الكويت في عيدها.. 60 عاما من الإنجازات
6 عقود من الإنجازات تعزز مسار دولة الكويت التي نقشت اسمها بحروف من ذهب في تاريخ مفعم بعبق النجاح والتقدم.
محطات مفصلية رسمت تاريخ الكويت التي تحتفل في 25 فبراير/ شباط من كل عام بعيدها الوطني في ذكرى تصادف استقلالها عن الاستعمار البريطاني قبل 60 عاما.
فالتاريخ الحقيقي لاستقلال الكويت كان في 19 يونيو/حزيران عام 1961 في عهد الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح، لكن في عام 1963، تقرر تغيير ذلك اليوم ودمجه مع 25 فبراير، الذي يصادف ذكرى جلوس الأمير الراحل عبدالله السالم الصباح؛ تكريما له ولدوره المشهود في استقلال الكويت وتكريس ديمقراطيتها، ومنذ ذلك الحين، تحتفل البلاد بعيد استقلالها في 25 فبراير من كل عام.
ومنذ فجر الاستقلال، حققت الكويت إنجازات كثيرة على طريق النهضة الشاملة، عبر مسيرة امتدت على مدار 6 عقود.
مسيرة بدأها الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح، الذي تحقق الاستقلال في عهده، ويواصلها أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، نحو تحقيق رؤية "الكويت الجديدة 2035" الرامية إلى تحويل البلاد لمركز مالي وتجاري إقليمي ودولي، وتسريع عجلة الاقتصاد وتعزيز دور القطاع الخاص في دعم التنمية الاقتصادية، وتحقيق الهدف المنشود للقيادة السياسية بأن تعود الكويت كما كانت "درة الخليج".
في ما يلي، تستعرض "العين الإخبارية" لمحات عن مسيرة هذا البلد:
فجر الاستقلال
لم يكن 19 يونيو/حزيران 1961 يوماً عادياً في حياة أهل الكويت، البلد الذي استكمل فيه سيادته الكاملة وحصل على استقلاله، وبات دولة عربية مستقلة بعد أن كانت خاضعة لنظام الحماية البريطاني.
الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح أدرك أن اتفاقية 23 يناير/1899 التي وقّعها الشيخ مبارك الصباح ( الحاكم السابع للكويت) مع بريطانيا في ذلك الوقت لحماية الكويت من الأطماع الخارجية، لم تعد صالحة.
وفي 19 يونيو/ حزيران 1961، أعلن الشيخ عبدالله السالم انتهاء معاهدة الحماية البريطانية، من خلال توقيع وثيقة استقلال البلاد مع المندوب السامي البريطاني في الخليج العربي، السير جورج ميدلتن، نيابة عن الحكومة البريطانية.
وعقب التوقيع، وجه الشيخ عبدالله السالم كلمة للشعب الكويتي، قال فيها: "شعبي العزيز.. إخواني وأولادي.. في هذا اليوم الأغر من أيام وطننا المحبوب.. في هذا اليوم الذي ننتقل فيه من مرحلة إلى مرحلة أخرى.. ونطوي مع انبلاج صبحه صفحة من الماضي بكل ما تحمله وما انطوت عليه لنفتح صفحة جديدة تتمثل في هذه الاتفاقية التي نالت بموجبها الكويت استقلالها التام وسيادتها الكاملة".
وشهد عام الاستقلال صدور مرسوم أميري بشأن العلم الكويتي، وهو أول علم يرفع بعد الاستقلال، وتم تحديد شكله وألوانه، وجاءت الخطوة التالية عقب الاستقلال بتقديم الكويت طلباً للانضمام لجامعة الدول العربية، وتم قبول عضويتها في 16 يوليو/تموز 1961.
دولة المؤسسات
السنوات التي أعقبت الاستقلال شهدت العديد من الإنجازات، فعلى الصعيد الدبلوماسي جاءت الخطوة الأولى بإنشاء وزارة الخارجية الكويتية، إذ صدر مرسوم أميري في 19 أغسطس/آب 1961 يقضي بإنشاء دائرة للخارجية تختص دون غيرها بالقيام بالشؤون الخارجية للدولة.
وبعدها بأيام، وتحديداً في 26 أغسطس/آب، صدر مرسوم أميري لإجراء انتخابات للمجلس التأسيسي تحقيقاً لرغبة الشيخ عبدالله السالم بإقامة نظام حكم قائم على أسس واضحة ومتينة، وإصدار دستور يستند إلى المبادئ الديمقراطية؛ حيث أنجز المجلس المنتخب مشروع الدستور الذي يتكون من 183 مادة خلال تسعة أشهر.
واتسم دستور الكويت بروح التطور منحت الشعب الحلول الديمقراطية للانطلاق في درب النهضة والتقدم والازدهار، ومكن البلاد من انتهاج حياة ديمقراطية سليمة مستمدة من دستورها المتكامل الذي أقره مجلس تأسيسي منتخب.
وفي عام 1963، صدر مرسوم بدمج العيد الوطني مع عيد الجلوس، وهو ذكرى تسلم الشيخ عبدالله السالم مقاليد الحكم في البلاد، وتصادف 25 فبراير/شباط من كل عام.
ولذلك، تحتفل الكويت في 25 فبراير/شباط من كل عام بعيدها الوطني، وهو ذكرى استقلالها عن الاستعمار البريطاني قبل 60 عاماً، رغم أن التاريخ الحقيقي لاستقلال الكويت كان في 19 يونيو/حزيران عام 1961، تكريما للأمير الراحل عبدالله السالم الصباح؛ ولدوره المشهود في استقلال الكويت وتكريس ديمقراطيتها.
وعلى المستوى الدولي بدأ مجلس الأمن الدولي، عقب استقلال الكويت، النظر في طلب الكويت الانضمام إلى منظمة الأمم المتحدة، إلى أن نالت عضويتها في 14 مايو/أيار 1963.
وسارت الكويت بخطى ثابتة تجاه النظام العالمي الجديد والشرعية الدولية برفض العدوان وحماية حقوق الإنسان، والمحافظة على خصوصية الدول وعدم التدخل في شؤونها، كما آمنت بدور الأمم المتحدة في الحفاظ على الأمن والسلام الدوليين.
إنجازات تتواصل
الذكرى الـ60 للاستقلال تحل هذا العام بعد 5 شهور من تولي الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح مقاليد الحكم في 29 سبتمبر/أيلول الماضي، خلفا لأمير البلاد الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، ليكمل مسيرة النهضة والبناء والتنمية.
ورغم ما تواجهه الدولة من تحديات في ظل انتشار جائحة كورونا وانخفاض أسعار النفط، تتواصل في الكويت إنجاز المشروعات التنموية العملاقة في مختلف المجالات، أبرزها مصفاة الزور التي تعتبر أكبر مصفاة في الكويت بطاقة تكرير تبلغ 615 ألف برميل يوميا.
ومن المقرر أن تبدأ المصفاة العمل خلال العام الجاري، مما يحول البلاد إلى واحدة من أكبر منتجي الوقود في المنطقة.
وكذلك مشروع مرافق استيراد الغاز الطبيعي المسال، الذي يحتوي على رصيفين معدين لاستقبال أكبر ناقلات الغاز الطبيعي المسال حجما في العالم، ومن المتوقع أن يبدأ العمل في تشغيله بالربع الثاني من السنة المالية 2021/2022، ويعتبر من المشاريع الحيوية والتنموية لدولة الكويت.
أيضا على صعيد المشروعات الكبرى في الكويت، يتواصل العمل في مشروع "مدينة صباح السالم الجامعية" بمنطقة الشدادية جنوب الكويت العاصمة، ويعد من أكبر المراكز التعليمية في العالم، ويضاهي أعرق الجامعات ويعكس المكانة العلمية المرموقة لجامعة الكويت بين مثيلاتها في المنطقة.
ومن المشروعات الاستراتيجية التي ستحدث أيضا نقلة نوعية في مسيرة الكويت الاقتصادية؛ "مبنى الركاب الجديد تي 2" في مطار الكويت الدولي.
ويمثل هذا الصرح الهائل الذي تبلغ كلفة إنجازه 1,3 مليار دينار كويتي، وبلغت نسبة تقدم أشغاله نحو 41%، نقلة نوعية في مجال النقل بالكويت لتجعلها محوراً إقليمياً رئيسياً للشرق الأوسط.
aXA6IDMuMTM3LjE3OC4xMjIg جزيرة ام اند امز