إدانات واسعة لاغتيال "سليم".. سلاح "حزب الله" يفتك بالمعارضة
تصدر هاشتاق يحمل اسم الناشط اللبناني البارز #لقمان_سليم منصات التواصل عقب مقتله برصاص غادر وجهت أصابع الاتهام فيه لمليشيا حزب الله.
وحذر إعلاميون وسياسيون لبنانيون من مخاطر العودة إلى مسلسل الاغتيالات واستهداف الناشطين، مطالبين بضبط سلاح حزب الله وتفكيك منظومته واستعادة الدولة سلطتها على كامل الأراضي.
كما أكدوا على ضروة إعلان نتائج التحقيق سريعا في جريمة موصوفة ومرتكبها لا يخفي هويته.
ومنذ مساء الأربعاء، فُقد الاتصال بالكاتب اللبناني لقمان سليم، خلال زيارته لأحد الأصدقاء في إحدى القرى بجنوب لبنان، معقل حزب الله، قبل العثور عليه مقتولا صباح اليوم.
ووفق ما ذكرته وسائل إعلام لبنانية، فقد تم العثور على سليم جثة في سيارته بين قريتي العدوسية وتفاحتا، في منطقة قريبة من طريق الأوتوستراد، مع آثار طلقات نارية في سيارته.
وفيما ساد الصمت أوساط المسؤولين اللبنانيين، توالت ردود الفعل من قبل المعارضين لحزب الله من الناشطين والإعلاميين.
فيما واصلت مليشيا حزب الله استفزاز اللبنانيين بتغريدة من نجل أمين عام مليشيا "حزب الله"، جواد نصرالله، أطلق خلالها هاشتاق #بلا_أسف، الذي لاقى بدوره ردود فعل رافضة اضطرته لحذفه.
وأبدى منسق الأمم المتحدة الخاص في لبنان، يان كوبيش، أسفه للخسارة المأساوية للقمان سليم الذي وصفه بـ"الناشط والصحفي المحترم، والصوت المستقل الصادق الشجاع".
وطالب عبر حسابه على "تويتر" السلطات بالتحقيق في هذه المأساة بشكل سريع وشفاف واستخلاص النتائج اللازمة.
وأضاف: "يجب ألا يتبع هذا التحقيق نمط التحقيق في انفجار مرفأ بيروت الذي بقي بعد ستة أشهر غير حاسم ومن دون محاسبة. يجب أن يعرف الناس الحقيقة".
بدوره، قال النائب في "حزب القوات اللبنانية"، زياد الحواط، عبر تويتر: "قلناها مراراً وتكراراً، السلاح والفساد وجهان لعملة واحدة، سلاح الغدر يغتال الوطنيين الأحرار لترويع اللبنانيين وإخضاعهم".
وأضاف: "الفساد المستشري يغتال الوطن ومستقبل اللبنانيين. لا إصلاح قبل ضبط السلاح وتفكيك منظومته واستعادة الدولة سلطتها على كامل الأراضي اللبنانية"، في إشارة واضحة إلى حزب الله.
وكتب النائب المستقيل، ميشال معوض: "اغتيال لقمان سليم يحمل كل عناصر الجريمة السياسية المنظمة ويعيدنا إلى مسلسل الاغتيالات التي عشناها في لبنان وعجزت الأجهزة الأمنية أن تكشف حقيقتها فتأكدنا من وراءها".
واكتفى النائب السابق فارس سعيد بالتعليق على الجريمة قائلا: "رحم الله الصديق لقمان سليم.. لن تنالوا منا.. سنستمرّ".
من جهتها، قالت الإعلامية ديانا مقلد: "نحن في بلد يحكمه مجرمون وقتلة وفاسدون.. اغتيال الكاتب لقمان سليم جريمة موصوفة ومرتكبها لا يخفي هويته.. وكأن بحزب الله يقولها علناً: خوّناه لسنوات عبر إعلامنا وكتبتنا وهددناه وها نحن قتلناه في عقر دارنا".
وأضافت: "اتهموا لقمان سليم لسنوات بدون دليل وبوشاية رخيصة بأنه عميل، وألصقوا به جميع التهم أيضاً دون دليل وهددوه ووضعوا عبارة المجد لكاتم الصوت على جدار منزله قبل عام واليوم حين اغتالوه خرجوا يسألون بخبث: هاتوا دليلكم".
بدوره، قال الإعلامي سلمان عنداري: "برصاصتين في الرأس.. قتلة ضعفاء إرهابيون ساقطون يمررون الرسائل.. اغتيال لقمان سليم خطير ويبعث على غضب لا حدود له.. من ينفذ سيناريوهات القتل اليوم ومن الذي يخاف الانتقاد والرأي الحر".
وأضاف: "فلتتفضل السلطات وتعثر على القاتل فورا وإلا فهي مجرمة كقاتل لقمان".
الإعلامية لاريسا عون قالت عبر تويتر: "في كل مرة كنت أزور لقمان سليم في منزله بضاحية بيروت الجنوبية من أجل مقابلة أو حديث كنا نتحدث عن المضايقات التي كان يتعرض لها والتي وصلت إلى حد التخوين والتهديد.. لكن بهدوئه المعتاد كان يقول لن يتجرأوا.. كان مطمئنا غير مكترث لترهيبهم.. معارض ثابت في مواقفه حتى الاغتيال".
وتساءلت الإعلامية دارين حلوة عبر حسابها على تويتر: "لطالما قال لقمان سليم إنهم لن يتجرأوا على قتله.. ما الذي تغير يا لقمان حتى تجرأوا؟ أعتقد أنهم باتوا يخشون الناشطين أكثر من الأحزاب السياسية المعارضة".
وعلى الصعيد السياسي، برزت مواقف منددة من قبل كل من تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي.
وقال "المستقبل" في بيان له: "اغتيال الباحث والناشط السياسي لقمان سليم في إحدى قرى الجنوب جريمة مدانة برسم الدولة والقوى المحلية المعنية بأمن القرى الجنوبية"، محذرا "من مخاطر العودة إلى مسلسل الاغتيالات واستهداف الناشطين، نطالب الجهات المختصة الأمنية والقضائية الشرعية العمل على جلاء الحقيقة بأسرع وقت".
بدوره، استنكر "الاشتراكي" وشجب جريمة قتل سليم، مؤكدا أنها تستدعي من القوى والأجهزة الأمنية أقصى درجات الملاحقة والمتابعة والتحقيق الفعلي والشفافية لكشف المرتكبين وسوقهم إلى القضاء بأسرع وقت، وإنزال القصاص الذي يستحقون.
واعتبر أن "مثل هذه العمليات الخطيرة، تبعث على قلقٍ مُضاعف على الكيان اللبناني الذي قام في جوهره على حرية الرأي وحق التعبير والاختلاف، وهذا كلّه إلى جانب العمل لصون القواعد الأساسية لبقاء الدولة ومؤسساتها، يستوجب نضالاً مستمراً ثابتاً لا ظرفياً لمواجهة حالات التفلّت الأمني التي تزداد لأكثر من اعتبار وسبب اجتماعي ومعيشي وسياسي، ولترسيخ ثقافة التنوع مقابل منطق الإلغاء مهما كانت الظروف".
aXA6IDMuMTMzLjE1Ny4xMzMg جزيرة ام اند امز