الكويت في عيدها.. "درة الخليج" تواصل الإنجازات رغم التحديات
تحيي دولة الكويت يومي الخميس والجمعة الذكرى الـ60 لاستقلالها، والـ30 على التحرير، في ظل أجواء استثنائية تشهدها البلاد هذا العام.
وتحمل احتفالات هذا العام طابعا خاصا، كونها الأولى في عهد أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، الذي تولى مقاليد الحكم 29 سبتمبر/أيلول الماضي، خلفا لأمير البلاد الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ليكمل مسيرة النهضة والبناء والتنمية التي شهدتها البلاد عقب الاستقلال.
وتأتي ذكرى الاستقلال والتحرير، بعد عام حافل، شهد فيه العالم انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد، فيما تواصل الكويت جهودها لمواجهة التحديات التي نتجت عن الجائحة.
وتحتفل الكويت في 25 فبراير/شباط من كل عام بعيدها الوطني وهو ذكرى استقلالها من الاستعمار البريطاني قبل 60 عاما، وتحتفل في 26 فبراير/شباط بعيد التحرير بمناسبة ذكرى تحريرها عام 1991 من الغزو العراقي.
والتاريخ الحقيقي لاستقلال الكويت كان في 19 يونيو/حزيران عام 1961 في عهد الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح، لكن في عام 1963 تقرر تغيير ذلك اليوم ودمجه مع يوم 25 فبراير/شباط الذي يصادف ذكرى جلوس الأمير الراحل عبدالله السالم الصباح؛ تكريما له ودوره المشهود في استقلال البلاد وتكريس ديمقراطيتها، ومنذ ذلك الحين والكويت تحتفل بعيد استقلالها.
إنجازات تتواصل في عهد أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، الذي نجح في مستهل عهده بإكمال مسيرة الوساطة التي بدأها الأمير الراحل، وكللت مساعيه برأب الصدع الخليجي وتعزيز التضامن بين دول مجلس التعاون في القمة الخليجية 41 التي استضافتها مدينة العلا السعودية 5 يناير /كانون الثاني الماضي.
وتتويجا لتلك الجهود، التقى وفدان رسميان يمثلان الإمارات وقطر في الكويت، 22 فبراير/شباط الجاري، وذلك في أول اجتماع يعقد بين الجانبين لمتابعة بيان العُلا.
ناقش الجانبان الآليات والإجراءات المشتركة لتنفيذ بيان العُلا، وأكدا على أهمية المحافظة على اللحمة الخليجية وتطوير العمل الخليجي المشترك بما يحقق مصلحة دول مجلس التعاون ومواطنيها، وتحقيق الاستقرار والازدهار في المنطقة.
أول انتخابات برلمانية
إجراء الانتخابات في موعدها رغم التحديات التي تشهدها البلاد، على رأسها جائحة فيروس كورونا المستجد، حمل رسائل إيجابية تعكس في مجملها روح التحدي لدى الحكومة الكويتية التي وفرت كل الإجراءات للتيسير على الشعب القيام بواجبه.
وافتتح أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح 15 ديسمبر/كانون الأول الماضي أولى جلسات أول مجلس أمة (البرلمان) ينتخب بعد توليه الحكم.
ودعا خلال كلمته إلى تعاون فعال بين مجلس الأمة والحكومة، مشددا على "أن نجاح برنامج الإصلاح الشامل يتطلب وعيا مسؤولا وتعاونا فعالا بين مجلس الأمة والحكومة وحزما في تطبيق القانون وتغليب الحوار الإيجابي المسؤول الذي يوحد ويجمع ويتجنب الفرقة والانقسام ويحقق المصلحة الوطنية المشتركة".
ويأمل الكويتيون أن يتحقق هذا التعاون الفعال والحوار الإيجابي بين الحكومة ومجلس الأمة لتجاوز تحديات المرحلة الراهنة، في ظل تداعيات أزمة كورونا على اقتصاد البلاد وتراجع العوائد النفطية.
مشاريع مليارية
وفي هذا الصدد، تعكف الشركة الكويتية للصناعات البترولية المتكاملة «كيبيك»، إحدى كبرى الشركات التابعة لمؤسسة البترول ،على تشييد 3 مشاريع كبرى في منطقة الزور، وهي مصفاة الزور، ومشروع المرافق الدائمة لاستيراد الغاز الطبيعي المسال، ومجمع البتروكيماويات بالتكامل مع المصفاة.
ومضت الكويت قدما على طريق تشغيل مصفاة الزور والتي تعتبر أكبر مصفاة في البلاد بطاقة تكريرية تبلغ 615 ألف برميل يوميا.
ومن المقرر أن تبدأ المصفاة العمل خلال العام الجاري، مما يحول البلد إلى واحد من أكبر منتجي الوقود في المنطقة.
ويعد مشروع مصفاة الزور أكبر مشروع من نوعه لبناء مصفاة تكرير نفط في العالم بطاقة تكريرية 615 ألف برميل يوميا تبنى من مرحلة واحدة وتستطيع تكرير أنواع مختلفة من النفط الخام الكويتي حسب تصميمها.
بالنسبة لمشروع مرافق استيراد الغاز الطبيعي المسال، فهو عبارة عن مراسي لاستقبال البواخر المحملة بالغاز الطبيعي المسال (غاز الميثان كمكون رئيسي) والمستورد من الأسواق العالمية، ليتم تخزينه في خزانات عملاقة، ومن ثم إعادة تبخيره للحالة الغازية عند الطلب، ليكون جاهزاً للضخ عبر شبكة أنابيب الغاز الطبيعي لمستخدمي الوقود الغازي في البلاد.
وسيسمح مرافق استيراد الغاز الطبيعي المسال باستقبال 22 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال، وتبلغ الطاقة الإنتاجية اليومية للمنشأة 3000 مليار وحدة حرارية بريطانية أي ما يكافئ استهلاك 540 ألف برميل من النفط الخام يوميا لإنتاج نفس القدر من الطاقة.
ومن المتوقع أن يبدأ العمل في تشغيل المشروع في الربع الثاني من السنة المالية 2021/2022 ويعتبر من المشاريع الحيوية والتنموية لدولة الكويت.
وتبلغ تكلفة مشروع مصفاة الزور نحو 4.8 مليار دينار، فيما تبلغ تكلفة مشروع مرافق استيراد الغاز الطبيعي المسال نحو مليار دينار، ومشروع مجمع البتروكيماويات 2.7 مليار دينار.
أما بالنسبة لمجمع البتروكيماويات، فتم الانتهاء من التصاميم الهندسية الأولية وجار اتخاذ الإجراءات اللازمة لاعتماد المشروع من الجهات المعنية، ومن المخطط مبدئياً تشغيله في عام 2027.
أيضا على صعيد المشاريع الكبرى في الكويت، يتواصل العمل في مشروع (مدينة صباح السالم الجامعية) بمنطقة الشدادية جنوب الكويت العاصمة ، والذي يعد من أكبر المراكز التعليمية في العالم وتضاهي أعرق الجامعات وتعكس المكانة العلمية المرموقة لجامعة الكويت بين مثيلاتها في المنطقة.
ووافق مجلس جامعة الكويت في ديسمبر/كانون الأول الماضي على خطة الانتقال والتشغيل المرحلي لمدينة (صباح السالم)الجامعية من بداية العام الدراسي 2021/2022.
وتشمل خطة الانتقال والتشغيل المرحلي لمدينة (صباح السالم) الجامعية انتقال كليات (العلوم) و(الهندسة والبترول) و(العلوم الإدارية) و(العلوم الحياتية) و(الآداب) و(التربية) للمباني الشمالية في المدينة.
ومن المقرر انتقال كليات (الحقوق) و(الشريعة والدراسات الإسلامية) و(العلوم الاجتماعية) من بداية العام الدراسي 2022/2023.
أيضا من المشاريع الاستراتيجية التي ستحدث نقلة نوعية في مسيرة الكويت الاقتصادية (مبنى الركاب الجديد تي 2 في مطار الكويت الدولي).
ويمثل هذا الصرح الهائل الذي تبلغ كلفة إنجازه 1.3 مليار دينار كويتي، وبلغت نسبة الإنجاز به نحو 41%، نقلة نوعية في مجال النقل في الكويت لتجعلها محوراً إقليمياً رئيساً للشرق الأوسط.
وتم وضع تصميم رئيس مرن للموقع، بحيث يكون مبنى الركاب في موقع استراتيجي قابلاً للتوسعة مستقبلاً.
ويستوعب المطار مبدئياً نحو 13 مليون راكب سنوياً مع إمكانية التوسع، ليزيد العدد إلى 25 مليون مسافر، واستيعاب 50 مليون راكب مع مزيد من التطوير.
وتأتي هذه الإنجازات في إطار تحقيق رؤية (كويت جديدة 2035) الرامية الى تحويل البلاد إلى مركز مالي وتجاري إقليمي ودولي وتسريع عجلة الاقتصاد وتعزيز دور القطاع الخاص في دعم التنمية الاقتصادية وتحقيق الهدف المنشود للقيادة السياسية.
على الصعيد الاقتصادي، دخلت الكويت لأول مرة ضمن أكثر 10 دول إصلاحا في العالم ما بين 190 دولة وقفزت الكويت 51 مركزا في مؤشر بدء النشاط التجاري وارتفعت 21 مركز في مؤشر حماية المستثمرين الاقلية.
على صعيد المشاريع المرافق العامة، قامت وزارة (الاشغال) بفرش اسفلت حوالي 531 كيلومترا في الشوارع الداخلية ل48 منطقة حلال عام 2020.
مواجهة كورونا
وتمضي الدولة في مواجهة فيروس كورونا بخطط مدروسة، وبتكاتف جميع أفراد المجتمع مع الحكومة، عازمين على الانتصار على الفيروس وهزيمته، والعودة للحياة الطبيعية، واستكمال مسيرة الإنجازات في البلاد، التي بدأت منذ يوم الاستقلال.
وانطلقت في 24 ديسمبر/كانون الأول الماضي حملة التطعيم بلقاح فيروس كورونا المستجد (كوفيد -19)، وكان الشيخ صباح خالد الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء أول من تلقى اللقاح.
كما تم إطلاق برنامج دعم وطني لمواجهة تداعيات الازمة نتج عنه تعزيز الأمن الغذائي، كما تم رفع الطاقة الإنتاجية اليومية للكمامات إلى 5 ملايين كمامة يوميا.
كما حرصت دولة الكويت على عدم التخلي عن دورها الإنساني ومواصلة جهودها الدولية خلال جائحة كورونا باعتبارها (مركزا للعمل الإنساني) وأميرها الراحل (قائدا للعمل الإنساني) عبر تقديم المساعدة للمحتاج أينما كان.
وشاركت دولة الكويت بفعالية في كل الاجتماعات الدولية على المستوى الخليجي والعربي والإسلامي والدولي وأكدت الحق في وصول اللقاح للجميع.
ومنذ فجر الاستقلال وحتى اليوم، أنجزت الكويت الكثير على طريق النهضة الشاملة، سواء على صعيد السياسة الخارجية أو الداخلية.
على صعيد الإنجازات الداخلية، أجريت في الكويت انتخابات مجلس الأمة 5 ديسمبر /كانون الأول الماضي، والتي تعد أول انتخابات تجري في عهد الشيخ نواف
ورغم ما توجهه الدولة من تحديات، تتواصل في الكويت إنجاز المشروعات التنموية العملاقة في مختلف المجالات، التي تسهم في نهضة وتنمية البلاد.
aXA6IDUyLjE1LjE3MC4xOTYg جزيرة ام اند امز