الإمارات والسعودية.. محطات لا تنسى في 53 عاما من الشراكة الرياضية
تحتفل المملكة العربية السعودية باليوم الوطني الـ94، وسط علاقات تاريخية وطيدة مع دولة الإمارات في كل المجالات، وبينها المجال الرياضي.
وعلى مدار أكثر من 5 عقود كاملة، وتحديدا منذ تأسيس دولة الإمارات في عام 1971، كانت هناك ذكريات كروية جمعت بين السعودية والإمارات، تركت صبغة فريدة بين البلدين.
وكانت الشراكة الرياضية بين الإمارات والسعودية بالأخص على مستوى اللعبة الشعبية الأولى؛ كرة القدم.
وقبل 4 أعوام، وتحديدا في موسم 2019-2020، وتقديرا لدور الإمارات، والمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حرص الاتحاد العربي لكرة القدم ومقره المملكة العربية السعودية، على أن يطلق اسم "كأس زايد" على بطولة الأندية العربية الأبطال، وأن تقام المباراة النهائية على أرض الإمارات.
أول ظهور لمنتخب الإمارات في السعودية
كان أول ظهور للمنتخب الإماراتي لكرة القدم في المشاركات الخارجية الرسمية في المملكة العربية السعودية، حيث شارك في منافسات بطولة كأس الخليج العربي الثانية عام 1972 بالسعودية، وفي 19 مارس/ آذار 1972، كان أول لقاء رسمي بين منتخبي البلدين على استاد الملز بالرياض.
ويسجل تاريخ الرياضة الإماراتية أن أول فوز لـ"الأبيض" في كرة القدم تحقق على أرض المملكة العربية السعودية، وأن أول هدف إماراتي تم تسجيله في البطولات الخليجية كان على أرضها ويحمل توقيع لاعب المنتخب سهيل سالم.
وفي 1988 وعلى أرض المملكة أيضا، كان منتخب الإمارات قريبا من التتويج بلقب كأس الخليج العربي، حينما حصل على المركز الثاني في تلك البطولة، التي فاز فيها على منتخب البحرين بهدفي زهير بخيت ومبارك غانم، ثم تجاوز منتخب الكويت بهدف زهير بخيت في مباراة تاريخية لأن الكويت كان أقوى المنتخبات الخليجية وأكثرها فوزا باللقب في تلك المرحلة.
وفي هذه البطولة، وعلى استاد الملك فهد، التقى المنتخبان الإماراتي والسعودي وتعادلا 2-2 في واحدة من أقوى المباريات في تاريخ بطولات الخليج، وسجل للإمارات زهير بخيت هدفين، وللمملكة عبدالله غراب وماجد عبد الله، وفي هذه البطولة لم يفز منتخب الإمارات باللقب الذي توج به المنتخب العراقي، لكنه لم يخسر أي مباراة.
أول تتويج لمنتخب السعودية في الإمارات
في المقابل، كان أول تتويج رسمي لمنتخب السعودية بكأس الخليج العربي على أرض الإمارات، حينما استضافت مدينة زايد الرياضية النسخة الـ12 للبطولة من 3 إلى 16 نوفمبر/ تشرين الثاني عام 1994.
وعلى أرض الإمارات، كان جماهير وعشاق الكرة السعودية على الموعد مع أول وأكبر فرحة، حينما تحقق الحلم الذي طال انتظاره في المحفل الخليجي؛ ففي تلك البطولة كان الجيل الذهبي في الكرة السعودية والإماراتية حاضرا، فتوج المنتخب السعودي باللقب، وحصل المنتخب الإماراتي على المركز الثاني.
وبعد عامين فقط، وعلى الاستاد نفسه في مدينة زايد الرياضية كانت جماهير الكرة السعودية على موعد مع الفرحة الآسيوية الكبرى، حينما توج المنتخب السعودي باللقب القاري في 21 ديسمبر 1996.
ولم يكن غريبا في هذه البطولة أن طرفي المباراة النهائية كانا الإمارات والسعودية، وتعادل المنتخبان سلبيا في الوقت الأصلي للمباراة، ولم تحسم هذه المواجهة إلا بركلات الترجيح أمام 60 ألف متفرج، ليحقق الأخضر السعودي اللقب ويحرز شقيقه الأبيض الإماراتي أفضل نتيجة له في تاريخ البطولة الآسيوية التي تأسست عام 1956.
تبادل النجوم بين الدوري السعودي والإماراتي
ولم يشعر لاعب الهلال والمنتخب السعودي لكرة القدم ياسر القحطاني يوما بالغربة في تجربته الاحترافية التي بدأها مع نادي العين عام 2011، بل على العكس أكد القحطاني أن تجربة العين الاحترافية تمثل واحدة من أبرز المحطات في حياته.
وفي المقابل، كان الدوري السعودي هو الخيار الأول لنجم الكرة الإماراتية عمر عبد الرحمن عندما انتقل لنادي الهلال في 2018.
وعندما أبدى المدرب الهولندي بيرت فان مارفيك رغبته في الرحيل عن قيادة المنتخب السعودي بشكل مفاجئ، لم يتردد اتحاد الإمارات للعبة في التنازل عن مدربه لصالح المنتخب السعودي.
وكان سبتمبر/ أيلول 2017 شاهدا على هذا الموقف، الذي يجسد خصوصية الشراكة والتعاون بين البلدين؛ حيث كان الأرجنتيني إدغاردو باوزا مديرا فنيا لمنتخب الإمارات، وفي هذا التوقيت كان الأخضر يستعد للمشاركة في كأس العالم 2018 بروسيا بعد أن ضمن التأهل.
وطلب مسؤولو اتحاد الإمارات من باوزا أن يتحول لقيادة المنتخب السعودي الشقيق، وتم الانتقال في مشهد لم يحدث مثله من قبل في ساحات التنافس وملاعب كرة القدم.
aXA6IDQ0LjE5Mi45NS4xNjEg
جزيرة ام اند امز