النداء الأخير قبل إقلاع COP28.. تقليل الانبعاثات أو السفر للمجهول
بدون تخفيضات سريعة في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، فإن هناك احتمالا بنسبة 50٪ لارتفاع درجة الحرارة بمقدار 1.5 درجة مئوية قبل 2030.
وذلك وفقا لدراسة أجراها باحثون من جامعة إمبريال كوليدج في لندن.
وتعد الدراسة، التي نشرت قبل أسابيع من قمه المناخ COP28 في مجلة "نيتشر كلايمت تشانغ"، أحدث وأشمل تحليل لميزانية الكربون العالمية، وميزانية الكربون هي تقدير لكمية انبعاثات ثاني أكسيد الكربون التي يمكن انبعاثها مع الحفاظ على ظاهرة الاحتباس الحراري تحت حدود درجات حرارة معينة.
ويهدف اتفاق باريس إلى الحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى أقل بكثير من درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل الصناعة ومواصلة الجهود للحد من ذلك عند 1.5 درجة مئوية، وتُستخدم ميزانية الكربون المتبقية بشكل شائع لتقييم التقدم العالمي تجاه هذه الأهداف.
وتشير تقديرات الدراسة الجديدة إلى أنه مقابل احتمال بنسبة 50% للحد من ارتفاع درجة الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية، يتبقى أقل من 250 غيغاطنا متريا من ثاني أكسيد الكربون في ميزانية الكربون العالمية.
ويحذر الباحثون من أنه إذا ظلت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون عند مستويات عام 2022 البالغة حوالي 40 غيغاطنا متريا سنويًا، فسيتم استنفاد ميزانية الكربون بحلول عام 2029 تقريبًا، مما سيلزم العالم بارتفاع درجة حرارة العالم بمقدار 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة.
وتعني هذه النتيجة أن الميزانية أقل مما تم حسابه سابقا وانخفضت إلى النصف تقريبا منذ عام 2020 بسبب الزيادة المستمرة في انبعاثات الغازات الدفيئة العالمية، والتي نتجت في المقام الأول عن حرق الوقود الأحفوري، فضلاً عن التقدير المحسن لتأثير التبريد للهباء الجوي، والذي يتناقص عالميا بسبب التدابير الرامية إلى تحسين جودة الهواء وتقليل الانبعاثات.
ويقول الدكتور روبن لامبول، زميل البحث في مركز السياسة البيئية في إمبريال كوليدج لندن، والمؤلف الرئيسي للدراسة: "تؤكد النتائج التي توصلنا إليها ما نعرفه بالفعل، وهو أننا لا نفعل ما يكفي لإبقاء ارتفاع درجة الحرارة أقل من 1.5 درجة مئوية".
ويضيف أن " الميزانية المتبقية الآن صغيرة جدا ، وعدم إحراز تقدم في خفض الانبعاثات يعني أنه يمكننا أن نكون أكثر ثقة من أي وقت مضى أن نافذة الحفاظ على ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات آمنة تغلق بسرعة".
تحديث ميزانية الكربون
ويقول الدكتور جويري روجيلج، مدير الأبحاث في معهد جرانثام وأستاذ علوم وسياسات المناخ في مركز السياسة البيئية في إمبريال كوليدج لندن: "إن تحديث ميزانية الكربون هذا متوقع ومتسق تمامًا مع أحدث تقرير للأمم المتحدة بشأن المناخ.
ويوضح "لقد أبرز هذا التقرير الصادر في عام 2021 بالفعل أن هناك احتمالا واحدا من كل ثلاثة أن تكون ميزانية الكربون المتبقية عند 1.5 درجة مئوية صغيرة كما تشير دراستنا الآن، وهذا يدل على أهمية ليس مجرد النظر إلى التقديرات المركزية، ولكن أيضا النظر في حالة عدم اليقين المحيطة بها."
ووجدت الدراسة أيضًا أن ميزانية الكربون لفرصة 50٪ للحد من ارتفاع درجات الحرارة إلى درجتين مئويتين تبلغ حوالي 1200 جيجا طن متري، مما يعني أنه إذا استمرت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون عند المستويات الحالية، فسيتم استنفاد الميزانية المركزية لدرجتين مئويتين بحلول عام 2046.
وكان هناك قدر كبير من عدم اليقين في حساب ميزانية الكربون المتبقية، وذلك بسبب تأثير عوامل أخرى، بما في ذلك الاحترار الناجم عن غازات أخرى غير ثاني أكسيد الكربون والتأثيرات المستمرة للانبعاثات التي لم يتم أخذها في الاعتبار في النماذج.
واستخدم البحث الجديد مجموعة بيانات محدثة ونمذجة مناخية محسنة مقارنة بالتقديرات الأخيرة الأخرى، التي نُشرت في يونيو، والتي تميز هذه الشكوك وتزيد الثقة حول تقديرات ميزانية الكربون المتبقية.
كما أعطت المنهجية المعززة رؤى جديدة حول أهمية الاستجابات المحتملة للنظام المناخي لتحقيق صافي الصفر.
شكوك كبيرة
ويشير "صافي الصفر" إلى تحقيق توازن شامل بين الانبعاثات العالمية المنتجة والانبعاثات التي تمت إزالتها من الغلاف الجوي.
ووفقاً لنتائج النمذجة في الدراسة، لا تزال هناك شكوك كبيرة حول الطريقة التي ستستجيب بها أجزاء مختلفة من النظام المناخي في السنوات التي سبقت تحقيق صافي الصفر.
ومن المحتمل أن يستمر ارتفاع درجة حرارة المناخ بسبب تأثيرات مثل ذوبان الجليد، وانبعاث غاز الميثان، والتغيرات في دوران المحيطات.
ومع ذلك، فإن مصارف الكربون، مثل زيادة نمو الغطاء النباتي، يمكن أن تمتص أيضًا كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون مما يؤدي إلى تبريد درجات الحرارة العالمية قبل الوصول إلى الصفر الصافي.
ويقول الدكتور لامبول إن هذه الشكوك تسلط الضوء بشكل أكبر على الحاجة الملحة لخفض الانبعاثات بسرعة، فكل جزء من الدرجة من الاحترار سيجعل الحياة أكثر صعوبة على الناس والأنظمة البيئية، وهذه الدراسة هي تحذير آخر من المجتمع العلمي، والآن أصبح الأمر متروكًا للحكومات للتحرك".
aXA6IDE4LjE5MS45Ny4yMjkg
جزيرة ام اند امز