الأول منذ 12 عاما.. انطلاق "تعداد السعودية 2022"
وسط دعوات واسعة للمشاركة، انطلق في السعودية، الثلاثاء، التعداد العام للسكّان والمساكن لعام 2022، وهو أول تعداد بالبلاد منذ 12 عاما.
ويعد هذا التعداد هو الخامس في تاريخ المملكة، وقد دعا علماء الدين في المملكة المواطنين والمقيمين إلى التزام الدقة والمصداقية في المعلومات التي يتم الإدلاء بها من باب قول الله تعالى: (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ…) وذلك لما فيه تحقيق المصلحة العامة.
وتساعد مخرجات تعداد السعودية 2022 صناع القرار في رسم السياسات الاقتصادية والاجتماعية والتخطيط لتطوير المدن والخدمات العامة، مما يساعد في تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030.
3 طرق للمشاركة
ويستهدف التعداد جميع الأسر والأفراد من المواطنين داخل وخارج المملكة بصفة مؤقتة (أقل من 12 شهر) لأي سبب، كالعلاج أو السياحة أو التجارة أو الدراسة، ويتم عدهم ضمن أفراد أسرهم المقيمة داخل المملكة.
كما يستهدف التعداد المقيمين بشكل دائم في المملكة بغض النظر عن الأوراق الرسمية مثل «الإقامة»، ولا يشمل التعداد زوّار المملكة لأغراض الحج أو العمرة أو السياحة.
وأتاحت المملكة 3 طرق للمشاركة في التعداد الذي يستمر 35 يوما، الأولى عن طريق العد الذاتي عن طريق الموقع الإلكتروني الخاص بالهيئة العامة للإحصاء وتعبئة استمارة التعداد بشكل ذاتي.
ووفرت الهيئة العامة للإحصاء نظامًا ميسرًا ومتكاملا يمكّن الفرد من تعبئة بياناته بشكل آلي ليوفّر الجهد والوقت، ويشمل النظام عدة لغات ليخدم الناطقين بغير اللغة العربية.
الطريقة الثانية وهي العدّ الميداني، عن طريق الزيارات الميدانية الذي يقوم بها الباحث الميداني التابع للهيئة العامة للإحصاء.
والطريقة الثالثة عبر محطات العدّ الذاتي حيث يمكن للسكّان لقاء باحثي العدّ الميداني في محطات العد الذاتي الموجودة في الأماكن العامّة ومراكز التسوق، وتعبئة استمارة التعداد بمساعدتهم.
وإضافة للعد الذاتي والإلكتروني، يشهد التعداد الحالي مزايا جديدة، حيث يتم للمرة الأولى استخدام التقنيات الحديثة في تطبيق أعمال التعداد، مثل الاستفادة من صور الأقمار الصناعية لضمان تغطية أشمل لمناطق المملكة، وتحديد المساكن غير المسجلة في العناوين الوطنية.
كما تم تزويد الباحث الميداني بأجهزة لوحية لضمان أتمتة عملية جمع البيانات من أرباب الأسر وزيادة دقة وسرعة العمل.
ويشهد هذا التعداد، أيضا، مشاركة المرأة في مختلف أعمال ومراحل التعداد من المناصب القيادية إلى المساهمة في الأعمال الميدانية، بعد أن كانت مشاركتها ضيقة وفي حدود التجمعات السكنية النسائية.
الخصوصية والسرية
وأكّدت الهيئة العامة للإحصاء التزامها التام بأعلى مستويات الخصوصّية والسريّة والحماية لبيانات المشمولين في التعداد، أو أية معلومات شخصية خاصة بهوياتهم أو أسمائهم التعريفية، وعدم مشاركتها مع أي طرف ثالث، أو الإفصاح عنها لأية جهة، وذلك عن طريق اتباع إجراءات مفصَّلة لمراقبة عمليات الإفصاح عن المعلومات والبيانات الإحصائية والتحكم فيها.
وسبقت عملية انطلاق التعداد، حملة ضخمة على مواقع التواصل الاجتماعي وعبر وسائل الإعلام تدعو للمشاركة في التعداد، وتقديم بيانات دقيقة.
وفي هذا الصدد وجّه وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في السعودية الدكتور عبداللطيف آل الشيخ، خطباء الجوامع بعموم مناطق السعودية بتضمين خطبة الجمعة القادمة "حث المصلين على التعاون مع الهيئة العامة للإحصاء لإنجاح مشروع التعداد"، والتأكيد على أهمية الإدلاء بالبيانات الدقيقة.
وسبق أن دعا مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء الرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، سكان المملكة من مواطنين ومقيمين، للتعاون مع الهيئة العامة للإحصاء بشأن التعداد.
وأكد أن تقديم المعلومات الخاصة بالتعداد هو انتماء وطني وتطور حضاري لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة والمستدامة للمواطنين والمقيمين.
ودعا جميع أفراد المجتمع من مواطنين ومقيمين لدعم هذه الجهود والمبادرات للإدلاء بالبيانات المطلوبة وتسهيل مهمة الباحثين الميدانيين التابعين لهيئة الإحصاء، مشددًا على ضرورة التزام الدقة والمصداقية في المعلومات التي يتم الإدلاء بها، وذلك لما فيه تحقيق المصلحة العامة.
أهميّة خاصة
تعدّ البيانات الإحصائية أحد أهم مخرجات التعداد، وهي مدخل أساسي يحتاجه صنّاع القرار لرسم سياساتهم الاقتصادية والاجتماعية وفق أدلّة واضحة تساعدهم على اتخاذ قرارات فاعلة ودقيقة تمكّنهم من تطوير الخدمات العامة المختلفة كالمستشفيات والمدارس وتخطيط المدن لسكّان المملكة. كما تعين هذه البيانات القطاع الخاص والمستثمرين على رسم خطط فاعلة في دفع عجلة التنمية.
ويعد التعداد السكاني أهم مصدر من مصادر البيانات الاجتماعية والاقتصادية لجميع الدول، ويهدف تعداد السعودية 2022م إلى توفير إحصاء كامل ودقيق لعدد السكان، بالإضافة إلى توفير المعلومات الخاصة بالسكان، وبيانات إحصائية عن جميع الفئات العمرية في أنحاء المملكة.
وتعداد السعودية 2022 له أهمية خاصّة نظراً لارتباط مخرجاته بتحقيق أهداف رؤية السعودية 2030 حيث ستوضع مخرجاته بين أيدي صناع القرار وراسمي السياسات؛ لدعم برامج الرؤية ومبادراتها الطموحة الكبرى، وتحقيق أهدافها.
ويعتبر "تعداد السعودية 2022" هو التعداد الخامس في تاريخ السعودية، والأول منذ 12 عاماً؛ حيث كان آخر تعداد في عام 2010، وبلغ حينها عدد السكان في السعودية نحو 27 مليون نسمة.
وكان من المقرر إجراء هذا التعداد عام 2020م، إلا أن جائحة فيروس كورونا المستجد أخرت عمليات الإعداد الخاصة بالتعداد.