الكرملين.. حصن يروي التاريخ
الكرملين يقع فوق تل "بوروفيتسكي"، على ارتفاع 25 مترا، ويطل على نهر موسكوفا، ويعود تاريخ بنائه لأكثر من 800 عام.
يتردد اسمه في وسائل الإعلام العالمية، ويُذكر في نشرات الأخبار كما يُذكر في أفلام تروي أعجوبات فن العمارة، قبابه الذهبية تحيي الزائر من على بعد كيلومترات بهيبة تعكس مكانة المبنى التاريخية وأهميته السياسية اليوم، إنه مبنى الكرملين، مقر الحكم الروسي في موسكو.
يقع الكرملين فوق تل "بوروفيتسكي"، على ارتفاع 25 مترا، ويطل على نهر موسكوفا، ويعود تاريخ بنائه لأكثر من 800 عام مر خلالها بتغيرات وعمليات توسعة كثيرة، حوّلته من قلعة بناها الأمير يوري دولجوروكي عام 1156 محاطة ببيوت من الحجارة البيضاء، إلى حِصن ذي أبراج وقباب مميزة، يضم صالات استقبال واحتفالات وكاتدرائيات أثرية ومتاحف وملاذا لأضرحة أهم السياسيين والعسكريين السوفييت.
الساحة الحمراء
تعد الساحة الحمراء من أهم ملامح "الكرملين" التي تمتد أمامه بعرض 70 مترا وطول 330 مترا، حيث يوجد في الساحة الحمراء منصة الإعدام، وتمثال لبطلي روسيا كوزما مينين ودميتري بوجارسكي اللذين شاركا في تحرير موسكو من المحتل البولندي في القرن الـ 17.
كما تضم ضريح فلاديمير لينين، أول رئيس للاتحاد السوفيتي الذي قام على أنقاض روسيا القيصرية بثورة أكتوبر/تشرين الأول 1917، وفي هذه الساحة تقام الاستعراضات العسكرية والمسيرات الشعبية واحتفالات النصر على النازية الألمانية.
أهمية دينية
اكتسب "الكرملين" أهمية دينية بإقامة عدد من الكنائس في محيطه، كما تم تأسيس البطريركية الأرثوذكسية في عهد القيصر فيودور نجل إيفان الرابع، لتكون هي الكنيسة الرئيسية للبلاد، كأحد أبرز المعالم على الحكم المركزي، وأُلحقت دار رئيس الكنيسة الأرثوذكسية بالكرملين، إذ احتلت المرتبة الثانية في الأهمية بعد مقر إقامة القيصر.
التحديث
في عام 1547، حصل الأمير إيفان الرابع على لقب القيصر، وتردد بين جنبات الكرملين، معلنا عن قيام دولة كبيرة، وعلى هذا الأساس زاد الاهتمام بتشكل أجهزة السلطة المركزية، وأضيفت للكرملين أقسام جديدة ليكون مركز الإدارة، ومنها هيئة السفراء.
يعود النمط الروسي الإيطالي الذي تتميز به عمارة الكرملين إلى عمليات الإصلاح والترميم التي خضع لها بعد أن تعرض لحريق كبير في 1365، إذ استدعى الأمير إيفان الثالث معمارين روسيين وإيطاليين لإنشاء مبانيه، بما يدمج بين عمارة البلدين.
مع حلول القرن الـ19 بدأت مظاهر الحياة الحديثة تزحف إلى المباني العتيقة في الكرملين، فقد أمر نيكولاي الأول بإنشاء مجمع حديث للقصور المشيدة على النمط الروسي وضمها إلى الكرملين، وإنشاء فندق، ومتحف للأسلحة.
عام 1935 بدأ يبزغ رمز النجوم الروسية فوق الكرملين، حيث جرى تفكيك النسور الأربعة التي كانت منصوبة على أبراج القصر، لتحل محلها النجوم الخماسية الحمراء المصنوعة من الياقوت، وبتقنية تجعلها مضيئة.
وعام 1961 أُنشئ قصر المؤتمرات الذي تنعقد فيه مؤتمرات الحزب الشيوعي الحاكم وقتها والمؤتمرات والمنتديات الدولية.
ونظرا لما يضمه من تراث، انضم الكرملين عام 1990 إلى قائمة التراث الثقافي والطبيعي الدولي التابعة لمنظمة اليونسكو.
ويضم متحف الكرملين رموز السلطة الروسية وعروش القياصرة والأسلحة القديمة والأواني الفخارية العريقة وغنائم الحروب مثل موقعة بولتافيا التي وقعت عام 1709.
aXA6IDMuMTM1LjIxOS4xNTMg جزيرة ام اند امز