الطيران الكوري في زمن الكورونا.. هبوط اضطراري للأرباح

من 10.6 مليون راكب في يناير إلى 5.5 مليون في فبراير ثم 1.7 مليون راكب فقط في مارس تلخص هذه الأرقام التأثير الفادح لتفشي كورونا.

من 10.6 مليون راكب في يناير إلى 5.5 مليون في فبراير ثم 1.7 مليون راكب فقط في مارس، تلخص هذه الأرقام التأثير الفادح لتفشي فيروس كورونا على حركة الطيران في كوريا الجنوبية والتي هوت إلى أدنى مستوى لها في التاريخ، وتكبدت خسائر طائلة.

أرقام تاريخية ربما تبقى عالقة في ذاكرة قطاع الطيران الذي فوجئ بوباء فيروسي كبد الشركات ومن ورائها الدول خسائر بالمليارات، وسط توقعات بأن يكون الفيروس محطة فارقة في هذه الصناعة التي قد تستغرق وقتا طويلا جدا لاستعادة عافيتها.

• كورونا يضغط بقوة على شركات الطيران المصرية الخاصة
• قبرص تمدد حظر الطيران حتى منتصف أبريل بسبب كورونا
  

والبيانات التي نشرتها وكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية للأنباء تشير إلى أنها المرة الأولى التي يتراجع فيها عدد ركاب الطائرات إلى أقل من 2 مليون راكب (شهريا) منذ بدأت البلاد تسجيل هذه البيانات عام 1997.

يضرب كورونا بسرعة وبشدة كما يتضح لنا إذا عرفنا أن أول حالة إصابة بالفيروس في كوريا الجنوبية سجلت في 20 يناير الماضي، في حين تتوقع شركات الطيران حاليا خسائر تصل إلى 5.2 مليار دولار خلال الربع الأول من 2020.

ميزانيات كوريا الجنوبية كدولة ستتأثر أيضا حيث سارعت شركات الطيران إلى مطالبة الحكومة الأسبوع الماضي باتخاذ إجراء فوري لمساعدتها وإقالتها من عثرتها.

أكبر تراجع في حركة الطيران منذ أحداث 11 سبتمبر

والحال في كوريا الجنوبية ليس سوى مرآة كاشفة لما يحدث في العالم، فقد كشفت أحدث تقارير اتحاد النقل الجوي الدولي "اياتا" عن تراجع حاد نسبته 14.1% في حركة النقل الجوي حول العالم خلال فبراير الماضي.

ويشير هذا إلى أن الأرقام مرشحة للأسوأ خاصة وأن ذروة تفشي كورونا في معظم أنحاء العالم ظهرت في مارس.

وقال الاتحاد إن هذا التراجع في حركة الركاب هو الأكبر منذ أحداث 11 سبتمبر الإرهابية في الولايات المتحدة.

ويوضح الاتحاد أن انخفاض فبراير يعكس بصورة رئيسية تدهور الرحلات الداخلية في الصين والهبوط الحاد للطلب العالمي من وإلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ بسبب تفشي كوفيد-19 والقيود التي فرضتها الحكومات على السفر.

وقال ألكسندر دو جونياك المدير العام للمنظمة إن انخفاض حركة النقل الجوي للركاب (العالمية والمحلية) يعد "حادا، لكن الهبوط بالنسبة لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ بلغ 41%".

وتابع: "ويزداد الأمر سوءا.. هذه بلا شك أكبر أزمة يشهدها القطاع على الإطلاق".

وتوقع الاتحاد الأسبوع الماضي أن تحرم أزمة فيروس كورونا المستجد قطاع النقل الجوي من إيرادات قيمتها 252 مليار دولار هذا العام.