أحمد السعدون.. عميد نواب الكويت يعود لرئاسة مجلس الأمة
في مرحلة تقف على خط رفيع فاصل بين زمني الخلافات والاستقرار، انتخب مجلس الأمة الكويتي المخضرم أحمد السعدون رئيسا جديدا له.
وبانتخابه اليوم الثلاثاء، ينهي السعدون غيابا امتد لعشر سنوات عن المجلس، في قطيعة فرضها احتجاجه على قانون الصوت الواحد، ليعود وفي جعبته ملفات اجتماعية وسياسية تتزامن مع تحديات تصحيح المسار.
بين زمنين
مخضرمون في الكويت يشيدون بالكاريزما القوية التي يتمتع بها عميد نواب الكويت، البالغ من العمر نحو 88 عاما، والذي يجر وراءه خبرة في الشأن العام تمتد لأكثر من خمسة عقود.
مسار حافل يمنح رئاسة السعدون لبرلمان الكويت أهمية محورية، ليس فقط من باب عودته بعد غياب عقد من الزمن، وإنما لكونها تأتي في مرحلة تتطلع القيادة والشعب في الكويت لأن تكون فاصلا بين زمني الخلافات بين الحكومة والنواب، واستقرار يطلق شارة الإصلاح وتصحيح المسار.
نقطة أخرى تحسب للسعدون تكمن في ذاكرته الحديدية التي يقول مراقبون إنها عابرة للزمن الفيزيائي بشكل لافت، فهذا البرلماني المخضرم يحفظ عن ظهر قلب الكثير من مواد الدستور ببنودها وفقراتها، كما أنه ملم -بشكل واسع- باللائحة الداخلية للبرلمان.
إلمام يرفع من قدرته على قيادة وإدارة الجلسات وتمنحه الأدوات اللازمة لتسييرها في أفضل الأجواء، في ميزات من شأنها أن تقطع مع مشاهد غير محبذة لا تزال عالقة بالذاكرة الجماعية في الكويت، سبق أن أطبقت على سير جلسات خلال العام الماضي.
وهذه الخبرة البرلمانية الهائلة يعول عليها في مرحلة فاصلة كالتي تشهدها الكويت للانتقال من محلة الصراعات البرلمانية الحكومية إلى الاستقرار المنشود.
لوحة وصورة
لوحة وصورة تزينان جدران ديوانه، تقول تقارير إعلامية محلية إنها تعكس الكثير من شخصيته وتحكي الكثير عن رجل استطاع أن يحظى بشبه إجماع نيابي وشعبي، لدرجة أن خصومه يقرون بأنه سواء اتفقت واختلفت مع الرجل سياسيا، إلا أنه لا يسع المرء سوى احترامه.
لوحة ضخمة للدستور، وصورة تاريخية للمصادقة على الدستور، في عام 1962، من قبل الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم، تقفان شاهدتين على مسار شخصية طبع فيها الزمن من محطاته ومنحها خبرات وقدرات راكمت سنوات من العمل.
السعدون الذي بدأ العمل النيابي قبل نحو 5 عقود، لم ينخرط في الشأن السياسي إلا في عام 1967، كما كان أيضا مولعا بالشأن الرياضي، وسبق أن تدرج في المناصب بهذا المجال، وصولا إلي رئاسة الاتحاد الكويتي لكرة القدم، في الفترة من 1968 إلى 1976.
كما تولى منصب نائب رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم من 1974 حتى 1982.
خبرة العمل النيابي
في عام 1975، نجح السعدون في انتخابات مجلس الأمة، وسرعان ما حصل على منصب نائب رئيس المجلس في انتخابات 1981، لينتقل بعدها إلى رئاسة برلمان 1985.
لكن هذا البرلمان لم يصمد لأكثر من عام واحد، حيث صدر أمر أميري حينها بحله، لكن السعدون رفض القرار، واستمرت معاركه إلى عام 1999، ليبدأ عهد جديد في السياسة الكويتية.
ونهاية سبتمبر/أيلول الماضي، أعلن السعدون ترشحه رسميا لرئاسة مجلس الأمة، لينهي بذلك قطيعة عن المجلس استمرت لعشر سنوات، مدفوعا بخطوات قطعتها القيادة الكويتية لإعادة صياغة المشهد السياسي.
خطوات أقرها الخطاب الأميري في يونيو/حزيران الماضي، الذي تعهد بدعوة لانتخابات مبكرة لا تتدخل فيها قيادة الدولة، بما في ذلك انتخاب رئيس البرلمان.
aXA6IDE4LjIyNS4xNDkuMTU4IA== جزيرة ام اند امز