أول رد من الكرملين على عرض زيلينسكي للتفاوض مع بوتين
بعد مرور قرابة ثلاث سنوات على بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، ورفض رئيسها فولوديمير زيلينسكي التفاوض المباشر مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، غيّر موقفه، مما دفع الكرملين إلى الرد.
ولطالما عارض زيلينسكي بشكل قاطع أي تسوية مع روسيا، لكنه راجع بعض نقاط موقفه في الأشهر الأخيرة، في ظل الصعوبات التي يواجهها جيشه على الجبهة والتقدّم الروسي.
- نصر لترامب بلا لكمات.. زيلينسكي مستعد لمفاوضات مباشرة مع بوتين
- 2025 عام وقف الحرب؟ زيلينسكي يفتح الباب أمام مفاوضات مع موسكو
عرض زيلينسكي
وردّ زيلينسكي، في مقابلة بُثّت الثلاثاء، على سؤال حول إمكانية التفاوض مع بوتين، قائلاً إنه سيفعل ذلك «إذا كان هذا هو الشكل الوحيد الذي يمكننا من خلاله تحقيق السلام لمواطني أوكرانيا وعدم خسارة المزيد من الأرواح».
وتحدّث عن صيغة تفاوضية تضم «أربعة مشاركين»، هم مبدئيًا: أوكرانيا، وروسيا، والولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي.
وأصبحت الدعوات لإجراء محادثات سلام أكثر إلحاحًا مع عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وتأكيده أنه يريد إنهاء الحرب بسرعة، من دون أن يقدّم خطة ملموسة لذلك.
وفي توضيح لتصريحاته، قال زيلينسكي، الأربعاء، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إن الاستعداد للنقاش مع بوتين هو في حد ذاته «تنازل» من جانب أوكرانيا، مشيرًا إلى أن حلفاء كييف «يعتقدون أن الدبلوماسية هي الطريق للمضي قدمًا».
وفي المقابلة التي نُشرت الثلاثاء، أثار زيلينسكي مجددًا احتمال حصول أوكرانيا على أسلحة نووية في حال عدم انضمامها بسرعة إلى حلف شمال الأطلسي.
رد الكرملين
وصف الكرملين، الأربعاء، إعلان زيلينسكي استعداده لإجراء مفاوضات مباشرة مع بوتين وقادة آخرين لإنهاء النزاع، بأنه «كلام أجوف».
وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، للصحفيين: «حتى الآن، لا يمكن اعتبار هذا الأمر سوى كلام أجوف»، مضيفًا أن «الاستعداد يجب أن يرتكز على شيء ملموس».
وكرر بيسكوف حجة روسيا بأن زيلينسكي لا يستطيع التحدث إلى بوتين بعدما أصدر مرسومًا، في تشرين الأول/أكتوبر 2022، يحظر أي مفاوضات مع روسيا طالما كان بوتين رئيسًا، وذلك ردًا على إعلان الكرملين ضم أربع مناطق أوكرانية.
وأضاف بيسكوف: «رغم ذلك، نبقى منفتحين على المحادثات»، معتبرًا أن «الواقع على الأرض يشير إلى أن كييف يجب أن تكون أول من يبدي انفتاحه واهتمامه بمحادثات مماثلة»، في إشارة، على ما يبدو، إلى التقدم العسكري الروسي ميدانيًا.
وكرر بوتين مرارًا استعداده للتفاوض، بشرط أن تمتثل أوكرانيا لمطالبه، التي تشمل: التنازل عن أربع مناطق في جنوب وشرق البلاد، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014، والتخلي عن فكرة الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، وهي شروط غير مقبولة بالنسبة لكييف.
وقال بيسكوف، الأربعاء، إن هذه التصريحات «تلامس الجنون»، داعيًا حلفاء كييف إلى إدراك «المخاطر المحتملة لمناقشة هذا الموضوع في أوروبا».
إلى ذلك، أكد بيسكوف حدوث «اتصالات» بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن مواضيع محددة، لافتًا إلى أن هذه الاتصالات «تكثّفت أخيرًا»، من دون أن يذكر تفاصيل إضافية.