ثاني أكبر مصانع أوروبا للألومنيوم يغلق أبوابه.. صدمة الطاقة تتمدد
قررت شركة ألكوا (Alcoa) وقف إنتاج الألومنيوم الأولي في مصنعها في إسبانيا لمدة عامين، بسبب ارتفاع أسعار الطاقة في أوروبا.
وجاء الإيقاف في ثاني أكبر مصنع للألومنيوم بأوروبا بعد ارتفاع تكاليف الطاقة إلى مستويات قياسية جديدة الأسبوع الماضي، مما وضع الصناعات الثقيلة تحت ضغوط مالية متزايدة بحسب ما ذكرت وكالة بلومبرج.
أحدث الضحايا
وبذلك يكون مصنع ألكوا أحدث ضحايا ارتفاع أسعار الطاقة في أوروبا، وكانت شركة ألومنيوم دنكيرك إنداستريز فرنسا (Aluminium Dunkerque Industries France)، أكبر مصهر للمعدن في المنطقة، قد قلص إنتاجه هو الآخر في وقت سابق من هذا الشهر لنفس السبب.
وبحسب متحدثة باسم الشركة، فقد رحّبتْ "ألكوا" بتصويت أغلبية العمال في مصنع سان سيبريان في جاليسيا لدعم اقتراح وقف الإنتاج حتى نهاية عام 2023.
وقالت إن الخطة توفر فرصة لمستقبل قابل للحياة للمصنع المضطرب. حيث تحاول "ألكوا" منذ سنوات إغلاق العمليات، قائلة إن مصنع الصهر "غير قادر على المنافسة".
ورغم توقف الإنتاج فأن مصنع الصهر سيستمر في إمداد العملاء الاستراتيجيين في الصناعات الدوائية والغذائية من خلال إعادة صهر الألومنيوم، مع زيادة إنتاج القضبان إلى 65,000 ألف طن سنوياً، وإنتاج أكثر من 25,000 ألف طن من ألواح الألومنيوم. وخلال فترة التوقف، وافقت "ألكوا" على الاستمرار في دفع رواتب العمال وعدم تسريحهم من الوظائف.
تآكل الربحية
ورغم ارتفاع أسعار الألومنيوم أكثر من 40٪ هذا العام، فإن تلك الربحية تتآكل بسبب الارتفاع الكبير في أسعار الطاقة.
وقال دنكان هوبز، محلل معادن في شركة "كونكورد ريسورسز" (Concord Resources) بلندن: "ما يحدث هنا ليس مفاجئاً بالنظر إلى مستوى تداول أسعار الطاقة في أوروبا؛ ومن الواضح تماماً أنه ليس من المربح أن تصنع المعدن اليوم بأسعار الطاقة الفورية اليوم".
وعادةً ما تُؤمّن المصاهر غالبية احتياجاتها من الطاقة على أساس طويل الأجل، إلا أن الأسعار الفورية يمكن أن تُؤثّر على المفاوضات بشأن إمدادات الكهرباء وتُثبت أنها باهظة الثمن إذا تعرّضت لها المصاهر على المدى القصير.
فضلاً عن ذلك، تُؤثّر مخاوف السوق بشأن إمدادات الطاقة على سوق الألومنيوم، حيث بلغت أقساط التأمين المسددة نقداً للألومنيوم مدفوع الرسوم الجمركية في أوروبا آخر مرة عند 320.94 دولار للطن في بورصة لندن للمعادن، بزيادة قدرها 15٪ منذ بداية ديسمبر/كانون الأول الجاري. ويؤدي هذا إلى زيادة التكلفة على الصناعات التي تعاني بالفعل من ضغوط تضخمية، مثل شركات صناعة السيارات وشركات البناء.
وأضاف "هوبز": "يعود هذا الواقع في جزء منه إلى وضع إمدادات الطاقة، حيث بدأ المشترون بالقلق إزاء احتمال نقص المادة في ظل ضيق السوق وإمكانية تقليص الإنتاج".
استثمارات إضافية
في حين صرّحت "ألكوا" أنها ستستثمر 103 ملايين دولار لتحسين قابلية المصنع على الاستمرار، بما في ذلك تكلفة إعادة تشغيل خزانات التحليل الكهربائي لاستئناف إنتاج الألومنيوم الأولي في غضون عامين.
وعادةً ما تكون مصاهر الألومنيوم بطيئة في إيقاف الإنتاج نظراً لارتفاع تكاليف الإغلاق وإعادة التشغيل.
يشار إلى أن شركة "ألكوا" وقّعت مؤخراً اتفاقية مسبقة مع شركة "جريناليا" (Greenalia) لتزويد المصنع بالطاقة الخضراء لمدة 10 سنوات اعتباراً من عام 2024.
وسجلت أسعار الغاز في أوروبا مستويات قياسية جديدة الشهر الحالي، على وقع الطلب الكبير في فصل الشتاء، والتوتر بين روسيا، والدول المستوردة.
aXA6IDMuMTQ3Ljg5LjUwIA== جزيرة ام اند امز