احتجاجات لبنان تدخل أسبوعها الثاني.. صدامات وعصيان مدني
يشهد لبنان إضرابا شاملا وعصيانا مدنيا بمختلف المناطق وقطعا للطرق رغم قرار الجيش بعدم السماح بقطعها، وسط ترقب لكلمة الرئيس اللبناني.
دخلت التظاهرات في لبنان، الخميس، أسبوعها الثاني وسط تمسك مئات آلاف المواطنين بمطالبهم المتمثلة في استقالة الحكومة وتغيير كل الطبقة السياسية التي يتهمونها بالفساد والكذب.
وبدأ اليوم الثامن لاحتجاجات لبنان بإضراب شامل وعصيان مدني بمختلف المناطق، رغم قرار الجيش بعدم السماح بقطع الطرقات ما أدى لوقوع صدامات وإصابات، وسط ترقب لكلمة الرئيس اللبناني العماد ميشال عون، الأولى منذ اندلاع الاحتجاجات.
وعمد المحتجون إلى إغلاق الشوارع بشكل شبه تام، مانعين السيارات من المرور باستثناء الحالات الخاصة.
وأعلن المتظاهرون أن قرار قطع الطرقات سيكون فقط خلال الصباح، منعا لمرور الموظفين إلى أشغالهم لإنجاح العصيان المدني، وسط استمرار لدعوات التظاهر بمختلف المناطق.
الجيش يحاول فتح الطرق
واستمرارا لتنفيذ قرار الجيش بفتح الطرقات، وقع تدافع بين محتجين والجيش ما أسفر عن إصابة 5 أشخاص خلال محاولة الأخير إعادة فتح طريق الأولي في صيدا باتجاه العاصمة بيروت، فيما واصلت المؤسسات التعليمية والمصارف إغلاق أبوابها.
وقالت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية: "إن الجيش أعاد فتح طريق الأولي في صيدا باتجاه بيروت بعدما أقدم عدد من المحتجين على قطعه في الصباح الباكر، مشيرة إلى انتشار عدد كبير من عناصر القوات المسلحة في المكان.
وأضافت أن الجيش أجبر المحتجين على فتح خط واحد من الطريق تمهيدا لفتحه بالاتجاهين، إلا أنهم رفضوا وأصروا على إغلاقه؛ ما دفع بالقوات الأمنية إلى فتحه بالقوة.
خطاب مرتقب لعون
ويترقب اللبنانيون كلمة مقررة للرئيس العماد ميشال عون، ظهر اليوم الخميس، بوصفها الأولى منذ اندلاع الاحتجاجات.
وبحسب تقارير صحفية لبنانية، من المقرر أن يتناول خطاب عون آخر التطورات على الساحة في ظل الحراك الشعبي المستمر منذ 7 أيام.
وكان عون قال، الإثنين الماضي، إن ما يجري في الشارع من مظاهرات احتجاجية يعبر عن وجع الناس، مشيرا إلى أن تعميم الفساد فيه ظلم.
وأضاف في تغريدة عبر حسابه على "تويتر"، أنه يتعين البدء في اعتماد رفع السرية المصرفية عن حسابات كل من يتولى مسؤولية وزارية حاضرا أو مستقبلا.
الأوضاع الميدانية
ميدانيا، قطع المحتجون كل المنافذ المؤدية إلى العاصمة بيروت من مختلف المناطق؛ ما حال دون وصول الموظفين إلى أعمالهم، كما استمر غلق المدارس والمعاهد والجامعات والمصارف في المدينة.
وأقفل المحتجون مداخل بيروت الجنوبية عند مثلث خلدة ومفارق دوحة عرمون وبشامون وصولا للشويفات، بالعوائق وصناديق النفايات والأحجار، ورفضوا فتحها إلا في الحالات الطارئة.
وفي الشوف، عمدت مجموعة من المحتجين إلى إقفال مركز مؤسسة كهرباء لبنان في بيت الدين، ومنعت العاملين من الدخول إلى المركزـ.
وقطع المحتجون أيضا الطريق الرئيسية المؤدية إلى الأوتوستراد الساحلي باتجاه العاصمة في بلدتي الناعمة من جهة، ودميت-كفرحيم من جهة ثانية.
واستمر المحتجون في غلق أوتوستراد المتن الساحلي بالاتجاهين في محطات عدة من ضبية إلى الدورة، لليوم الثامن على التوالي، كما أقفلوا الأوتوستراد في جل الديب بالاتجاهين.
ورغم هطول الأمطار؛ بات المعتصمون في خيام نصبوها وسط الأوتوستراد وبدأت أعدادهم تتزايد في الصباح مع الإصرار على البقاء في الساحة حتى تحقيق مطالبهم.
وتتواصل الاحتجاجات في لبنان رغم الإصلاحات الاقتصاديّة التي أعلنها رئيس الوزراء سعد الحريري، الإثنين، لتهدئة الشارع، وهو لم يحدث حتى الآن.
وطالب المحتجون بـ"تشكيل حكومة إنقاذ مصغرة من اختصاصيين مستقلين لا ينتمون للمنظومة الحاكمة"، على أن تتبنى الخطوات التالية "إجراء انتخابات نيابية مبكرة بناء على قانون انتخابي عادل يضمن صحة التمثيل، وإدارة الأزمة الاقتصادية وإقرار نظام ضريبي عادل".