إطلاق المبادرة العالمية لشباب الإمارات لتفعيل دورهم في خدمة الوطن
الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، يؤكد أن الشباب هم عماد التقدم والتنمية، وأن الأمم الناهضة هي التي تستثمر في الشباب وتعمل على تأهيلهم.
أطلق الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، "المبادرة العالمية لشباب الإمارات" التي تشرف على تنفيذها "المؤسسة الاتحادية للشباب"، بهدف تعزيز دور الشباب عالميا في التعريف بقيم دولة الإمارات الأصيلة وثقافتها وتجربتها الحضارية في التسامح والتعايش وبناء الإنسان وتمكين الشباب، إضافة إلى مد جسور التواصل الإنساني والمعرفي والعلمي بين شباب الإمارات والعالم.
جاء ذلك خلال حضوره حلقة شبابية تحت عنوان "دور شباب الإمارات عالميا"، التي عقدت في مجلس زايد بقصر البحر في أبوظبي، ونظمتها الهيئة بمناسبة اليوم العالمي للشباب والذي يوافق 12 من شهر أغسطس من كل عام.
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أن الشباب هم عماد التقدم والتنمية في أي مجتمع من المجتمعات، وأن الأمم الناهضة هي التي تستثمر في الشباب وتعمل على تأهيلهم وتمكينهم وتوظيف قدراتهم بالشكل الأمثل؛ لأنهم ثروة الأوطان الأغلى والمورد الذي لا ينضب أبدا والمحرك الأساسي لعجلة التطوير والبناء والتقدم في أي بلد.
وأعرب عن سعادته بلقاء هذه النخبة من شباب الوطن المتميزين، وقال "أنتم خيرة أبنائنا.. أنتم أبناء زايد.. أبناء هذا البلد الأصيل ومستقبله ومن سيحمل مسؤوليته ويقوده.. أنتم خير من يمثل وطننا في مختلف المحافل بكل كفاءة واقتدار"، متمنيا لهم التوفيق الدائم في تمثيل الوطن وخدمته.
وطالب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، خلال الحلقة، الشباب بمواصلة اكتساب مزيد من العلم والمعرفة والمهارات التقنية المتقدمة كي يمتلكوا الأدوات الحديثة التي تتيح لهم التعامل بكفاءة مع متطلبات المرحلة الحالية والمستقبلية.
وقال: "إننا في سباق مع العالم لا يتوقف لكننا نستطيع تحقيق التقدم من خلال استثمارنا في ركيزتين أساسيتين؛ هما العلم والكوادر الوطنية النوعية المتميزة التي ستقود البلاد خلال المراحل المقبلة، وهما خيار الدولة الاستراتيجي ورهانها لتحقيق ما تصبو إليه من مستويات عالمية، مستعينين بالله تعالى أولا ثم بما يتسلحون به من معرفة وعلوم مع توظيف معطيات العصر من ذكاء اصطناعي وأحدث التكنولوجيا.
ودعا الشباب إلى نقل الصورة الحضارية المشرفة لدولتنا وقيمها الأصيلة وثقافتها العربية الغنية وتراثها العريق وأخلاق شعبها وعاداته وتقاليده إلى شعوب العالم، إضافة إلى بناء جسور التواصل الإنساني والثقافي بين شعبنا والشعوب التي تتطلع للانفتاح على الآخر على مختلف المستويات، مشيرا إلى ما تميز به العرب منذ القدم من مكارم أخلاق وقيم وأدب وثقافة.
وأضاف "أننا في وطن يمتلك قاعدة عريضة وراسخة من الشباب الذي يستلهم من مبادئ وقيم توارثها عن الآباء المؤسسين وأصبحت نهجا وطنيا أصيلا في خدمة بلدنا ومحبته والانتماء إلى أرضه والإخلاص له والسعي إلى رفعته، وهي ذاتها التي تحفز الشباب وتدفعهم إلى بذل قصارى الجهد، هذا النموذج من الشباب الذي نفخر به هو من سيكمل مرحلة البناء ويقود الإمارات إلى العالمية".
وقال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إن قيادة الإمارات الحكيمة وعلى رأسها الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، تولي اهتماما بالغا وأولوية لمسيرة الشباب نحو مستويات أعلى من التميز والتحصيل العلمي والمعرفي والتكنولوجي والإبداع للوصول بدولتنا إلى مراتب الدول المتقدمة في شتى الميادين ووضعها على خريطة التنافسية العالمية، وذلك بهمة شبابها من الجنسين وعزيمتهم وجهودهم الفاعلة المثمرة، مشيرا إلى أن ذلك تجسد على أرض الواقع من خلال المبادرات والاستراتيجيات الوطنية العديدة التي تنفذها الإمارات لتمكين شبابها والارتقاء بقدراتهم وأدواتهم ومهاراتهم بشكل متواصل.
واستذكر بعض السمات التي كان يتحلى بها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والتي جسدت قيمه ومبادئه الأصيلة، خاصة فهمه العميق والشامل للجانب الإنساني في الحياة فقد كان من أكثر الناس اهتماما ومعرفة وعملا وتفاعلا مع البعد الإنساني من مختلف جوانبه.
وقال إن اليوم العالمي للشباب هذه المناسبة المتجددة تعد فرصة لمشاركة الشباب أفكارهم وطموحاتهم وتطلعاتهم واستعدادهم للمستقبل.. فنحن نرى الغد من خلالهم ونستبق الحاضر بالمستقبل.
وأشار إلى أن المبادرة التي أطلقت بمناسبة اليوم العالمي للشباب، منصة ينطلقون منها نحو شراكة حقيقية مع نظرائهم شباب العالم للاستفادة منها في تعزيز سمعة الوطن وتمكنهم من فنون القيادة والإدارة وترجمة طموحاتنا الوطنية إلى حقائق ملموسة.
حضر الحلقة النقاشية وإطلاق المبادرة الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، والفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، والشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، والشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان رئيس دائرة النقل في أبوظبي، والشيخ زايد بن محمد بن زايد آل نهيان، والشيخ خليفة بن طحنون آل نهيان المدير التنفيذي لمكتب شؤون أسر الشهداء في ديوان ولي العهد، وشما بنت سهيل بن فارس المزروعي وزيرة دولة لشؤون الشباب.
وتهدف المبادرة إلى تفعيل دور الشباب عالميا في تحقيق الريادة وتعزيز سمعة ومكانة دولة الإمارات من خلال شبابها وتعزيز الروابط بينهم وبين نظرائهم شباب العالم، كما تهدف إلى دعم مشاركة شباب الإمارات في مختلف الفعاليات الدولية والمهام والبعثات الرسمية في الخارج، إضافة إلى التعريف بتجربة الإمارات واستراتيجيتها في تمكين شبابها، وذلك من خلال إطلاق رسائل إيجابية حول ريادتهم وقيمهم ومكارم أخلاقهم وإنجازاتهم.
وتتضمن برامج المبادرة، تدريب شباب الإمارات في كبرى الشركات العالمية لاكتساب الخبرة وإعداد جيل مطلع على أهم القطاعات عالميا، بجانب عقد ملتقيات لشباب الإمارات حول العالم للاطلاع على التوجهات العالمية وأفضل الممارسات ودور الشباب في مجال تنافسية دولة الإمارات عالميا، إضافة إلى تنظيم برامج وفعاليات مشتركة مع شباب العالم للتبادل الثقافي والعلمي والتعريف بالقيم والثقافة الإماراتية.
كما تشمل المبادرة، استضافة الوفود الشبابية من أنحاء العالم لعرض تجربة دولة الإمارات التنموية الشاملة وتمكين الشباب، إضافة إلى احتفاء شباب الإمارات بالمناسبات العالمية ومشاركة نظرائهم في احتفالاتهم وإنجازاتهم الوطنية، بجانب المشاركة في المحافل العالمية والمهمات الرسمية لتسليط الضوء على إنجازاتهم وهويتهم وإمكاناتهم بشأن مختلف المواضيع، إضافة إلى استعراض تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة في بناء الإنسان.
وتركز أنشطة المبادرة العالمية وبرامجها على تحقيق الأهداف التالية: تمكين شباب الإمارات للإسهام في تحقيق التنمية و"رؤية الإمارات" في أن تكون أفضل وطن في العالم، إضافة إلى عرض تجربة دولة الإمارات في بناء الشباب باعتبارهم أقوى وأغلى مورد وجعلهم خير سفراء لوطنهم.
كما تسعى إلى تسليح شباب الإمارات بالمهارات والإمكانات وغرس أسمى القيم فيهم لتمثيل الإمارات عالميا والتعريف بالهوية الإماراتية وقيمها وثقافتها، إضافة إلى بناء جيل من الشباب مطلع على التوجهات العالمية ومتسلح بالعلم والمعرفة والمهارات التي تؤهله للمنافسات العالمية.
من جانبها، أعربت شما بنت سهيل بن فارس المزروعي وزيرة دولة لشؤون الشباب رئيس مجلس الإمارات للشباب عن شكرها وتقديرها لحضور الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الحلقة الشبابية، ما جعلها حلقة استثنائية بهذا الحضور الاستثنائي الذي يؤكد حرصه الدائم على التفاعل مع أبنائه الشباب والاستماع إليهم ومشاركتهم آمالهم وتطلعاتهم وأفكارهم.
وأشادت بالدعم والاهتمام الذي يوليه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بإعداد الشباب وتأهيلهم وتمكينهم وتعزيز دورهم في خدمة الوطن ورفعته، مشيرة إلى أن كلماته حملت العديد من الرسائل الإيجابية المحفزة للشباب ليكملوا مسيرة التميز والريادة التي بدأها الآباء المؤسسون منذ قيام اتحاد الإمارات.
واستعرض فريق عمل المبادرة، الخطة الاستراتيجية للمبادرة وأهدافها السنوية في مجالات التعليم والعمل والتمثيل الدبلوماسي، موضحا أنها تشمل المشاركة في الاجتماعات التي تنظمها مختلف المنظمات الدولية والإنجازات الأكاديمية التي يحققها شباب الإمارات في أرقى جامعات العالم، إضافة إلى الإنجازات العملية في المستشفيات والمعاهد العلمية ومراكز الفضاء حول العالم.
وتحدث المشاركون في الحلقة، حول دور الشباب وأفضل الممارسات لتعزيز سمعة ومكانة دولة الإمارات العربية المتحدة لدى مختلف دول العالم، وأهمية المشاركات الفاعلة للشباب في المناسبات والمحافل الخارجية التي تسهم في إبراز الصورة الحضارية لشباب الإمارات وشعبها ومبادراتها الهادفة إلى تمكين الشباب وتفعيل دورهم في مسيرة تقدم البلاد ونهضتها.
وسلط عدد من الشباب الضوء على تجاربهم الناجحة والمناسبات التي مثلوا خلالها دولة الإمارات وشبابها بفخر واعتزاز لإيصال رسالة الدولة في المحبة والسلام والتسامح والتعايش إلى شعوب العالم والتعريف بقيمها وثقافتها الأصيلة.
وأعربوا عن فخرهم وسعادتهم بمشاركة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في الحلقة الشبابية، مثمنين حرص قيادة الدولة على الاستماع إلى آرائهم وأفكارهم وتطلعاتهم، وقالوا: "نحن محظوظون بمشاركة قادتنا هذه المناسبات.. إن طموحاتنا لا حدود لها.. ونتمنى أن نكون خير سفراء لدولة الإمارات في مختلف المحافل الدولية ليظل اسمها عاليا شامخا ".