حزن لبناني على رحيل إلياس الرحباني.. راح عمود من عواميد بعلبك
فقدت العائلة الرحبانية في لبنان ثالث أركانها الموسيقية برحيل الموسيقار إلياس الرحباني الشقيق الأصغر للأخوين رحباني.
وصعد إلياس الرحباني سلماً موسيقيا تمرجح بين حناجر الكبار من فيروز إلى صباح ووديع الصافي.
رحل الموسيقي والملحن والموزع وكاتب الأغاني وقائد الأوركسترا إلياس الرحباني عن 83 عاما، بعدما أثرى المجال الفني بأعماله على مدى عقود، وإن ابتعد في السنوات الأخيرة وقبل ظهوره بسبب اشتداد المرض عليه.
قدم أغنيات عدة لفيروز من ضمن مسرحيات الأخوين رحباني وغيرها ومن بينها (ليل وأوضة منسية) و(دخلك يا طير الوروار) و(حنا السكران) و(كان عنا طاحون) و(لا تجي اليوم ولا تجي بكرا) و(كنا نتلاقى من عشية).
كما غنى من ألحانه نصري شمس الدين وملحم بركات وماجدة الرومي. وتعاون كذلك مع عدد من مغني جيل أحدث منهم جوليا بطرس وباسكال صقر وهيفاء وهبي.
لاقت أغنياته انتشارا كبيرا في لبنان والوطن العربي حيث توزعت ألحانه بالإضافة إلى فيروز على كبار الفنانين وبينهم صباح ووديع الصافي الذي غنى له (يا قمر الدار) و(قتلوني عيونا السود).
قدم مع صباح مسرحية (وادي شمسين) التي لحن كل أغنياتها وكتب نصها، وقبل (وادي شمسين) لحن الرحباني لصباح أكثر من 65 أغنية بينها (يا حبيب القلب حبيتك) و(قالوا عني مجنونة) و(ليالي الحب) و(ميلوا علينا) و(نوسي نوسي) و(هاشلي بربارة) و(هالي) و(ولد يا ولد) و(رقصني دخلك يا حبيبي).
وضع على مدى أكثر من 60 عاما ألحانا لأغان رومانسية وشعبية وساخرة وصولا إلى عالم الإعلانات الشهيرة، وإلى جانب أغنياته الشهيرة لكبار المطربين اشتهر بتأليف الأغاني والموسيقى الأجنبية كما ألف موسيقى المسلسل اللبناني (لا تقولي وداعا).
كانت حقبة السبعينيات زاخرة بموسيقى تصويرية لأبرز الأفلام المصرية والمسلسلات اللبنانية والعربية إذ قدم إلياس الرحباني مقاطع لا تعد ولا تحصى بينها موسيقى فيلم (هذا أحبه وهذا أريده) للفنانة المعتزلة نورا والمطرب هاني شاكر وفيلم (أجمل أيام حياتي) بطولة نجلاء فتحي وحسين فهمي وكذلك فيلم (حبيبتي) للراحلين فاتن حمامة ومحمود ياسين وفيلم (دمي دموعي وابتسامتي) لنجلاء فتحي ونور الشريف.
أما لبنانيا فقد ترسخت ألحان إلياس الرحباني في عدد كبير من المسلسلات الشهيرة أبرزها الموسيقى التصويرية والألحان لمسلسلات (ألو حياتي) و(لا تقولي وداعاً) و(عازف الليل) و(ديالا ) وهي جميعها بطولة عبد المجيد مجذوب والراحلة هند أبي اللمع.
ولم ينقطع حبل أوتاره الموسيقية طيلة مدة الحرب الأهلية في لبنان التي دارت بين عامي 1975 و1990 حيث شارك موسيقيا في مسلسل (أربع مجانين وبس) عام 1982.
أنتج وألف عدة مسرحيات من بينها (وادي شمسين) لصباح و(سفرة الأحلام) و(إيلا)، وفي مجال الشعر صدر له كتاب (نافذة العمر) عام 1996.
ولم تمنعه انشغالاته الفنية من تخصيص ركن من النغم إلى الأطفال فقدم لهم أغنيات لا تزال تردد على السنة الأطفال والكبار معا وبينها (في عنا شجرة) و(كلن عندن سيارات) و(شتي شتي) و(يلا نعمر) و(طلع الضو ع الواوي) و(عيدك يا ماما) و(عمي بو مسعود).
وعندما كان إلياس في عمر الخامسة توفي حنا الرحباني والد العائلة الرحبانية فعاش الابن الأصغر في كنف الأخوين عاصي ومنصور اللذين أشرفا على تربيته ونشأته الموسيقية.
ونعاه فنانون كبار منهم راغب علامة الذي كتب عبر حسابه على توتير: "يا ضيعانك يا صديقي إلياس الرحباني الرحمة لروحك الحلوة. برحيلك رحلت قطعة رومانسية كبيرة من بلدنا الجريح وراح الكثير من الأغاني التي تزرع الفرحة والراحة والحب، وراح عمود من عواميد بعلبك، وراحت الروح الحلوة التي تجسدت بكلماتك وجملك الموسيقية السهلة لدرجة الصعوبة.. إلى جنة الخلد".
وكتب الناقد الفني جمال فياض عبر حسابه على تويتر:"رحل إلياس الرحباني.. رحلت الضحكة العبقرية والموسيقى الخالدة على مر الزمن.. رحل الصديق الحبيب الذي ما تنفس إلا حبا وجمالا وطيبة وأنغاما.. رحل جزء جميل من مجد لبنان".
كما كتب الإعلامي اللبناني المخضرم ريكاردو كرم على تويتر: "إلياس الرحباني يقول وداعا.. وبيبقى حنا السكران ملهي وعلى الحيطان عم بيصور بنت الجيران"، في إشارة إلى أحد أشهر أعماله لفيروز وهي أغنية (حنا السكران).
كما نعاه رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري على تويتر: "إلياس الرحباني غصن آخر من الشجرة الرحبانية يهوي بعد مسيرة حافلة في الإنتاج الموسيقي الراقي. أحر التعازي لزوجته وأولاده وعموم عائلته ومحبيه"