الحرب الكورية.. معارك قصيرة ابتلعت 5 ملايين شخص
للمرة الثانية منذ وصوله للحكم، يستقبل الرئيس الكوري الجنوبي يون سيوك-يول مجموعة من أسر قتلى الحرب الكورية.. فما قصة هذه الحرب؟
تعود بدايات الحرب الكورية إلى انهيار الإمبراطورية اليابانية في نهاية الحرب العالمية الثانية، وتحديدًا في سبتمبر/أيلول عام 1945.
في البداية ضمت اليابان كوريا إلى إمبراطوريتها في عام 1910 ولم تكن هناك حكومة كورية تطالب بالسلطة بعد توقف الحرب، فضلا عن أن جميع من طالبوا بالسلطة كانوا منفيين للصين واليابان والاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة.
وتم تقسيم هؤلاء المنفيين إلى فئتين (الأولى) هم من ثوريين ماركسيين ملتزمين قاتلوا اليابانيين كجزء من جيوش حرب العصابات التي يهيمن عليها الصينيون وقادهم زعيم حرب العصابات كيم إيل سونغ، الذي تلقى بعض التدريب في روسيا وأصبح ضابطا في الجيش السوفيتي.
أما الفئة الثانية فكانت الحركة القومية الكورية والتي جعلت قبلتها نحو الغرب واستلهمت التجارب العلمية والتعليمية والصناعية من أوروبا والولايات المتحدة.
تقسيم كوريا
وعقب انتهاء الحرب العالمية الثانية، اتفقت واشنطن وموسكو على تقسيم كوريا إلى شمالية وجنوبية لأغراض إدارية في أغسطس/آب عام 1945، بحسب (بي بي سي).
حينها جرى التوافق على أن هذا التقسيم جغرافيا ولفترة مؤقتة لكن الأمر بدأ يأخذ اتجاها سياسيا ولم يتفق الطرفان على "كوريا الموحدة".
وبالفعل، اندلعت الحرب الكورية في 25 يونيو/ حزيران 1950، عندما اندفع نحو 75 ألفا من جنود جيش الشعب الكوري الشمالي عبر الحدود مع كوريا الجنوبية.
واجتاح الجيش الكوري الشمالي الأراضي الجنوبية متجاوزا خط العرض 38، والذي كان يمثل الحدود بين الجمهوريتين بدعم من السوفيت لبيونج يانج.
وأمام ذلك، تدخل الجيش الأمريكي في الحرب في يوليو/ تموز من العام نفسه إلى جانب كوريا الجنوبية.
التدخل الأمريكي جاء رغم قرار مجلس الأمن الدولي في 25 يونيو/ حزيران بوقف التدخل الكوري الشمالي الذي وصفه بـ"الغزو"، مطالبا بوقف فوري لإطلاق النار.
وبموجب قرار من مجلس الأمن، تشكلت قوات دولية من 21 دولة في مقدمتها الولايات المتحدة ودول أوروبية غير أن القوة الأمريكية وحدها شكلت 88% من قوامها.
ودخلت الصين على خط الأزمة في أكتوبر/ تشرين الأول 1950 معلنة دعمها العسكري لكوريا الشمالية ما أدى لتراجع القوات الدولية التي واصلت انسحابها.
وفي ظل الخسائر بين الطرفين، دخل الأمريكيون والصينيون في يوليو/ تموز 1951 في مفاوضات للسلام احتضنتها قرية بانمونجوم الحدودية بين الكوريتين لكنها تعثرت لاحقا.
أما الخلاف الرئيسي فتمثل في تمسك الصين والشماليين بإجبار الأسرى الكوريين الشماليين والصينيين على العودة إلى بلدانهم وهو ما رفضه الأمريكيون والكوريون الجنوبيون.
وأخيرا وفي 27 يوليو/تموز 1953 أي بعد أكثر من سنتين من المفاوضات وقعت الأطراف المتحاربة على اتفاق للهدنة سمح للأسرى بالتوجه إلى البلد الذي يرغبون فيه.
كما منح كوريا الجنوبية مساحة أرض إضافية تبلغ 1500 ميل مربع قرب خط العرض 38، وتم تشكيل "منطقة منزوعة السلاح" يبلغ عرضها ميلين لا تزال موجودة إلى اليوم.
ورغم أن الحرب الكورية كانت قصيرة زمنيا إلا أنها شهدت مجازر دموية؛ حيث قتل فيها أكثر من 5 ملايين شخص نصفهم من المدنيين.
ووصفت خسائر الكوريتين بأنها أعلى من الخسائر المدنية في الحرب العالمية الثانية وحرب فيتنام.
كما قتل في الحرب نحو 40 ألفا من العسكريين الأمريكيين وجرح فيها أكثر من 100 ألف منهم.