إسرائيل تسد «الشريان» الأخير لغزة.. وكاتس يتوعد السكان المتبقين بالمدينة

في خطوة تزيد من وطأة الحصار المفروض قررت إسرائيل إغلاق آخر ممر من جنوب القطاع إلى شماله.
وقال الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، إنه سيغلق شارع الرشيد آخر ممر متاح لسكان جنوب غزة للوصول إلى الشمال، في الوقت الذي يواصل فيه هجومه على مدينة غزة.
وأضاف المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي في منشور على "إكس": "سيتم إغلاق شارع الرشيد أمام الحركة من منطقة جنوب القطاع في تمام الساعة 12,00 (09,00 بتوقيت غرينتش)".
وأوضح أن "الانتقال جنوبًا سيسمح لمن لم يتمكن من إخلاء مدينة غزة. في هذه المرحلة يسمح جيش الدفاع بالانتقال جنوبًا بشكل حر ودون تفتيش".
هذا الإغلاق يقطع شريانا حيويا للحركة والتنقل، ويضاعف المخاوف من تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع، وسط تحذيرات منظمات دولية من أن استمرار إغلاق الممرات والمعابر يهدد بارتفاع معدلات الجوع ونقص الإمدادات الطبية.
تهديدات كاتس
ولاحقا، كتب وزير الدفاع يسرائيل كاتس على إكس: "يُكمل الجيش الإسرائيلي حاليًا السيطرة على محور نتساريم على الساحل الغربي لقطاع غزة، مُشَرِّكًا غزة بين الشمال والجنوب".
وأضاف: "سيُشَدِّد هذا الحصار على مدينة غزة، وسيُجبَر أي شخص يغادرها جنوبًا على المرور عبر حواجز الجيش الإسرائيلي".
وأوضح أن "هذه فرصة أخيرة لسكان غزة الراغبين في الانتقال جنوبًا وترك إرهابيي حماس معزولين في مدينة غزة نفسها في مواجهة نشاط الجيش الإسرائيلي المستمر بكامل قوته".
وتابع: "سيُصبح من يبقون في غزة إرهابيين وداعمين للإرهاب".
وأكد أن "الجيش الإسرائيلي مُستعدٌّ لجميع الاحتمالات، وهو مُصمِّم على مواصلة أنشطته - حتى عودة جميع الرهائن ونزع سلاح حماس، في طريق إنهاء الحرب".
«نحن في جهنم»
وميدانيا، قُتل 41 فلسطينيا الثلاثاء في قصف إسرائيلي في مناطق عدّة من قطاع غزة، بحسب الدفاع المدني ومصادر طبية.
وأكّد الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل لوكالة فرانس برس سقوط 41 قتيلا على الأقل بقصف إسرائيلي على قطاع غزة منذ منتصف الليل.
ومن بين القتلى، 15 سقطوا في عدة غارات جوية على مدينة غزة، بحسب بيانات للدفاع المدني وللإسعاف والطوارئ.
وأكد الدفاع المدني انتشال أغلب القتلى إثر عدة غارات جوية إسرائيلية شرق مدينة غزة، إلى جانب 3 قتلوا في غارة إسرائيلية على مخيم الشاطئ غرب المدينة.
وتواصل القوات الإسرائيلية عملياتها العسكرية وغاراتها الجوية في قطاع غزة، رغم الجهود الدولية للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار.
ويقول حسن الغول (33 عاما) من مدينة غزة "نحن في جهنم، القصف والغارات لا تتوقف، عن أي هدنة يتحدث العالم"
ويتابع "لا طعام ولا ماء هنا، لا أملك نقودا للذهاب للجنوب، القصف لا يتوقف هناك أيضا، لا توجد منطقة آمنة".
وفي وسط قطاع غزة، قال مستشفى العودة بمخيم النصيرات في بيان "استقبلنا 17 قتيلا و33 إصابة، جراء استهداف قوات إسرائيلية تجمعات المواطنين بالقرب من منطقة توزيع المساعدات الإنسانية قرب جسر وادي غزة وسط قطاع غزة".
كما أعلن مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح في بيان أنه استقبل " 6 قتلى وعددا من المصابين جراء استهداف منزل لعائلة الباز في شارع السلام في دير البلح في وسط قطاع غزة".
ويقول الشاب عدي صقر (20 عاما) الذي نزح مع عائلته من مدينة غزة إلى خيمة في مدينة دير البلح "هربنا من الموت في غزة، لكنه هنا أيضا، لا يوجد مكان آمن".
وفي جنوب القطاع، أعلن مجمع ناصر الطبي أنه استقبل "3 قتلى وعدة مصابين جراء غارة جوية إسرائيلية استهدفت خيمة تؤوي نازحين في منطقة العطار في منطقة المواصي".
خطة ترامب
وفي ذات السياق، أعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الثلاثاء أنه سيطلع حكومته على تفاصيل خطة الرئيس دونالد ترامب لإنهاء الحرب في غزة والتي عرضها الإثنين.
وقال نتنياهو بعد وصوله إلى إسرائيل عائدا من الولايات المتحدة بحسب مقطع مصور نشره مكتبه، "توصلت في واشنطن إلى تفاهم مع الرئيس ترامب حول إطار عمل للإفراج عن جميع رهائننا، ولتحقيق كل أهداف الحرب التي حددناها".
وأضاف "سأقدم تقريرا أكثر تفصيلا إلى أعضاء الحكومة وأعضاء الحكومة" الأمنية.
واندلعت الحرب في غزة بعد هجوم نفذته حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 على جنوب إسرائيل، أدى إلى مقتل 1219 شخصا غالبيتهم من المدنيين بحسب تعداد لوكالة فرانس برس بالاستناد إلى أرقام رسمية إسرائيلية.
وقتل في الحملة العسكرية الإسرائيلية العنيفة المتواصلة على القطاع ردّا على الهجوم، 66097 فلسطينيا غالبيتهم من المدنيين، بحسب أرقام وزارة الصحة التابعة لحركة حماس.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTkg
جزيرة ام اند امز