المخرجة شهد أمين لـ"العين الإخبارية": بطلة "سيدة البحر" تشبهني
"العين الإخبارية" أجرت حوارا مع شهد أمين مخرجة الفيلم السعودي "سيدة البحر" الذي يعرض ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي
أثار الفيلم السعودي "سيدة البحر"، للمخرجة شهد أمين، جدلا كبيرا منذ عرضه الأول ضمن أسبوع النقاد في مهرجان فينيسيا السينمائي، وحصده جائزة "فيرونا" عن فئة الفيلم الأكثر إبداعاً.
ويحكي الفيلم، الذي حصد "التانيت البرونزي" في أيام قرطاج السينمائية، وثلاث جوائز في مهرجان الرباط بالمغرب، أسطورة عن فتاة صغيرة شجاعة وصلبة الإرادة، تُقرر اختيار مصيرها بنفسها، فتتحدى أسرتها وتثور على تقاليد قريتها الظالمة، التي تفرض تقديم الإناث من أطفالها إلى مخلوقات غريبة تعيش في المياه المجاورة.
والفيلم الذي يعرض بالدورة الـ41 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، هو الروائي الطويل الأول للمخرجة السعودية شهد أمين، التي درست السينما في "مدرسة متروبوليتان السينمائية" في لندن.
"العين الإخبارية" أجرت حوارا مع شهد أمين، التي أخرجت أفلاما قصيرة عدة، مثل "موسيقانا"، "نافذة ليلى" و"حورية وعين"، الذي يناقش موضوع فيلمها الطويل ذاته. وإلى نص الحوار:
ما الهدف من طرح هذا الموضوع؟
منذ سنوات كنت أكتب مذكرات خاصة عبارة عن تصورات حول شخصية فتاة تحاول الخروج من نسق المجتمع المفروض عليها، وبدأت فكرة فيلم قصير عن حورية من البحر تسير عكس التيار، ويصطادها الرجال ويقطعونها نصفين، وقدمت الفيلم القصير "حورية وعين" بطولة الممثلة بسومة، وفكرته تدور حول حنان التي تشاهد والدها يقطع حورية من البحر نصفين.
بعد ذلك حولت الفيلم القصير لطويل حرصا على الفكرة، ففي رأيي كان لا بد أن تقطع البطلة "حياة" الحورية وليس الرجل، إذ إنها تحارب جسدها الذي يراه المجتمع مرفوضا وحراما، وبدأت رحلتها مع حب جسدها وتعلم تقبل الواقع والتمرد عليه في الوقت نفسه.
اخترت أسلوب الفانتازيا لطرح فكرتك، لماذا؟
سعيت منذ البداية لصناعة فيلم خاص بصريا، وقليل الحوار قدر المستطاع. هدفي هو اللغة البصرية البحتة بأسلوب شاعري، كما أن طرح فكرة امرأة أو فتاة سعودية موضوع عادي في مجتمعنا الآن، لكن الرحلة الداخلية للفتاة كانت هي ما تعنيني، فهي قريبة جدا مني شخصيا وتشبهني، فشغلني منذ سن البلوغ التعرف على جسدي مثل بطلة الفيلم، وفهم هذا العالم الذي حولي، لذلك خرج الفيلم من أعماقي.
إغراق البطلة في الماء محبطة، لماذا كانت هذه النهاية؟
النهاية بها حرية واضحة وليست محبطة، فمصيرها بالغرق في البحر هو نوع من التحرر، والمياه تمثل الأنوثة حيث تخرج منها وتجتاح القرية، وأصبح هناك تقبل لجسدها مثلما فرضت تقبل العالم لها.
حدثينا عن المعوقات التي واجهتك في إنتاج الفيلم؟
كثيرون لم يتحمسوا للفيلم، لكني بدأت التصوير في 2014 بعد تحمس شركة "إيمج نيشن أبوظبي" الإماراتية للعمل رغم تعودها على تقديم أفلام تجارية أكثر، كما شارك العراقي محمد الدراجي في مرحلة ما بعد الإنتاج وساعدني أيضا في تشكيل الصورة، وإنتاج الأغاني التي صُنعت خصيصا للفيلم.
لماذا اخترت سلطنة عمان لتصوير الفيلم؟
كنا نبحث مع المنتجة الأردنية رولا ناصر عن مناطق ملائمة في العقبة وعند البحر الميت، لكن لم تكن هناك قرى قديمة، ثم بحثنا في السعودية بجزيرة "فارسان" عن قرية قديمة ولم نجد لأن معظمها هدمت، ثم وصلنا لمنطقة "مسندم" بعمان بوادي يسمى "كومزار"، وقتها أدركت أن هذه هي المنطقة التي كتبت الفيلم لها.
لماذا قدمت الفيلم بالأبيض والأسود؟
في البداية كانت الفكرة بالألوان ثم فكرنا أن نعرض العمل بالأبيض والأسود، لأنها ذات تأثير جيد، خصوصا أن الفترة الافتراضية تاريخيا قديمة.
وماذا عن اختيارك للممثلين؟
اختياري كان من منطلق الملائمة للدور، فشخصية "حياة" قدمتها السعودية بسيمة حجار، ووالدها هو الممثل السعودي يعقوب يوسف، وهو ممثل تلفزيوني ومسرحي جيد، إضافة للأم الإماراتية فاطمة الطائي، والممثل الفلسطيني أشرف برهومي.
هل تتوقعين أن ينعكس الانفتاح السعودي على عرض أفلامك في المملكة؟
بالتأكيد، هناك دعم للسينما وللفن في السعودية حاليا، وأتوقع عرض أفلام المخرجين السعوديين في المملكة، وإن لم يتحدد الموعد حتى الآن.
ما احتياجات السينمائيين من الدولة السعودية؟
الدعم المادي مهم جدا، لكن الأهم أن يكون لدينا هوية في أعمالنا، فنحن أمام فرصة تاريخية ولا بد أن تكون أفلامنا لها هوية ومرتبطة بمشاكلنا وبالمجتمع السعودي، وأتمنى أن نكون على قدر المسؤولية.
ما تفسيرك لنجاح المرأة السعودية تحديدا في هذا المجال؟
أعتقد أن سبب ذلك تصالحنا كنساء مع أنفسنا، والأمر ينطبق على هيفاء المنصور وعهد كامل، وأذكر أني قدمت في أول 5 سنوات أفلاما كنت أقول عن نفسي إني كاذبة، لكن الآن لا بد أن نكون صادقين مع أنفسنا، وربما هذا هو سبب النجاح، وأنا شخصيا مؤمنة وفخورة بقدرة النساء على التميز وفرض أنفسهن في مجال السينما.
وماذا عن مشروعك المقبل؟
أجهز حاليا لتصوير فيلم داخل السعودية، وتدور الأحداث بين مكة والمدينة وتحكي قصة بحث فتاة عن شقيقتها المفقودة، ومن خلال استعراض خبايا المجتمع نتعرف على أسباب هذا الاختفاء.
aXA6IDMuMTM2LjIzNi4xNzgg جزيرة ام اند امز