"فوانيس" غسان كنفاني تضيء القدس في ذكرى رحيله
كنفاني، المولود في عكا عام 1936، كتب "القنديل الصغير" لابنة أخيه لميس التي ماتت معه في تفجير سيارة بلبنان في يوليو 1972.
في الذكرى السابعة والأربعين لرحليه، يطل الصحفي والكاتب الفلسطيني غسان كنفاني من جديد في القدس بعرض مسرحي غنائي مأخوذ عن عمله "القنديل الصغير"، يعرض لأول مرة في المدينة.
وبدأ مركز يبوس الثقافي في القدس، الأربعاء، تقديم مسرحية "الفوانيس" التي تدور أحداثها حول وصية يتركها الملك لابنته الأميرة مفادها أنه إذا أرادت أن تصبح ملكة فعليها أن تجعل الشمس تدخل إلى القصر.
العرض من إخراج فرناندو نوبي وإدوارد معلم، وكتب له السيناريو وسيم الكردي، ووضع الموسيقى سهيل خوري، وصمم الديكور ماجد الزبيدي، وكانت الأزياء من تصميم حمادة عطا الله.
ووصل العرض إلى القدس بعد 15 عاما من تقديمه في رام الله، حين قدمه وقتئذ المعهد الوطني للموسيقى.
وكان كنفاني، المولود في عكا عام 1936، قد كتب "القنديل الصغير" لابنة أخيه لميس التي ماتت معه في تفجير سيارة بلبنان في الثامن من يوليو/تموز 1972.
ويشير التعريف المطبوع بالمسرحية إلى أن "قصة القنديل الصغير هي أول عمل يكتبه للأطفال".
ولتقديم العرض المسرحي، وقف 40 طفلا وفتى تتراوح أعمارهم بين 8 سنوات و18 سنة على خشبة مسرح مركز يبوس الثقافي القريب من أسوار البلدة القديمة في مدينة القدس يرافقهم 33 عازفا من أوركسترا المعهد الوطني للموسيقى.
وتنقل الفتية بين 28 لوحة فنية تنوعت فيها الألحان الموسيقية بين الشرقية والغربية والإضاءة الحديثة المتقنة.
وعمل الفنان محمد عاموس على رسم لوحة فنية كخلفية للمسرح يظهر فيها رسم للشمس والجبال لتعبر عما تدور حوله المسرحية.
وتولى الموسيقار الفرنسي أورليان بلو قيادة الأوركسترا التي كان من بين أعضائها أربعة أجانب إضافة إلى 28 فلسطينيا.
وقال الموسيقار سهيل خوري بعد عرض تجريبي حضره عدد من الصحفيين وأقارب المشاركين فيه: "نعود لتقديم العمل مرة أخرى بعد 15 عاما مع أطفال جدد خضعوا لأكثر من سنة ونصف من التدريب".
وأضاف: "نقدم هذا العمل اليوم في مكان مخصص لعرض المسرحيات الغنائية، حيث هناك حجرة أسفل المسرح لتعزف فيها فرقة الأوركسترا".
وأوضح خوري أن فكرة العمل "بدأت في 1994 وبدأ العمل عليها لمدة عشر سنوات بشكل متقطع، قبل أن يقدم العرض الأول عام 2004، وبعد 15 عاما نعود لتقديم العمل مرة أخرى".
وتحدث عن صعوبة تلحين النص النثري الذي كان بمثابة تحد، وقال: "شاهدنا اليوم النتائج على الأرض وهذا العرض الرائع للأطفال على خشبة المسرح.. يمكننا القول إننا نؤسس لمسرح غنائي، سنعمل ليكون لدينا عرض سنوي على الأقل".
ووصف المخرج إدوارد معلم المسرحية بأنها تجربة مهمة للمشاركين فيها، وأضاف: "نحتاج إلى عمل بشكل مشترك بين مختلف المؤسسات الثقافية التي تعمل في مجال الموسيقى والغناء والرقص لنؤسس مسرحا غنائيا فلسطينيا".
ويستمر عرض المسرحية في مركز يبوس الثقافي للجمهور من 13 إلى 20 يوليو/تموز 2019.
وقالت رانيا إلياس مديرة المركز: "هذا العمل يحمل رسالتين، الأولى أن نقدم مسرحا غنائيا بطريقة محترفة من حيث الإنتاج والإخراج والتمثيل والإضاءة والملابس".
وتابعت "الثاني، نريد زرع القيم بالفتية المشاركين من خلال قصة غسان كنفاني وما تضمنته عن الوحدة والحرية والعمل الجماعي".