لمياء بومهدي لـ«العين الرياضية»: أحلم بالوداد والرجاء.. وحكيمي أفضل من صلاح
صنعت المدربة المغربية لمياء بومهدي الحدث مؤخرا، عندما قادت فريق مازيمبي الكونغولي للفوز بدوري أبطال أفريقيا للسيدات 2024.
وتغلب الفريق الملقب بـ"الغربان" في المباراة النهائية لأمجد البطولات القارية للسيدات على الجيش الملكي المغربي بهدف دون رد.
وتولت المدربة المغربية مهمة تدريب الفريق الكونغولي في عام 2022، وأشرفت في الوقت ذاته على مدرسة كرة القدم الخاصة بتكوين اللاعبات الشابات.
واشتغلت قبلها في الإدارة الفنية التابعة للجامعة الملكية المغربية، حيث تولت مهمة تكوين المدربات الشابات بجانب العمل على تطوير الكرة النسائية في المغرب.
وتولت لمياء بومهدي تدريب مختلف منتخبات الفئات السنية لمنتخبات سيدات الأطلس، كما تولت تدريب المنتخب الأول عامي 2019-2020.
ونجحت الأخيرة في الحصول على جميع دبلومات الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف)، بما في ذلك شهادة "كاف ب" التي تسمح لها بتدريب الفرق الرجالية.
وقبل اقتحامها عالم التدريب، كانت لمياء بومهدي لاعبة مميزة مع فريق يوسفية برشيد، وهو الفريق الذي توجت معه بالدوري المغربي للسيدات في 4 مناسبات.
كما حملت قميص مختلف منتخبات المغرب في عدة مناسبات، وتوجت مع فئة الشابات تحت 19 عاما بلقب كأس اتحاد شمال أفريقيا.
وفي مقابلة خاصة مع "العين الرياضية"، تحدثت المدربة المغربية عن مغامرتها التدريبية مع مازيمبي، وكيفية مساهمتها في فوز الفريق الكونغولي لأول مرة في تاريخه بلقب دوري أبطال أفريقيا للسيدات.
كما كشفت عن العوامل التي تقف وراء نجاح المرأة المغربية في كرة القدم الأفريقية، وتحقيقها عدة إنجازات تاريخية خلال السنوات الأخيرة، فضلا عن السر الكامن وراء النهضة التي تعيشها كرة القدم المغربية على جميع الأصعدة.
وتحدثت لمياء بومهدي أيضا عن الفريق الرجالي الذي تتمنى تدريبه في المغرب وفي العالم، فضلا عن الإضافة التي بإمكانها تقديمها لمنتخب المغرب للرجال في حالة الاستعانة بخدماتها.
وفي سياق آخر، تحدثت المدربة المغربية عن حظوظ الأندية العربية في بطولة كأس العالم للأندية بجانب اللاعب العربي الأفضل في الوقت الحالي حسب وجهة نظرها.
مغامرة ملهمة مع مازيمبي
أبدت لمياء بومهدي سعادتها الكبيرة بالإنجاز الذي حققته مع مازيمبي في بطولة دوري أبطال أفريقيا للسيدات، حيث قالت في هذا الصدد: "أشعر بفخر كبير بعد مساهمتي في فوز الفريق الكونغولي بلقبه الأول في المسابقة القارية".
وتابعت قائلة: "أعتقد أنني قدمت إضافة كبيرة سواء تعلق الأمر بالجوانب التكتيكية أو النفسية، كما نجحت في إيجاد التوليفة المناسبة التي سمحت لنا بدخول تاريخ كرة القدم الأفريقية".
وأضافت: "من حسن حظي أنني أعرف الفريق بشكل جيد، حيث قمت في عدة مناسبات بتحليل مبارياته من الناحية الفنية أثناء عملي كمحاضرة في الاتحاد الأفريقي لكرة القدم".
وأتمت: "لم أجد صعوبة في التأقلم مع الأجواء في دولة الكونغو الديمقراطية، خاصة أنني وجدت مساندة كبيرة من قبل رئيس النادي مويز كاتومبي، وأيضا مديرة الفريق الإيطالية".
الشخصية القوية وراء توهج المرأة المغربية
وبخصوص النجاحات التي حققتها المرأة المغربية مؤخرا في كرة القدم الأفريقية، قالت المدربة الصاعدة: "أعتقد أننا نحن الرياضيات المغربيات نملك شخصية قوية كما نسعى دائما للتطور واكتساب مهارات جديدة".
وتابعت بالقول: "الحكمة بشرى كربوبي مثلا تقوم بشكل دوري بتحضيرات بدنية قوية وهو ما سمح لها بمنافسة الحكام الرجال في بطولة قوية مثل كأس أمم أفريقيا، وأعتقد أن تواجدها ضمن طاقم المباراة النهائية لنسخة عام 2021 من المسابقة لم يكن وليد الصدفة".
وختمت: "أعتقد أن المرأة المغربية قادرة على مواصلة التألق في كرة القدم الأفريقية في المستقبل، خاصة أنها تملك إمكانات كبيرة وتجد تشجيعا كبيرا من قبل جميع الأطراف في المغرب".
رؤية سياسية وتطور البنية التحتية
وفي السياق ذاته، كشفت لمياء بومهدي عن السر الكامن وراء النهضة الكبيرة التي عاشتها المملكة المغربية طوال السنوات الأخيرة والمتواصلة حتى اليوم.
وقالت بخصوص هذا الموضوع: "هناك رؤية سياسية واضحة من قبل الملك محمد السادس الذي وضع كرة القدم والرياضة بصفة عامة ضمن أولوياته، ومهّد لهذه النهضة عبر جملة من القرارات الاستراتيجية".
وتابعت: "فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية، نجح في تطبيق السياسة الكروية كأفضل ما يكون، ولعب دورا كبيرا في توهج مختلف منتخبات المغرب لكرة القدم الرجالية والنسائية".
وأتمت: "أعتقد أن إنجاز منتخب الرجال بالوصول لنصف نهائي كأس العالم 2022 لن يبقى يتيما وسنشهد في الفترة المقبلة ملاحم كروية جديدة".
أحلم بتدريب الوداد والرجاء
وبخصوص الفريق الرجالي الذي تتمنى تدريبه قالت المدربة المغربية: "حلم تدريب الرجاء أو الوداد يراودني، ولم لا فقد أنجح في كتابة التاريخ مع أحدهما سواء على الساحة المحلية أو الخارجية؟".
وواصلت حديثها بالقول: "أحلامي لا حدود لها، وفكرة تدريب أحد الفرق الكبرى في أوروبا تظل أيضا مطروحة بالنسبة لي".
قادرة على إفادة "أسود الأطلس"
في إجابة عن سؤال وجه لها بخصوص الإضافة التي بإمكانها تقديمها لمنتخب المغرب للرجال لو تمت الاستعانة بخدماتها، قالت لمياء بومهدي: "التواجد ضمن الجهاز الفني لأسود الأطلس قد يسمح لي بإبرازي قدراتي، خاصة أنني أعتبر نفسي متشبعة بالجوانب التكتيكية التي تمثل نقطة قوتي الأولى".
وتابعت قائلة: "أسعى دائما لمواصلة تكوين نفسي وأتيحت لي فرصة متابعة عدة دورات تكوينية في البرتغال وفي كامل أرجاء أوروبا سمحت لي بالاطلاع على آخر المستجدات في عالم التدريب".
مهمة صعبة للعرب في مونديال الأندية
وتعتقد المدربة المغربية أن مهمة الأندية العربية لن تكون سهلة في بطولة كأس العالم للأندية 2025 التي ستحتضنها الولايات المتحدة الأمريكية انطلاقا من شهر يونيو/حزيران المقبل.
وقالت في هذا الصدد: "الوداد والعين وضعتهما القرعة في مجموعة الموت، في حين يحتاج الترجي لتقديم أفضل مستوياته لتحقيق نتائج إيجابية في مجموعته".
وتابعت: "في المقابل، أعتقد أن الهلال والأهلي بإمكانهما الذهاب بعيدا في البطولة شريطة لعبهما على حقيقة مستواهما".
حكيمي الأفضل دون منازع
وبخصوص أفضل لاعب عربي في الوقت الحالي، اختارت لمياء بومهدي مواطنها أشرف حكيمي، حيث قالت: "بالنسبة لي هو الأفضل على جميع المستويات، أنا معجبة بقدرته الفائقة على تكرار المجهود البدني بالإصرار والقوة ذاتهما طوال المباراة.. ما يقوم به مع باريس سان جيرمان الفرنسي ومنتخب المغرب أمر مذهل، وهو بمثابة الإعجاز".
وأتمت بالقول: "أعتقد أن حكيمي هو أفضل لاعب عربي حاليا، وهو يتفوق على المصري محمد صلاح والجزائري رياض محرز".