بيروت تلملم جراحها غداة "الانهيار الكبير"
تصدر حادث الانفجار الضخم في مرفأ بيروت الذي أسفر عن مقتل أكثر من مئة شخص وإصابة أكثر من أربعة آلاف الصحف اللبنانية.
ما بين تساؤلات حول ماهية الحادث وأخرى تبكي حال بيروت وتطالب بمحاسبة المسؤولين، جاءت غالبية عناوين الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الأربعاء.
وأمس الثلاثاء، ضرب لبنان انفجار ضخم أسفر عن أضرار مادية فادحة فضلا عن أكثر من 100 قتيل، ونحو أربعة آلاف مصاب في حصيلة أولية قابلة للارتفاع مع استمرار وجود مفقودين.
وكان حريق كبير شب في مستودع للمفرقعات تلاه انفجار هائل، وسط حالة من الهلع بين السكان، وسمع دوي انفجارات قوية في المكان، ترددت أصداؤها في العاصمة والضواحي.
وأعلن رئيس مجلس الوزراء اللبناني، حسان دياب، الأربعاء يوم حداد وطني على ضحايا الانفجار في مرفأ بيروت.
وعنونت صحيفة النهار عدد اليوم بـ"الفاجعة.. الدولة الفاشلة تطلق النار على نفسها".
ولم تستطع الصحيفة إصدار عددها كاملا واكتفت فقط بأربع ورقات حيث لم ينج مقرها الرئيسي من التفجير.
أما جريدة "اللواء" فجاء عنوانها الرئيسي "نكبة بيروت تهز العالم".
وشمل العدد صورا للدمار الهائل الذي أحدثه الانفجار وكذلك تقرير بعنوان "وحشية مشهد المرفأ.. مصائب اللبنانيين لا تأتي فرادى".
فيما تناول تقرير ثان آثار الحادث الأليم على الجانب الصحي بعنوان "مستشفيات بيروت المنكوبة تستغيث ومئات الجرحى يفترشون المداخل".
وقالت إن كثيرا من مستشفيات بيروت وجهت، يوم أمس، نداءات استغاثة نتيجة التضرر بسبب الانفجار، ما أوجب إخلاء بعضها، نتيجة وصول مئات الجرحى إلى غرف الطوارئ المستنفرة أصلاً بسبب «كورونا».
وتوالت النداءات للتبرع بالدم، ودعا كثير من الأحزاب مناصريهم للتوجه إلى المراكز والمستشفيات لتقديم أي مساعدة لازمة.
وشملت جريدة "الجمهورية" عدة عناوين رئيسية حول الواقعة كان بينها "انفجار أم هجوم؟".. و"إهمال أم عدوان؟، و"بيروت.. دم ودمار".
بدورها، عنونت صحيفة اللواء صدر صفحتها الرئيسية بعنوان "4 آب 2020 نكبة بيروت.. الانفجار الهائل: إهمال أم..؟!"
بينما تصدر صحيفة "نداء الوطن" تصريحات رئيس الوزراء اللبناني حول محاسبة المتسببين في حادث بيروت.
وقال دياب إنه لن يستبق التحقيقات، فالوقت اليوم للتعامل مع الكارثة، وتابع: "لكنني أعدكم أن هذه الكارثة لن تمرّ من دون مسؤولية ومسؤولين عنها".
فيما تناولت صحيفة "البناء" الخسائر التي نجمت عن الحادث بعنوان " – لبنان يخسر خلال دقائق بانفجار المرفأ ما يوازي خسائره في حرب تموز في 33 يوماً"، في إشارة إلى "الحرب الإسرائيلية على لبنان 2006".
أما جريدة الأخبار فجاء عنوانها الرئيسي "الانهيار الكبير"، مشيرة إلى أنه رغم فجاعة الحادث إلا أنه لم يستطع أن يوحد اللبنانيين.
وكتبت الجريدة في صدر صفحتها "كما في الأفلام التي ترسم مشهد نهاية الكون. الغيمة التي تلوّنت سريعاً من حمراء إلى سوداء إلى رماد سام، بدت صورة مستعادة من أفلام الحروب العالمية. المدينة تحوّلت إلى كومة ركام بعدما دُمّرت بعبثية مجانين. صراخ علا في المدينة وكل أطرافها، ووصل صدى الصوت إلى أنحاء البلاد".
وتابعت: "هزة أرضية فعصف ثم غبار يخفي، للحظات، حجم الكارثة، قبل أن يجد الناس أنفسهم، فجأة، أمام الصورة كاملة. صورة الانهيار الكبير الذي أصاب مركز البلاد، لتنتشر شظاياه في أجساد الجميع، ولكن، وللأسف، من دون أن توحّدهم".
ولاقى الحادث حالة كبيرة من التضامن العربي والدولي مع لبنان، حيث أعلنت عدة دول إرسال مساعدات إنسانية عاجلة إلى البلد المنكوب.