دعم علمي عابر للحدود.. إشادة عربية بالكويت في عيدها الوطني
أن تهتم الدولة بدعم العلوم داخلياً فهذا واجبها، ولكن عندما تتعدى ذلك لدعمه داخل وخارج حدودها، فهذا هو الإنجاز الذي تفعله الكويت.
وعبر مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، والتي يرأس مجلس إداراتها أمير البلاد، تلعب الكويت هذا الدور، منذ نشأة المؤسسة عام 1976.
وبينما تحتفل الكويت اليوم بعيدها الوطني الـ60، حاز النشاط الذي تمارسه هذه المؤسسة، على ثناء العديد من الباحثين والكتاب العرب الذين رأوا في العيد الوطني مناسبة جيدة لتوجيه الشكر لهذه المؤسسة في دعمها للبحث العلمي.
ويقول خالد عبدالجيّد، الأستاذ بكلية العلوم في جامعة أسيوط (جنوب مصر) لـ"العين الإخبارية": "الإصدارات المتميزة التي تصدرها المؤسسة من حين لآخر في مجالات العلم المختلفة، ساهمت إلى حد كبير في شغفي بالعلوم، وهو ما جعلني أقبل على هذا التخصص في تعليمي الجامعي وما قبل الجامعي".
واعتبرها الدكتور رشود بن محمد الخريف، الأكاديمي السعودي وأستاذ الجغرافيا والدراسات السكانية والمشرف على مركز الدراسات السكانية بجامعة الملك سعود، نموذجاً يحتذى به في تمويل البحث العلمي.
وتعتمد المؤسسة على ما تتلقاه من المؤسسات والشركات العاملة على أرض الكويت، التي يُلزمها النظام بالإسهام بنسبة 1% من صافي أرباحها السنوية، وقد بلغ عدد الشركات الداعمة لمؤسسة الكويت للتقدم العلمي 912 شركة، موزعة على جميع القطاعات، كالبنوك، وشركات العقار، والاستثمار، والتأمين، والخدمات، والصناعة وغيرها.
ويقول الخريف في مقال كتبه بموقع "الاقتصادية": "طريقة تمويل هذه المؤسسة ساعدها على دعم تنفيذ بحوث مفيدة ومتنوعة داخل الكويت وخارجها".
من جانبه، يرى الباحث الأردني عبدالرحمن إسكندر، الحاصل على إحدى الجوائز التي تمنحها المؤسسة في العلوم التربوية، أن التمويل الضخم لهذه المؤسسة بنسبة 1% من صافي أرباح الشركات يمنحها الفرصة ليس فقط لتمويل الأبحاث، ولكن لإطلاق المنافسات العلمية بين الباحثين العرب.
وإضافة لإصدارات المؤسسة العلمية وتمويلها للأبحاث والتجارب العلمية، فإنها تنظم أكثر من جائزة، ومنها جائزة مؤسسة الكويت التقديرية للتقدم العلمي، وجائزة عبدالرحمن السميط للتنمية الأفريقية، وجائزة أنور النوري لأفضل أطروحة دكتوراه في التربية بالعالم العربي.
ومؤخراً أطلقت الكويت أول تجربة علمية إلى الفضاء بمبادرة من المركز العلمي التابع لمؤسسة الكويت للتقدم العلمي، تمَّ نقلها إلى الفضاء بصاروخ "فالكون - 9" المصمم من قبل شركة "سبيس إكس" بمركز كيندي للفضاء في الولايات المتحدة الأمريكية.
وقالت الصحف الكويتية إن الصاروخ، الذي انطلق في ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي، كان يحمل معه تجربة صممها طلاب في الكويت لتسليمها إلى رواد الفضاء الموجودين على متن محطة الفضاء الدولية للقيام بتنفيذها نيابة عنهم.
وتعتمد التجربة الكويتية على قياس تأثير الجاذبية الصغرى على نمو بكتيريا "إي كولاي واستهلاكها لثاني أكسيد الكربون".