لافروف في وونسان الكورية.. رسائل «صاروخية»

وسط تنامي العلاقات بيان البلدين، حطت طائرة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في كوريا الشمالية الجمعة، في أحدث زيارة لمسؤول روسي كبير للدولة التي تعاني من العزلة.
وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية إن الزيارة تتضمن اجتماعا بين وزيري خارجية البلدين.
وغادر لافروف العاصمة الماليزية كوالالمبور عقب اجتماع لوزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) ووصل إلى مدينة وونسان الساحلية في شرق كوريا الشمالية التي تضم منتجعا تم افتتاحه حديثا وتشتهر بمنشآتها الصاروخية والبحرية.
وتعد زيارة لافروف أحدث اجتماع رفيع المستوى بين البلدين في ظل تطوير كبير لتعاونهما الاستراتيجي الذي يشمل الآن اتفاقية دفاع مشترك.
تعاون عسكري
وعمّقت كوريا الشمالية تعاونها العسكري مع روسيا بشكل كبير حث وقع زعيمها كيم جونغ أون مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على اتفاقية عسكرية شاملة في يونيو/حزيران 2024 في تعزيز تاريخي لشراكتهما، وفقا لما ذكرته مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية.
وبعد الاتفاقية، زوّدت كوريا الشمالية روسيا بكميات كبيرة من الذخيرة وقذائف المدفعية والصواريخ الباليستية قصيرة المدى، كما أرسلت أكثر من 11 ألف جندي إلى روسيا لدعم عملياتها العسكرية ضد أوكرانيا، مما يمثل تحوّلاً ملحوظاً في دور كوريا الشمالية، من الاعتماد على الدعم الخارجي إلى أن تصبح مورداً فعالاً للموارد العسكرية لقوة عظمى.
واستفادت كوريا الشمالية من دعم روسيا في قطاعات متعددة حيث ساهمت المساعدات الاقتصادية بشكل حاسم في تعافي بيونغ يانغ من صعوبات فترة جائحة كورونا كما تدعم الآن جهود كوريا الشمالية المستمرة لإنعاش اقتصادها الإقليمي.
ومع ذلك، يتجاوز دعم روسيا بكثير المساعدات المادية والاقتصادية؛ فعلى الصعيد العسكري، تتوسع كوريا الشمالية الآن في إنتاج الأسلحة الاستراتيجية المتقدمة بما في ذلك السفن الحربية وأنظمة الرادار وأنظمة الدفاع الصاروخي وذلك بدعم حاسم من موسكو.
الدفاع المشترك
كما أن بند الدفاع المشترك في المعاهدة العسكرية الأخيرة يوفر لبيونغ يانغ طبقة غير مسبوقة من ضمانات الأمن الخارجي.
وتؤكد شراكة كوريا الشمالية التنموية المتعمقة مع روسيا على تحول جوهري في توجهها الجيوسياسي؛ ففي مواجهة استمرار التنافس بين القوى العظمى، عزمت بيونغ يانغ على مواءمة مسارها الاستراتيجي مع كل من موسكو وبكين، وفقا لما ذكرته مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية.
وتعتقد كوريا الشمالية أن الهدف النهائي لموسكو وهو إجبار واشنطن وحلف شمال الأطلسي على التخلي عن سياساتهما «العدائية» يتماشى بشكل وثيق مع مصالحها الاستراتيجية؛ لذا تعهد كيم خلال اجتماعه مع سكرتير مجلس الأمن الروسي، سيرجي شويغو، بتقديم "دعم غير مشروط" لموقف موسكو بشأن أوكرانيا وغيرها من القضايا الدولية الرئيسية.
«هيمنة» أمريكية
ونددت كوريا الشمالية بـ«الهيمنة» العسكرية الأمريكية الأحادية الجانب؛ باعتبارها «تهديدًا للسلام العالمي»، مما عزز تحالفها مع روسيا الذي من المرجح أن يستمر حتى بعد انتهاء حرب أوكرانيا مع التزامهما بالهدف الاستراتيجي طويل الأجل المتمثل في إعادة تشكيل النظام الدولي، بحسب فورين بوليسي.
ويعكس هذا المنظور أيضًا تفسير كوريا الشمالية للعلاقات الأمريكية الصينية ليس كصراع تجاري قصير الأجل، بل كصراع على الهيمنة بين قوتين عظميين فمن وجهة نظر بيونغ يانغ، فإن بكين مصممة على المقاومة طالما أن واشنطن تهدد تنميتها الوطنية وصعودها الاستراتيجي.
وبعدما ضمنت الدعم السياسي، والاقتصادي، والعسكري من روسيا والصين، تعتبر كوريا الشمالية الآن العروض الأمريكية التقليدية مثل تخفيف العقوبات، والتعاون الاقتصادي، أو حتى معاهدة سلام رسمية لا تهم مصالحها الجوهرية.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjQ4IA== جزيرة ام اند امز