الدراما الكويتية في ميزان النقاد.. «زمن العجاج» الأكثر حضورا (خاص)
بعد مرور 10 أيام من انطلاق السباق الرمضاني 2024، ظهرت معالم وملامح الدراما العربية في هذا الموسم الذي يتسم بالتنوع والثراء.
وفي سلسلة "النقاد يقولون" قررنا التوقف أمام الدراما الكويتية، لمعرفة الأعمال البارزة، وإلقاء الضوء عليها..
وعن الدراما الكويتية في رمضان 2024، تحدث الناقد الكويتي عبدالستار ناجي لـ"العين الإخبارية" قائلا: "تزدحم الدورة الرمضانية التلفزيونية بأكبر عدد من الإنتاجات الدرامية الكويتية التى تتحرك بين مستويات عدة بعضها لا يزال يتحرك في منطقة (الصفر) بالذات الأعمال الكوميدية منها، وبعضها الآخر لا يزال يعتمد على معادلات بعيدة عن صيغ الإنتاج حيث الترويج عبر المنصات وبالذات (إكس) لتحريك وجهات النظر والشارع".
وأضاف: "الملاحظة الأكثر حضورا هي الحضور الطاغي للدراما التراثية وهذه الأخري تتفاوت بين ما هو مستعاد ومكرر، وبين ما هو ذو صيغ إنتاجية طموحة وبعضها الآخر راح يحلق بعيدا متحررا من هيمنة الميزانيات الإنتاجية (المحددة والضيقة) التى تخصصها القنوات الرسمية على وجه الخصوص".
وأضاف ناجي في حديثه :"العمل الأكثر حضورا يتمثل في المسلسل التراثي (زمن العجاج) إذ يوجد ثراء في المضامين والشخوص والدلالات والرموز والإسقاطات وأيضا الحرفة الإنتاجية وفريق العمل".
وتابع: "مسلسل (زمن العجاج) يذهب إلى منطقة مبكرة من القرن الثامن عشر (بشكل رمزي) حيث تدخل (وجدان) القادمة من الصحراء والقحط إلى تلك القرية الهادئة التى تتمتع بالخير وسرعان ما تبدأ وجدان في الدخول في تفاصيل تلك القرية وصولا إلى المختار لتحتل قلبه وتسيطر على المدينة وتبدأ في تحريك الشخوص كل حسب طموحه السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لتجد نفسها قد فرضت سيطرتها على تلك القرية التى تحولت إلى بركان من المواجهات خصوصا مع دخول الغرباء وأتباعهم".
وأوضح: "المسلسل يتميز بنص ثري وإخراج متماسك عميق ثري بالحلول وإنتاج عامر بالرؤية للتحليق بصناعة الإنتاج الدرامي إلى آفاق بعيدة، ويقود التجربة المنتج المتميز (عبدالله بوشهري) الذى راح ومنذ فترة طويلة يعزف على وتر التحرر من هيمنة الميزانيات الضيقة وشروط القنوات وظروفها إلى التفكير في تقديم خدمة إنتاجية عالية تفتح لها جميع الأبواب بالذات فيما يخص المنصات العربية والعالمية وخير مثال تجربته مع نتفليكس في مسلسل (الصفقة)".
واستكمل الناقد الكويتي عبدالستار ناجي حديثه لـ"العين الإخبارية" قائلا: "في العمل نجوم كبار ومباراة رفيعة المستوى في التمثيل، يتحرك خلالها عدد بارز من الأسماء ومن بينهم جاسم النبهان بدور (المختار) وفيصل العميري بدور (إسماعيل) ومنى حسين في أفضل أدوارها (وجدان) وهكذا الأمر مع كل من حسن إبراهيم وحسين المهدي ومصطفي اشكناني وعبير أحمد".
وأضاف ناجي: "من المسلسلات اللافتة يأتي مسلسل (زوجة واحدة لا تكفي) وبعد مرور أكثر من عشر حلقات حتى الآن، تبدو ضجة تويتر أكثر من عمق المضامين والشخوص والقضايا التى تبدو هامشية.. مجرد توليفة من الشخصيات المقحمة وغير المبررة والتي تتمحور حول شخصية ناظرة المدرسة (هدى حسين) المتزوجة من (رشيد) وهو متزوج من ثلاث أخريات دون أن تعلم، وهو أمر يجعلنا في كل حلقة أمام لحظة الاكتشاف التى يحاول الجميع إخفاءها مع ملاحظة أن جميع أفراد الأسرة يعرفون تلك الحقيقة إلا الشخصية المحورية وهو أمر لا يمكن قبوله للمعطيات التى تتمتع بها (هيلة – هدى حسين) من ذكاء وفطنة وكياسة وفهم للمتغيرات وإدارتها الحكيمة لمؤسسة تربوية كبيرة".
وتابع: "كم كنت أتمنى من هذا العمل أن يذهب إلى دراسة وتحليل التجربة التربوية بعمق ودراسة شاملة لأنها تجربة ثرية بالمضامين والإشكاليات أفضل من هوامش العلاقات الزوجية والعلاقة مع البنات".
واختتم الناقد عبدالستار ناجي حديثه قائلا: "الدراما التلفزيونية الكويتية حاضرة بقوة خلال شهر رمضان ونتوقف بالإشارة إلى مسلسلات مثل (الخن) و (يس عبدالملك) وهذا الأخير يستحق أكثر من وقفة للدراسة، فالدراما التلفزيونية الكويتية في رمضان 2024 تحلق بعيدا من خلال مسلسل (زمن العجاج) بما يقدمة من وجبة درامية عامرة".
aXA6IDE4LjIxOC4yLjE5MSA= جزيرة ام اند امز