفرعون المصري 4-2.
اختيارات ليس لها علاقة بالأقدمية
بالنظر إلى اختيارات كلوب، فإنها لم تعتمد على الأقدمية، حيث اختار فيرجل فان دايك الذي انضم للفريق في شتاء 2018 بعد 6 أشهر من قدوم صلاح.
وحتى عند الحديث عن بقية القادة، قال كلوب: "فيرجل هو القائد وسيليه أرنولد ثم آندي روبرتسون والحارس أليسون بيكر ثم محمد صلاح".
بالنسبة لروبرتسون، فإنه جاء إلى ملعب أنفيلد في صيف 2017 مع صلاح، بينما تعاقد ليفربول مع أليسون في صيف 2018 بعد عام من قدوم صلاح الذي زامله كذلك في الجيالوروسي.
ويبدو أن كلوب قد وضع صلاح في ذيل القائمة من باب سد خانة الأزمات أو للتدليل على أنه لا يقصد إبعاده.
ورغم حديث كلوب عن عدم تعمده استبعاد لاعب بعينه، إلا أنه أكد امتلاك الخماسي للإمكانيات اللازمة، لكن مع الإشادة بإمكانيات فيرجيل القيادية والحديث عن صفاته الجسدية التي تجعله بما له من قامة فارعة الأنسب لهذا الدور.
هل تشتعل النيران؟
حتى الآن لم يتحدث صلاح عن أزمة شارة القيادة، إذا ما افترضنا حدوث أزمة من الأساس، لكنه سخر من قبل من قدومه سابعاً في تقييمات جائزة الكرة الذهبية من مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية، فكيف يكون الحال حين يأتي خامساً في سلسلة القيادة التي لم تعتمد على أقدمية أو نجومية؟
ويرتبط صلاح بعقد مع ليفربول حتى 2025، لكن التقارير الصحفية الواردة من إيطاليا وإسبانيا وإنجلترا تشير إلى أن أندية الدوري السعودي للمحترفين، وضعته كهدف رئيسي لها في صيف 2024، ضمن سياسة ضم نخبة لاعبي العالم، مع أكثر من اسم آخر مثل نيمار دا سيلفا ولوكا مودريتش وروبرت ليفاندوفسكي.
وبالنظر للأوضاع المالية لليفربول وما قد يجنيه بيع لاعب بقيمة صلاح، فإن الإدارة قد ترى أن هذه صفقة لا يمكن تفويتها حتى لو فقدوا أهم مهاجم في آخر 6 سنوات.
ليفربول من جانبه دائم تنشيط جبهته الأمامية وضم في السنوات الأخيرة أسماء واعدة أمثال داروين نونيز وكودي غاكبو وديوغو غوتا وآخرين، ولربما جاءت مسألة شارة القيادة لتكون رسالة مفادها أنه يمكننا الاستغناء عنك.
تحدث كلوب في وقت سابق، وبعد أزمة ميتييلاند عن أن شارة القيادة ليست ميزة بقدر ما هي مسؤولية قد تشتت التركيز، في تبرير لعدم منحها لصلاح.
بالإضافة إلى أن كلوب يبدو أنه لا يرى صلاح قائداً للفريق، فحتى خلال أزمة أرنولد في ديسمبر/ كانون الأول 2020، أبدى سخطه من حديث اللاعب عن الأمر للصحافة ثم رد بأنه أخطأ، لكن ليس بعدم منح الشارة لصلاح ولكن لعدم منحها لديفوك أوريغي، لتبدو الأقدمية كعنصر حاسم رغم أنها لو كانت كذلك لاستحقها المصري أكثر من فان دايك.
هل يرى لاعبو ليفربول صلاح قائداً؟
بعد عام من أزمة مباراة ميتييلاند، تحدث أليسون بيكر عن قائمة القادة في الفريق، التي اختارتها غرفة خلع الملابس.
القائمة الخماسية ضمت جوردان هندرسون وجيمس ميلنر وأليسون نفسه وروبيرتو فيرمينو وجيورجينيو فينالدوم، لكن صلاح لم يكن موجوداً.
وربما يكون هذا أيضاً أحد العناصر الأخرى لعدم وجود صلاح قائداً للريدز، نظرا لرؤية زملائه بأنه لا يستحق هذا الدور، ونفس الأمر ينطبق على كلوب الذي لا يعتبره هكذا، فقد يرى أنه لا بد أن يؤمن به زملاؤه أولاً بأنه قائدهم.
والسؤال الآن، هل يفكر صلاح في الرحيل عن ليفربول بسبب أزمة الشارة؟، هل يبحث عن تقدير قيادي مثلما سعى لتقدير مالي من قبل حين جدد عقده في صيف 2022 مقابل 350 ألف إسترليني في الأسبوع، ومثلما صرح فإن المال لم يكن هدفه ولكنه علامة على احترام ما صنع.
في صيف 2024، سيكون عمر صلاح 32 عاماً، أي أنه بالمنطق وحساباته سيكون قادرأً على الاستمرار في القارة العجوز، لكن هل سيرضخ للإغراءات المالية القادمة من السعودية أم سيستمر، وإن بقي هل سيكون هذا بقميص الحمر أم لا؟.