قراءة فنية.. كيف انتزع كولر هوية موسيماني من الأهلي المصري؟
يبدو أن المنافسة صعبة للغاية بين لاعبي الأهلي المصري من أجل حجز مكان أساسي بتشكيلة السويسري مارسيل كولر، خلال الموسم الحالي.
كولر تولى قيادة الأهلي قبل أشهر قليلة، خلفا للجنوب أفريقي بيتسو موسيماني، وتعقد جماهير المارد الأحمر، آمالا كبيرة عليه من أجل إعادة الفريق لمنصات التتويج بعد خسارة لقبي الدوري والكأس دوري أبطال أفريقيا الموسم الماضي.
وبدأ المدرب السويسري مهمته مع "القلعة الحمراء" بالتأهل إلى دور المجموعات من بطولة دوري أبطال أفريقيا، بالفوز على اتحاد المنستيري التونسي ذهابا وإيابا (1-0) و(3-0).
فضلا عن ذلك، فإنه استهل مشواره في بطولة الدوري المصري، بالفوز على الإسماعيلي بهدف دون رد، جاء من توقيع الوافد الجديد شادي حسين.
وبخلاف الانتصار، فإن كولر أظهر للجميع مرونة كبيرة في تغيير الخطة ومنح الفرصة لجميع اللاعبين، وهو ما يُشعل المنافسة بينهم.
وتلقي "العين الرياضية" نظرة فنية على اختيارات كولر بعد الظهور الأفريقي في مباراتين وافتتاح مشواره بالدوري المصري.
مراكز غير مضمونة
هناك بعض المراكز في تشكيلة الأهلي تشهد صراعا شديدا بين العديد من اللاعبين، وذلك ما أظهره كولر في المباريات الـ3 الأولى تحت قيادته من خلال التغييرات المختلفة التي قام بها.
مركز وسط الملعب أحد المراكز التي بدأ فيها الصراع منذ وصول كولر، حيث دفع بالمالي أليو ديانج وعمرو السولية في التشكيل الأساسي بمباراة الذهاب أمام المنستيري مع استبعاد حمدي فتحي، قبل أن يعود الأخير في مباراة الإياب على حساب السولية وسجل هدفين.
وفي مباراة الإسماعيلي استبعد السولية أيضا من التشكيل الأساسي، وبدأ بفتحي وأليو ديانج، قبل أن يشارك الأول لدقائق معدودة في الشوط الثاني، وهو ما يُبرهن على صعوبة المنافسة.
فضلا عن ذلك، فإن محمد مجدي قفشة صانع ألعاب الأهلي يواجه خطرا كبيرا هذا الموسم، حيث استبعد من التشكيل الأساسي في الـ3 مباريات، بعدما استولى البرازيلي برنو سافيو على مركزه، بالإضافة إلى قدرة أحمد عبدالقادر على اللعب تحت المهاجم، لتصبح مهمته معقدة هذا الموسم.
ويعد مركز رأس الحربة "المهاجم الصريح" من أشرس المواجهات تحت قيادة كولر، وذلك بعدما دفع بالوافد الجديد شادي حسين أساسيا في مباراة الذهاب أمام المنستيري ثم أعاد محمد شريف هداف الفريق في لقاء الإياب للتشكيلة.
واستمر شريف على رأس التشكيلة الأساسية للمباراة الثانية تواليا خلال موقعة الإسماعيلي، ثم دخل شادي حسين بديلا وسجل هدف الفوز، وهو ما يجعل المنافسة صعبة للغاية في ظل وجود حسام حسن الذي يسعى هو الآخر لإثبات قدراته.
الفرصة متاحة للجميع
أكد السويسري مارسيل كولر، مدرب الأهلي في وقتٍ سابق، أن الفرصة متاحة للجميع من أجل الظهور في التشكيلة الأساسية، ولكن بشرط بذل الجهد والاجتهاد.
كولر بالفعل قام بتنفيذ وعده بعد خوض 3 مباريات فقط تحت قيادته، حيث قام خلال هذه اللقاءات بتغيير بعض العناصر في التشكيلة الأساسية، فضلا عن إعطاء لاعبين آخرين فرصة المشاركة.
كولر استبعد كريم فؤاد، الظهير الأيمن من المشاركة في مباراتي اتحاد المنستيري، ثم قرر الدفع به في مباراة الإسماعيلي بمركز الجناح الأيمن.
وتمكن اللاعب من الظهور بمستوى لافت بعد دخوله بديلا رغم المشاركة بمركز غير مركزه الأساسي، حيث صنع هدف الفوز الذي جاء من توقيع شاي حسين.
وأشار كولر بعد مواجهة الإسماعيلي في المؤتمر الصحفي إلى أنه قام بالدفع باللاعب لأنه أظهر تحسنا كبيرا في التدريبات، موضحا أنه بذل مجهودا كبيرا جعله ضمن اختيارات المباراة.
الاختلاف عن موسيماني
من المؤكد أن ما يقوم به كولر، سيجعل المنافسة مشتعلة بين جميع اللاعبين في الفريق، وهو ما يعزز قوة المارد الأحمر وتطوره.
يأتي ذلك على عكس ما كان يقوم به المدرب الجنوب أفريقي السابق بيتسو موسيماني، الذي كان يعتمد على تشكيلة محددة ولا يقوم بالتغيير فيها، فضلا عن عدم إعطاء الفرصة لبعض اللاعبين مثل كريم فؤاد وحسام حسن.
فضلا عن ذلك، فإن أسلوب الأهلي اختلف في بعض الأمور مع كولر عن فترة موسيماني، فقد ظهر الأهلي بشراسة هجومية كبيرة واستخدم عدة أسلحة مثل التسديد المستمر والاختراق من الأطراف.
مباراة الإسماعيلي كانت خير دليل على ذلك، فإن الأهلي هدد الخصم في الشوط الأول بـ4 تسديدات على المرمى، جميعها كانت قاب قوسين أو أدنى من الدخول إلى الشباك.
الشوط الثاني، شهد محاولات واختراقات عديدة من العمق والأطراف، ولم يكتف بذلك، بل قام بعدة تغييرات بارزة على رأسها كريم فؤاد في مركز الجناح ومنح قفشة القليل من الدقائق.
بدلاء الأهلي ظهروا بشكل مختلف ومميز، حيث كان يرغب كل منهم في تقديم أوراق اعتماده للمدرب السويسري، وهو ما أسفر عن تسجيل هدف الفوز بالدقيقة 73، الأمر الذي يُبرهن على قوة وشراسة المنافسة بين نجوم المارد الأحمر.
aXA6IDMuMTQ4LjEwOC4xOTIg جزيرة ام اند امز