"كابوس الماضي".. توترات عرقية تضع كوسوفو على الجمر
أكثر من 20 عاما مضت على حرب كوسوفو وما ارتبط بها من فظائع، لكنها ليست كافية لمحو آثار الصدام وبناء مجتمع على أساس التعايش.
فاليوم الأحد، أغلق محتجون صرب في شمال كوسوفو، طرقا رئيسية لليوم الثاني عقب تبادل لإطلاق النار مع الشرطة خلال المساء بعد اعتقال شرطي صربي سابق، وسط تصاعد التوتر بين الأقلية الصربية والسلطات.
وخلال الأسابيع القليلة الماضية، رد الصرب في شمال كوسوفو، وهو معقل للقومية الصربية، بمقاومة عنيفة لخطوات من بريشتينا يعتبرونها مناهضة للصرب.
وقالت مهمة الاتحاد الأوروبي للتحقق من سيادة القانون في كوسوفو (يوليكس)، وهي بعثة معنية بتسيير دوريات للأمن في شمال كوسوفو، إن قنبلة صوتية أُلقيت على إحدى مركباتها المدرعة في المنطقة صباح أمس السبت دون أن تسفر عن إصابات، وفق رويترز.
وحذر جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، من أن التكتل لن يتسامح مع العنف ضد أفراد بعثته.
وأوضح على تويتر "الاتحاد الأوروبي لن يتسامح مع الهجمات على يوليكس كوسوفو أو استخدام العنف أو الأعمال الإجرامية في الشمال. يجب أن تزيل جماعات صرب كوسوفو الحواجز على الفور. يجب إعادة الهدوء".
وتسبب اعتقال شرطي سابق أمس السبت في أحدث احتجاجات. وكان الشرطي المعتقل شارك في استقالات جماعية للصرب من الشرطة الشهر الماضي، بعدما قالت بريشتينا إنها ستنفذ قانونا يلزم الصرب بالتخلي عن لوحات السيارات القديمة التي يعود تاريخها إلى ما قبل حرب كوسوفو (1998-١٩٩٩) التي أدت إلى الاستقلال.
وقالت الشرطة في بريشتينا إن الشرطي السابق اعتقل بسبب ما تردد عن ضلوعه في هجمات على مكاتب تابعة للدولة وتحطيم نوافذ مكاتب مفوضية الانتخابات ومكاتب شرطة ومسؤولي انتخابات يوم الثلاثاء الماضي.
ولليوم الثاني اليوم الأحد، أغلقت شاحنات ومركبات نقل وأعمدة ثقيلة عدة طرق رئيسية في شمال كوسوفو تؤدي إلى معبرين حدوديين مع صربيا مما أدى لإغلاقهما أمام الحركة المرورية.
وطلب رئيس وزراء كوسوفو ألبين كورتي من مهمة حلف شمال الأطلسي هناك المعروفة باسم (قوة كوسوفو) إزالة الحواجز.
وقال كورتي "سنطلب من قوة كوسوفو ضمان حرية التنقل (وإزالة الحواجز)... وتطلب قوة كوسوفو مزيدا من الوقت لإنهاء هذا... فسننتظر إذا".
فيما قالت شرطة كوسوفو في وقت متأخر من مساء أمس السبت، إنها تعرضت لإطلاق النار في مواقع متفرقة قريبة من بحيرة على الحدود مع صربيا، وإنها اضطرت للرد على إطلاق النار دفاعا عن النفس. ولم ترد تقارير عن وقوع إصابات.
ويعيد الوضع الحالي التوتر العرقي في كوسوفو إلى الأذهان، حيث اندلعت حربا على أسس عرقية بين صربيا وجيش تحرير كوسوفو في 1998، تدخل فيها حلف شمال الأطلسي لـ"أسباب إنسانية" فيما بعد، وأدت إلى استقلال الأخيرة.
وقال الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش مساء السبت، إنه يريد أن يطلب من قوة الأمن التابعة لحلف شمال الأطلسي، نشر الشرطة والقوات المسلحة الصربية في كوسوفو، ما يثير مخاوف من تصعيد الوضع، إذ ترفض صربيا الاعتراف باستقلال كوسوفو.