عودة قوية للمسرح القومي السوري بعد غياب طويل بعرض «آخر ليلة.. أول يوم»

بعد انقطاع دام سنوات، يعود المسرح القومي السوري إلى خشبة العروض بمسرحية جديدة بعنوان "آخر ليلة.. أول يوم"، التي تُعرض حاليًا على مسرح الحمراء في دمشق، في أول إنتاج رسمي للمؤسسة منذ سنوات.
المسرحية من تأليف الكاتب جوان جان، وبطولة رائد مشرف وعهد ديب، فيما تولى مشرف أيضًا مهمة الإخراج، في تجربة تمزج بين الأداء الفني والرؤية الإبداعية.
وأوضح جوان جان في تصريحات صحفية أن العمل ينتمي إلى المسرح الاجتماعي، ويعالج العلاقة الزوجية وما تحمله من توتر وتناقضات، لكنه في جوهره يقدّم رسالة عن قدرة الحب الحقيقي على تجاوز الأزمات وترميم ما تصدّع.
وأضاف أن النص كُتب قبل التحولات السياسية الكبرى، معتمدًا على الرمز والإسقاط بعيدًا عن المباشرة، لتفادي التورط المباشر في الواقع المتقلب.
وأشار إلى أن عنوان المسرحية يحمل أكثر من دلالة، فبينما يبدو ظاهريًا صراعًا شخصيًا بين زوجين، إلا أنه يعكس أيضًا انقسامات أعمق في المجتمع السوري، حيث يُطرح سؤال التعايش رغم الاختلافات والانقسامات.
وفي ما يخص واقع المسرح السوري، أكد جان أن النشاط لم يتوقف تمامًا، لا سيما داخل المعهد العالي للفنون المسرحية، معتبرًا أن هذا العرض الجديد هو "دليل على أن الفن لا يموت، والمسرح نهر لا ينضب مهما تعاقبت الأزمات".
ويُنتظر أن يحظى العرض بإقبال جماهيري كبير، لا سيما من جمهور المسرح القومي الذي طال انتظاره لعودة العروض الرسمية.
ويرى مراقبون أن هذا العمل لا يقتصر على كونه عرضًا فنيًا، بل يُعد خطوة رمزية نحو إحياء المشهد الثقافي، وفتح المجال أمام تجارب فنية تعكس نبض الناس وتطرح قضاياهم بأساليب جمالية راقية.