الفنانة المغربية لطيفة أحرار لـ"العين الإخبارية": الفن يتجاوز الحدود
الفنانة المغربية لطيفة أحرار تتحدث عن عضويتها بلجنة تحكيم مهرجان الدار البيضاء للفيلم العربي وعن رؤيتها للتعاون بين السينمائيين العرب
تعد الفنانة لطيفة أحرار واحدة من نجمات السينما والمسرح والتليفزيون في المغرب، حيث قدمت العديد من الأعمال المهمة على الشاشة الفضية، مثل "عود الريح" و"جوهرة بنت الحبس" و"الرجل الذي باع العالم"، وإلى جانب شهرتها كممثلة فهي أيضا مخرجة مسرحية وأستاذة في التعبير الجسدي بالمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي بالمغرب.
وشاركت لطيفة أحرار مؤخرا في عضوية لجنة تحكيم مهرجان الدار البيضاء للفيلم العربي، التي ترأسها المخرج الجزائري الكبير أحمد راشدي، وضمت في عضويتها أيضا النجمة اللبنانية كارمن لبس، والسيناريست المصري تامر حبيب، والناقد البحريني حسن حداد.
وفي حوارها مع "العين الإخبارية" تتحدث لطيفة أحرار عن تجربتها في عضوية لجنة تحكيم مهرجان الدار البيضاء للفيلم العربي، وتقييمها للأفلام التي شاركت في المسابقة الرسمية، وتكشف عن رؤيتها للتعاون الذي يمكن أن يحدث بين السينمائيين العرب، وكذلك رؤيتها لواقع السينما المغربية حاليا.
ما انطباعاتك عن مشاركتك في عضوية لجنة تحكيم الدورة الأولى لمهرجان الدار البيضاء للفيلم العربي؟
المشاركة في أي لجنة تحكيم هو تشريف، ولكنه تكليف أيضا، حيث يكون على عاتقي مسؤولية مشاهدة الأفلام ومحاولة الآخذ بعين الاعتبار المجهود الذي يقوم به المبدع.
كان لدي مشاركات عديدة في لجان التحكيم سواء في مهرجانات السينما أو المسرح أو الدراما التليفزيونية، ولكن هذا المهرجان تحديدا له خصوصية بالنسبة لي، وأشكر الصديقة فاطمة النوالي مديرة المهرجان على فكرة إقامة مهرجان للفيلم العربي بالدار البيضاء، ولجنة التحكيم في هذا المهرجان رائعة، خاصة أنها برئاسة المخرج الجزائري الكبير أحمد راشدي الذي التقيته عام 2010 في مهرجان سينما المؤلف في الرباط، لكن كان المهرجان فرصة للقاء زملائي أعضاء اللجنة للمرة الأولى في الدار البيضاء، وهم السيناريست تامر حبيب والفنانة كارمن لبس والناقد حسن حداد، وهي لجنة رائعة، وكنا نتناقش حول الأفلام بشكل فيه كثير من التخصص، وكنا نختلف في وجهات النظر ولكن دائما كان هذا الاختلاف بحب وتقدير متبادل.
ما تقييمك للأفلام التي شاركت في مسابقة المهرجان بشكل عام؟
المخرجون العرب أصبح لديهم طفرة ويحاولون خلق أسلوب خاص بهم، وما أعجبني في هذه الدورة هو "الثيمات" المتعددة التي تخص كل بلد عربي على حدة، وشعرت أن الإرهاصات الخاصة بكل مخرج كأنها تعبر عن بلده، كما أعجبني اهتمام المخرجين بالأدب والموسيقى، حيث تميزت الأفلام بالانفتاح على فنون وعوالم أخرى، بالطبع كان هناك تفاوت في المستوى يعبر عن تاريخ السينما في كل بلد من البلاد المشاركة، ولكن الجميل هو ذلك التجمع الثقافي والفني الذي يجعلنا نكتشف العالم العربي من جديد من خلال السينما.
هل تعتقدين أن هناك إمكانية لتعاون بين السينمائيين العرب، أم سيظل الإنتاج يعبر عن هوية كل دولة بمفردها؟
كانت هناك محاولات سابقة جمعت بين فنانين عرب، مثل محاولات الراحلين مصطفى العقاد وعبدالله المصباحي، وأعتقد أن التعاون يجب ألا يقتصر على الاستعانة بكاتب أو مخرج أو ممثل، بل لابد أن يكون هناك رؤية شاملة للتعاون، وهذا ربما يحدث حاليا في التليفزيون والأغاني والفيديو كليب، حدث ذلك في السينما خلال الأربعينيات والخمسينيات مثلا، حيث كان هناك فنانون لبنانيون وسوريون كثيرون موجودون في مصر، والآن الخريطة الفنية أكثر انفتاحا لأنها تسمح بالتواصل المباشر مع الفنانين ولكن ينقصها الإرادة الفنية، وأعتقد أنها سهلة الحدوث، وهذا التعاون مثلا يحدث حاليا في الخليج ما بين البحرين والسعودية والإمارات والكويت.
كيف ترين واقع السينما المغربية حاليا؟
السينما المغربية فيها حركة كبيرة جدا سواء من جانب المخرجين والمخرجات والمؤلفين، وهناك أيضا طفرة نوعية جميلة في الموضوعات، وفي آلية العمل، كما أن هناك مدارس متعددة يأتي منها المخرجون المغاربة، سواء المدرسة الفرنسية أو الإيطالية أو الأمريكية أو الروسية أو الإنجليزية، والجميل أن اللغة السينمائية في المغرب حاليا صارت تحقق طفرة كبيرة في المهرجانات الدولية مثل "برلين" و"تورنتو" و"كان"، وكذلك في المهرجانات الأفريقية وبمنطقة الشرق الأوسط، وحتى الموضوعات أصبحت تتطرق للمسكوت عنه، فهناك شجاعة في التعبير عن بعض الموضوعات.
هل يمكن أن تكون اللهجة عائقا أمام انتشار الفيلم المغربي عربيا؟
كل من يقول ذلك هو كسول، أو ليس لديه رؤية سينمائية، فالسينما تعتمد على الصورة والإحساس، واللغة موجودة في الحوار ولكن قبل أن أسمع الحوار هناك إحساس وحركة وصورة، والفن عموما يتجاوز حدود اللغة والجغرافيا، واللهجة المغربية مثل أي لهجة أخرى، وأنا مثلا أفهم جميع اللهجات لأن لدي استعداداً للتعلم واستعدادا لفهم الآخر، والشعب المغربي يتحدث لهجات عديدة ولغات مختلفة.
ما جديد نشاطك الفني؟
حصلت مؤخرا على درجة الماجستير في الإخراج السينمائي الوثائقي، وأشارك حاليا في برنامج اكتشاف المواهب "ستاند أب"، وبعد ذلك سأقوم بجولة فنية لعرض مسرحية "المبروك"، ولدي أيضا عرض لتقديم مسلسل في رمضان المقبل ولم أتخذ قرارا نهائيا بشأنه سواء بالموافقة أو الرفض.