الكويتيون يرثون «أمير التواضع».. دعاء ورجاء ومآثر طيبة
رثى أهل الكويت أميرهم الراحل الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، معددين مآثره ومناقبه، داعين له بالمغفرة والرحمة.
جاء ذلك في تغريدات فاض بها موقع التواصل الاجتماعي "إكس" (تويتر سابقا)، الذي تحول إلى «سرادق عزاء إلكتروني» مفتوح، وتصدر هاشتاغ حمل اسم الفقيد الراحل الأعلى تغريدا في الكويت والعالم.
- الكويت تشيع أميرها من مسجد بناه.. مراسم الدفن ومواعيد التعازي
- الكويت تودع أميرها.. والعالم ينعى «قائدا في زمن التحديات»
كما تحول في الوقت نفسه إلى منصة إلكترونية لمبايعة أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح على السمع والطاعة، مؤكدين أنه خير خلف لخير سلف، داعين الله أن يعينه على استكمال مسيرة العطاء من أجل مصلحة البلاد والعباد.
ووافت المنية اليوم السبت أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح عن عمر يناهز 86 عاما إثر وعكة صحية، بعد 3 أعوام من توليه مقاليد الحكم في البلاد.
وعقب وفاة أمير الكويت الراحل، نادى مجلس الوزراء بولي عهده الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أميرا للبلاد.
يأتي ذلك عملا بأحكام الدستور والمادة الرابعة من القانون رقم 4 لسنة 1964 في شأن أحكام توارث الإمارة، التي تنص على أنه "إذا خلا منصب الأمير نودي بولي العهد أميرا".
ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمة (البرلمان) جلسة خاصة ليؤدي الأمير اليمين الدستورية أمامه، حتى يتولى مهامه رسميا، حيث تنص المادة 60 من الدستور على أن الأمير يؤدي قبل ممارسة صلاحياته في جلسة خاصة لمجلس الأمة اليمين الآتية: "أقسم بالله العظيم أن أحترم الدستور وقوانين الدولة، وأذود عن حريات الشعب ومصالحه وأمواله وأصون استقلال الوطن وسلامة أراضيه".
عزاء ومبايعة
وعقب الإعلان عن وفاة الأمير الراحل، ومنادة مجلس الوزراء بولي عهده أميرا للبلاد، فاض موقع "إكس" في الكويت بتغريدات العزاء والمبايعة.
ضمن المعزين، غرد عضو مجلس الأمة ورئيسها السابق مرزوق الغانم، ناعيا أمير البلاد الراحل، قائلا :"إنا لله وإنا اليه راجعون، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم، ولا راد لقضاء الله وقدره بقلوب يعتصرها الحزن، وبنفوس مؤمنة بقضاء الله وقدره، ننعى أميرنا ووالدنا، وحاكم دولتنا وحكيمها الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، لشعبنا وللشعوب العربية والإسلامية وللعالم".
وابتهل بالدعاء له بالمغفرة قائلا "اللهم إنه حط رحاله عندك.. فأكرم وفادته.. ووسع مدخله.. فاللهم اغفر له وارحمه، وارفع درجته، وأعظم أجره، وأتمم نوره، وأفسح له في قبره، وألحقه بنبيه. واجعل مثواه الفردوس الأعلى من الجنة.. آمين".
ثم غرد مبايعا الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح ، قائلا "نُبايعك على السّمع والطاعة. نسأل الله العلي القدير أن يحفظ الكويت وشعبها وأن يمكن لها سبل الازدهار والنماء والصلاح تحت ظل قيادة سموكم حفظكم الله ورعاكم وأن يمتع سموكم بالعمر المديد والعيش الرغيد وبموفور الصحة ودوام العافية لتكملوا مسيرة البناء والنھضة لوطننا المعطاء التي بدأها حكام دولة الكويت من الأسرة الحاكمة الكريمة، وأن يتحقق في عهدكم كل ما يتطلع إليه الشعب الكويتي من آمال وتطلعات، وأن يعين سموكم إلى طريق الخير الفياض والعطاء الدائم للوطن إنه سميع مجيب الدعاء".
بدروه، غرد الإعلامي محمد أحمد الملا معزيا في أمير البلاد الراحل، قائلا "نتقدم بخالص التعازي وصادق المواساة للكويت ولأسرة الصباح الحاكمة الكريمة ولأبناء المغفور له.. تعجز الكلمات عن رثاء هذا الرجل الطيب الحكيم إنا لله وإنا إليه راجعون".
وأردف داعيا له بالمغفرة والرحمة: "اللهم اغفر وارحم أميرنا ووالدنا وحبيبنا الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، وعافه واعف عنه، وأكرم نزله، ووسع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدَّنَس.. اللهم تقبله بقبول حسن، اللهم ثبته عند السؤال وأسكنه الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.. وإنا لله وإنا إليه راجعون".
ثم غرد الإعلامي محمد أحمد الملا مبايعا أمير الكويت الجديد، قائلا :"سمعاً وطاعة لأمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد".
معزيا ومبايعا أيضا، غرد عضو مجلس الأمة عادل الدمخي، قائلا "رحم الله أميرنا الشيخ نواف الأحمد الصباح أمير العفو وأمير التواضع من أحببناه وأحبنا، من عرفناه بالصلاح والخير، نسأل الله أن يسكنه فسيح جناته، ونعزي الشعب الكويتي الكريم وولي عهده الأمين ورئيس الوزراء وآل الصباح الكرام بوفاته ونجدد العهد والولاء للشيخ مشعل الأحمد الصباح".
بدورها، غردت صفاء الهاشم، عضو مجلس الأمة سابقا، قائلة "إنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولاقوة الا بالله".
وأردفت معددة مآثر ومناقب الفقيد الراحل: "يشهد الله أنك كنت نعم القائد الحنون المحب للكويت ولأهلها.. ما شفنا منك إلا كل محبة ورعاية، ربي يجعل كل ما مررت به من مرض ومعاناة رفعة لك في جناته ونعيمه يا غال.. ويجمعك بمن أحببت في أمان الله وحفظه يا حبيب الكويت والكويتيين".
ثم أعلنت مبايعة الشيخ مشعل على السمع والطاعة، قائلة "لك السمع والطاعة طويل العمر، نبايعك على الولاء والوفاء وعلى العهد والوعد ياسمو الأمير.. اللهم وفقه بما تحب وترضى وخذ بناصيته إلى البر والتقوى وهيئ له البطانة الصالحة".
دعوات بالرحمة والمغفرة
وفاض موقع "إكس" (تويرت سابقا) بابتهال المغردين لله أن يغفر لأمير الكويت الراحل ويدخله فسيح جناته.
وغرد الداعية الكويتي مشاري راشد العفاسي، قائلا "أميرنا في ذمة الله.. اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس".
بدوره، قال الشاعر الكويتي حامد زيد "اللهم اغفر له واعفُ عنه وتقبله بواسع رحمتك، واجمعنا به في الفردوس الأعلى وعظّم أجرنا فيه وواسنا وصبّر قلوبنا. إنا لله وإنا اليه راجعون ولا حول ولا قوّة إلا بالله".
في السياق نفسه، غرد أحمد الميموني عضو جمعية حقوق الإنسان، حيث نشر صورة للكرسي الذي اعتاد أمير البلاد الراحل الجلوس عليه خلال صلاته في مسجد بلال بن رباح الذي بناه على نفقته، والمصحف الذي اعتاد قراءة القرآن منه، وغرد قائلا: "مصحف الشيخ نواف الأحمد الصباح وكرسيه في مسجد بلال بن رباح الله يعلي درجته ويجعل الفردوس الأعلى مثواه ومستقره".
سيرة حافلة
ورحل الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح عن عالمنا اليوم السبت مختتما رحلة حافلة بالعطاء ومسيرة زاخرة بالإنجازات، تسجل بأحرف من نور جهودا بارزة قضاها على مدار 61 عاما في خدمة بلاده ودفاعا عن قضايا أمته ودعم الأمن والاستقرار حول العالم.
وكشف وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ محمد عبدالله المبارك الصباح بأن صلاة الجنازة على جثمان الفقيد ستقام في مسجد بلال بن رباح بمنطقة الصديق يوم غد الأحد الساعة التاسعة صباحا.
وبين أن "الحضور في مراسم دفن جثمانه الطاهر الثرى سيقتصر على أقربائه فقط"، داعيا الله أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ومغفرته وأن يسكنه فسيح جناته.
ويعد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أحد مؤسسي الكويت الحديثة الذين أسهموا في إرساء دعائم الدولة وشاركوا في عمليات النهضة والبناء والتنمية التي شهدتها البلاد عقب الاستقلال في 19 يونيو/حزيران 1961.
بدأت مسيرة عطائه بتوليه منصب محافظ حولي في 12 فبراير/شباط 1962 بعد عام واحد من الاستقلال، ثم تولى عددا من الحقائب الوزارية بينها الداخلية والدفاع والشؤون الاجتماعية والعمل، وترك فيها جميعا بصمات واضحة وإنجازات بارزة.
سيرة حافلة بالإنجازات، دفعت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت الراحل إلى تزكيته لولاية العهد في 7 فبراير/شباط 2006، نظرا إلى ما عهد فيه من صلاح وجدارة وكفاءة تؤهله لتولي هذا المنصب، ليظل على مدى 15 عاما خير عضد ومساعد للشيخ صباح في استكمال مسيرة البناء والنهضة التي تشهدها الدولة.
وأكمل تلك المسيرة بعد توليه مقاليد الحكم، خلفا لأمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في 29 سبتمبر/أيلول 2020، ليكون الحاكم السادس عشر للبلاد.
وتولى الشيخ نواف مقاليد الحكم في مرحلة مليئة بالتحديات، أبرزها انتشار جائحة كورونا، وتراجع أسعار النفط، إلا أنه تعهد عقب توليه الحكم أن يبذل غاية جهده وكل ما في وسعه "حفاظًا على رفعة الكويت وعزتها وحماية أمنها واستقرارها وضمانة كرامة ورفاه شعبها".
واختتم رحلة عطائه بعفو أميري أبوي صدر قبل أسبوعين من وفاته عن بعض المواطنين ممن صدرت في حقهم أحكام، في عفو لم يكن الأول من نوعه في عهده، في مكرمة تأتي ترسيخا لما جُبل عليه حكام الكويت من قيم التسامح والتسامي.