بعد "فيديو مسرب".. محاولة لإنقاذ رئيس كوريا الجنوبية من "أزمة"
رغم مرور يومين على نفي الرئيس الكوري الجنوبي إهانته لأعضاء الكونغرس الأمريكي، لا يزال الفيديو "المسرب" للواقعة يحظى بانتشار واسع.
قصة الفيديو المسرب للرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول، تعود إلى التقاط ميكروفون صغير وكاميرا له وهو يصف أعضاء الكونغرس بكلمة كورية تعني "أغبياء".
ويرتبط تاريخ "إهانة" الرئيس الكوري الجنوبي لرجال الكونغرس إلى الدقائق التي تلت لقاءه مع نظيره الأمريكي جو بايدن في نيويورك، الأسبوع الماضي.
رد سريع
وسارعت المتحدثة باسم الرئيس الكوري الجنوبي لنفي تلك الواقعة قائلة: "ليس لديه سبب ليتحدث عن الولايات المتحدة أو ينطق كلمة بايدن".
وقالت كيم إن-هي، التي تتولى مهام كبيرة سكرتارية الرئيس للشؤون الصحفية، إن "يون" لم يشر إلى بايدن، موضحة أنه كان يتحدث عن الوضع الذي قد يواجهه إذا لم تتعاون الجمعية الوطنية الكورية التي تسيطر عليها المعارضة.
وتم تداول مقطع فيديو مسجل للرئيس يون على نطاق واسع وهو يتحدث مع الرئيس جو بايدن في حملة لجمع تبرعات لمكافحة الأمراض المعدية في نيويورك، وأثناء مغادرته مكان الاجتماع ووسط الضوضاء، ظهر أنه يخبر مساعديه بلغة "غير مهذبة" أنه سيكون من المحرج لبايدن إذا لم تصدق الجمعية الوطنية على شيء بعينه.
وأثار المقطع تكهنات بأن يون يشير إلى تعهد بايدن بالمساهمة بستة مليارات دولار للصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا.
وتم تفسير إشارته إلى الجمعية الوطنية بأنه يقصد الكونغرس الأمريكي قبل نفي الواقعة من قبل سول.
الرئاسة الكورية الجنوبية أكدت أيضا أن الكلمة الفعلية التي استخدمها يون هي "طرد"، حيث يشير إلى مدى شعوره بالإحراج إذا رفضت الجمعية الوطنية التي يسيطر عليها الحزب الديمقراطي المعارض التصديق على 100 مليون دولار تعهد بتقديمها للصندوق العالمي خلال ثلاث سنوات.
قالت كيم للصحفيين في نيويورك: "تحولت كوريا الجنوبية في ليلة وضحاها إلى دولة تسخر من حليفتها منذ أكثر من 70 عاما".
وأضافت: "سنتقبل دائما الانتقاد الموجه للرئيس وإدارة الدولة ولكن تشويه الأنشطة الدبلوماسية والإيقاع بين بلدين حليفين بالأكاذيب هو عمل من شأنه إلحاق الأذى بالنفس والمصالح الوطنية".
وصرح مسؤول رفيع المستوى آخر في وقت سابق بأنه لم ينتبه إلى تصريحات الرئيس ولا يتذكرها لأنه كان خلف يون.
وقال المسؤول للصحفيين "لم يكن (الرئيس) يتحدث علنا ولكن بشكل عابر، وعلى الرغم من أنني لا أعرف من الذي سجل وكيف، أعتقد في الواقع أنه يجب التحقق مما حدث".
وأضاف المسؤول: "أعتقد أنه من غير المناسب على الإطلاق الربط بين التصريحات الخاصة والإنجازات الدبلوماسية"، في إشارة إلى الانتقادات التي وجهت إلى أن يون تسبب في كارثة دبلوماسية.
هجوم المعارضة
بدوره، انتقد زعيم المعارضة في كوريا الجنوبية "لي جيه-ميونغ"، يوم الجمعة، تورط الرئيس "يون سيوك-يول" المزعوم في استخدام ألفاظ بذيئة، قائلا إنه "وصمة عار أخزت الشعب وجرحت كرامته".
وتصاعدت الانتقادات لاستخدام "يون" ألفاظا بذيئة. وقال "لي"، رئيس الحزب الديمقراطي المعارض، خلال اجتماع المجلس الأعلى للحزب: «إنها وصمة عار واحتقار للشعب الذي شعر بالخزي وانتهاك الكرامة»، وأضاف: «لا أجد عبارات كافية للتعبير عما حدث».
وكشف استطلاع للرأي، الجمعة، تراجع نسبة تأييد الرئيس الكوري الجنوبي يون سيوك-يول في إدارة شؤون الدولة إلى ما دون مستوى الـ 30% مرة أخرى.
وفقا لنتائج استطلاع الرأي الذي أجرته وكالة "جالوب كوريا" على 1,000 ناخب في الفترة من 20 إلى 22 سبتمبر/أيلول، بلغت التقييمات الإيجابية والسلبية لأداء الرئيس يون 28% و61% على التوالي.
بالمقارنة مع استطلاع الرأي السابق الذي أجرته الوكالة في الأسبوع الثالث من سبتمبر، انخفضت التقييمات الإيجابية بمقدار 5 نقاط مئوية من 33% إلى 28%، في حين ارتفعت التقييمات السلبية بمقدار نقطتين مئويتين من 59% إلى 61%.
وكانت شعبية الرئيس يون قد انخفضت إلى ما دون مستوى الـ 30% لأول مرة منذ تنصيبه في الأسبوع الرابع من يوليو/تموز الماضي، ووصلت إلى أدنى مستوى لها في الأسبوع الأول من أغسطس عند 24%.
وبعد أن ارتفعت إلى 33% في الأسبوع السابق، انخفضت إلى أقل من 30% مرة أخرى في هذا الأسبوع.
وتجاوزت التقييمات السلبية التقييمات الإيجابية لأول مرة في الأسبوع الخامس من يونيو، وسجلت التقييمات السلبية أعلى مستوى لها منذ تنصيب الرئيس لتبلغ 66% في الأسبوع الأول من أغسطس.
وبعد ذلك، انخفضت تدريجيا لتصل إلى مستوى 50% لأول مرة في الأسبوع السابق لكنها تجاوزت 60% مرة أخرى هذا الأسبوع.