«زراعة حنجرة» تعيد النطق لسيدة.. الجراحة استغرقت 27 ساعة
استعادت سيدة أربعينية النطق بعدما أجريت لها أول عملية زرع حنجرة في فرنسا، في عملية هي الأولى من نوعها في البلاد، وأجريت في مدينة ليون.
وأجرى العملية الجراحية، الأولى من نوعها في فرنسا والثالثة في العالم والتي استغرقت 27 ساعة، نحو 12 جراحا و50 موظفا من مستشفى جامعة ليون الفرنسية، بتنسيق من البروفسور سيروز وزميله ليونيل باديه، رئيس قسم جراحة المسالك البولية وجراحة زرع الأعضاء في مستشفى إدوار إيريو.
وكانت المريضة كارين (49 عاما) تتنفس من خلال ثقب القصبة الهوائية منذ 20 عاما تقريبا، ولا تقدر على التحدث خوفا من مضاعفات بعد سكتة قلبية تعرضت لها في عام 1996.
الجراحة الدقيقة أجريت يومي 2 و3 سبتمبر/ أيلول الماضي، وبعد أيام قليلة بدأت كارين قول بعض الكلمات، ثم تابعت جلسات إعادة تأهيل للأحبال الصوتية والبلع والتنفس مع معالجة للنطق، وحاليا هي في منزلها في جنوب فرنسا منذ يوم 26 أكتوبر/ تشرين الأول.
القصة بدأت عندما تطوعت كارين قبل 10 سنوات للمشاركة في هذه التجربة العلمية بهدف "العودة إلى الحياة الطبيعية"، وفقا لما دونته كتابيا وعرض في المؤتمر الخاص بتقديم العملية الرائدة.
وكتبت: "لم تسمعني بناتي أتكلم قط"، مؤكدة أنها تتحلى بالشجاعة والصبر لمواجهة الألم والمضي قدما في مسار إعادة التعلّم.
ووفقا للبروفسور سيروز فإن "المريضة هي التي ستحدد ما إذا كانت العملية ناجحة أم لا"، مشيرا إلى أن الأمر سيستغرق من 12 إلى 18 شهرا حتى تستعيد الوظائف الحركية في الحنجرة، "وهو الوقت المناسب لإعادة نمو الأعصاب".
ونقلت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية عن الفريق الطبي أمله أن يتمكن قريبا من تكرار هذا "الإنجاز" النادر على المستوى العالمي.
وعرفت السجلات الطبية في العالم عمليتين لزرع الحنجرة، واحدة في كاليفورنيا في العام 2010 وأخرى في بولندا في العام 2015.
وهذا العدد ليس كبيرا لأن هذه العمليات لا تعطى أي أولوية، فاختلال الحنجرة يؤدي إلى إعاقة شديدة ولكنه لا يشكل خطرا على حياة المرضى.