توقعات أسعار النفط قد تغير اتجاهها بفعل هجوم السعودية

تترقب الأسواق المالية فتح البورصات أبوابها الإثنين، لمعرفة أثر الهجوم الإرهابي الذي نفذته جماعة الحوثي على معملين للنفط شرقي السعودية

تترقب الأسواق المالية حول العالم فتح البورصات أبوابها يوم غد الإثنين، لمعرفة أثر الهجوم الإرهابي الذي نفذته جماعة الحوثي على معملين للنفط شرقي السعودية، أمس السبت.

وتعكس تصريحات وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان حول كميات الزيت الخام المتأثر والبالغة 5.7 ملايين برميل، إمكانية صعود أسعار النفط خلال تعاملات الأسبوع الجاري، رغم إعلان المملكة تعويض الكميات من خلال المخزونات المتوفرة.

• وزير الطاقة السعودي عن هجوم أرامكو: تعويض العملاء من المخزونات
• العراق ينفي استخدام أراضيه لمهاجمة السعودية بطائرات مسيرة

وفي اتصال عبر الهاتف مع "العين الإخبارية"، قال محمد سلامة الخبير الاقتصادي (أردني مقيم في السعودية)، إن أمان إمدادات الخام السعودية هي مصلحة عالمية، وليس مصلحة سعودية فقط.

وأضاف سلامة أن أي تراجع في إمدادات الخام السعودية للأسواق العالمية من شأنه زيادة أسعار النفط، بمتوسط 30% فورا إلى سعر 80 دولارا للبرميل، مقارنة بمتوسط 61 دولارا في الوقت الحالي.

واعتبر أن مصلحة الدول المنتجة والمستهلكة للنفط هي بأمان إمدادات الخام للمملكة، كونها أكبر مصدر للنفط في العالم وثالث أكبر منتج عالمي له.

وتابع: أي تذبذب في إمدادات الخام السعودية لأي سبب يعني ارتفاعا حادا في سعر البرميل، وزيادة نسب التضخم في اقتصادات العالم، "كل ذلك من شأنه التأثير على الإنتاج والاستهلاك معا".

والسبت، أعلنت شركة أرامكو السعودية أن فرق الاستجابة للحالات الطارئة تصدت بنجاح لحرائق بمعاملها في بقيق وخريص نتجت عن هجمات إرهابية بمقذوفات، تبنتها جماعة الحوثي الإرهابية.

ويوم الجمعة قبل الهجوم بساعات، خفض بنك باركليز البريطاني توقعاته لأسعار النفط لاستمرار الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وضعف نشاط قطاع الصناعات التحويلية العالمي وزيادة احتمالات خروج غير منظم لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وتوقع بنك الاستثمار البريطاني أن يبلغ متوسط سعر خام برنت 65 دولارا للبرميل في 2019 و2020، انخفاضا من تقديراته السابقة البالغة 69 دولارا.

كما تشير تقديرات البنك إلى أن متوسط سعر الخام الأمريكي 58 دولارا للبرميل في 2019، و60 دولارا في 2020، مقارنة مع توقعاته السابقة التي بلغت 61 دولارا و62 دولارا على الترتيب.

ويبدو أن توقعات هبوط أسعار النفط قد تغير اتجاهها، وفقا لتصريحات بوب مكنالي رئيس مجموعة رابيدان للطاقة، وعمل في مجلس الأمن القومي الأمريكي خلال حرب الخليج في 2003، والذي قال إن "تنفيذ هجوم على بقيق بمثابة نوبة قلبية حادة لسوق النفط والاقتصاد العالمي".

وأوضح سمير مدني، أحد مؤسسي موقع "تانكر تراكرز" لتعقب حركة الشحن البحري لفرانس برس، أنه "بناء على حجم الأضرار ووقوع أي أعطال ستلجأ أرامكو إلى خطط الطوارئ عبر استخدام مخزونها إذا لزم الأمر".

بالأرقام.. تعد المملكة العربية السعودية أكبر منتج للنفط الخام في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، بمتوسط إنتاج 9.8 ملايين برميل يوميا، وقدرة على إنتاج 11 مليونا دون التقيد باتفاقية خفض الإنتاج.

بينما الشركة العربية السعودية لزيوت التشحييم "أرامكو"، أكبر شركة نفط حول العالم، بمتوسط إنتاج في 2018 بلغ نحو 10.3 مليون برميل من النفط الخام يوميا، تستحوذ على حصة تبلغ 70% من رابع أكبر شركة بتروكيماويات في العالم (سابك).

• وكالة الطاقة الدولية: الشكوك الاقتصادية تنال من نمو الطلب على النفط

ويشكل الإنتاج السعودي من النفط الخام نحو 10% من إجمالي الطلب اليومي العالمي على النفط، البالغ قرابة 99.5 مليون برميل، بينما تشكل صادراته النفطية نحو 6.4% من مجمل الطلب العالمي حسب أرقام أوبك.

ويعتبر النفط القادم من السعودية المصدر الأبرز لاحتياجات دول شرق آسيا من الخام، كالصين (أكبر مستورد للنفط في العالم) والهند (ثالث أكبر مستورد عالمي للنفط) وكوريا الجنوبية واليابان.

ووفق بيانات أرامكو، يبلغ إجمالي حجم الاحتياطي المؤكد للنفط الخام في المملكة 260.2 مليار برميل من المكافئ النفطي في 2017، وهي أكبر من احتياطيات شركات إكسون موبيل، وشيفرون، ورويال داتش شل، وبي.بي، وتوتال مجتمعة، وتقدر عمرها بنحو 54 عاما.

وفي 2018، أنتجت الشركة 10.3 مليون برميل يوميا من النفط في العام الماضي، مستفيدة من أقل تكلفة بالعالم لإنتاج الخام، وهي 2.8 دولار للبرميل وفقا لوثائق من الشركة، وأنتجت أيضا 1.1 مليون برميل من سوائل الغاز الطبيعي.

وحسب تقرير لرويترز، يصل عدد موظفي أرامكو 76 ألف شخص في 2018، وتملك عمليات لإنتاج الطاقة ومنشآت بحثية ومكاتب بأنحاء متفرقة من العالم تشمل آسيا وأوروبا والأمريكتين.

وقالت متحدثة باسم وزارة الطاقة الأمريكية، اليوم الأحد، إن إدارة الرئيس دونالد ترامب مستعدة لاستخدام الاحتياطي النفطي الأمريكي الطارئ إذا لزم الأمر، بعد هجمات بطائرات مسيرة على منشأتي نفط في السعودية.

وأضافت شايلين هاينز أن وزير الطاقة ريك بيري "مستعد لاستخدام الموارد من الاحتياطي النفطي الاستراتيجي إذا لزم الأمر، لتعويض أي تعطل في أسواق النفط نتيجة هذا العدوان".

وأكدت وكالة الطاقة الدولية، أمس السبت، أن أسواق النفط العالمية حاليا "مزودة جيدا بمخزونات تجارية وفيرة".