"ريف" اللبناني.. محطة سينمائية تحمل قضايا البيئة والثورة وكورونا
كورونا فرض نفسه على موضوعات أفلام المهرجان التي شارك فيها شباب من دول عدة وحوّله إلى مهرجان "افتراضي" على غرار أمثاله في لبنان والعالم.
ينطلق، الخميس، في لبنان "مهرجان ريف" السينمائي حاملا للعام الثاني على التوالي قضايا البيئة والريف والطبيعة وأضيف إليها هذه السنة "الثورة الشعبية" في لبنان ووباء فيروس كورونا المستجد.
وفرض كورونا نفسه على موضوعات أفلام المهرجان التي شارك فيها شباب من دول عدة وحوّله إلى مهرجان "افتراضي" على غرار أمثاله في لبنان والعالم.
وبعد انطلاق المهرجان بنسخته الأولى العام الماضي من منطقة القبيات في عكار، شمال لبنان، وقع الاختيار هذا العام على مرج بسري ليكون محطة قصيرة ومساحة لعرض فيلم بعنوان "المرج" ليحكي قصة "النضال دفاعا عن مرج بسري" ورفض تحويله إلى سد.
ويحضر الفيلم في الهواء الطلق، أهالي المنطقة، وبعض المختصّين القانونيين والبيئيين، بالإضافة إلى ناشطين مدافعين عن المرج مع احترام التباعد الاجتماعي وإجراءات الحماية من وباء كورونا.
ويوثق فيلم "المرج" انتفاضة أهالي حوض بسري والناشطين من كل لبنان ضد بناء السد، حيث يتحدث المزارعون والرعاة عن مخاوفهم من فقدان الأرض وعن علاقتهم الوثيقة بها.
كما يعرض الفيلم إشكاليات السدّ ومخاطره الزلزالية والجيولوجية وعدم جدواه وتشابك المصالح والسياسة.
وعن فكرته وانطلاقه، قالت المخرجة والمديرة الفنية لمهرجان ريف، إليان الراهب لـ "العين الاخبارية" إنن اختيار منطقة القبيات في عكار جاء بناء على طابع هذه المنطقة التي ورغم تميزها بطبيعتها الخلابة ويسكنها حوالي 400 ألف شخص، فهي لا تزال خالية من أي صالة سينما أو أي نشاط سينمائي.
وأضافت: من هنا كان الهدف من المهرجان أن يسخّر قوة الفن والسينما لاستكشاف تنوع هذه المنطقة وكل ما يكتنزه باطنها من غنى وإمكانيات، وذلك عبر عروض أفلام من جميع أنحاء العالم، وتدريبات على صناعة الأفلام القصيرة، ومناقشات، واكتشاف الموارد البيئية والتراث الثقافي في عكار.
ويتم تنظيم مهرجان ريف من قبل مجلس البيئة في القبيّات بالشراكة مع الجمعية الثقافية "بيروت دي سي".
وينظر كلا الشريكين إلى الثقافة والسينما كمحرّك للتغيير الاجتماعي والبيئي، وذلك عبر إفساح المجال للناس للوصول إلى الفن والثقافة والتعبير من خلالهما.
وإذا كان وباء كورونا فرض نفسه على المهرجان خاصة بعد تسجيل عدد إصابات مرتفع بالفيروس في المنطقة الشمالية، فإن فرصة مشاركة الأفلام، إضافة إلى ما سيعرض في مرج بسري، ستكون متاحة للجميع افتراضيا في مساحة أطول وأغنى، وستمتد من الخميس 8 وحتى 21 أكتوبر الجاري في عروض سينمائيّة لأفلام على منصّة "أفلامنا" المجانية.
3 عناوين
وتنضوي الأفلام المشاركة في المهرجان تحت 3 عناوين هي، الريف وشخصيّاته من أهل القرى وحياتهم، و"الأرض كفضاء سياسي"، و"العالم إن أعدنا ابتكاره".
ويسلط الضوء على الثورة الشعبية التي شهدها لبنان في أكتوبر 2019، ومجموعات الناشطين التي شكلت محور هذه التحركات، وذلك بالتوازي مع إطلاق مسابقة الأفلام القصيرة وعددها 20، وتتناول موضوع تأثير كورونا على الناس والتغيرات التي فرضها الوباء على يومياتنا وأسلوب حياتنا، على أن يعلن عن الأفلام الفائزة في نهاية المهرجان، حسب الراهب.
"فلك كورونا"
وتحدثت المخرجة اللبنانية زينة صفير عن مشاركتها في المهرجان عبر فيلم يدور في "فلك كورونا" وتأثيره النفسي على حياتنا وذكرياتنا.
وقالت لـ "العين الاخبارية": "فترة الحجر في منزل العائلة المثقل بذكريات مرض والدي ووالدتي ومعاناتنا مع "الضمان الصحي" في لبنان لتأمين العلاج، كانت كفيلة باستعادة تلك المرحلة الصعبة من حياتنا حيث جعلتني أستعيد كل يوم ولحظة منها لأفكر في مرضى "كورونا" وغيره ومعاناتهم في لبنان والصعوبات التي يتعرضون لها لحصولهم على العلاج، الذي يخضع بدوره للوساطات والفساد".
وتابعت صفير "أن حجر كورونا جعلني أعود لأعيش هذه المرحلة وأوثقها في فيلم قصير سيعرض ضمن مهرجان ريف الذي أرى فيه تجربة مميزة لأنه ينظم خارج العاصمة بيروت، حيث تكون العروض والمشاركة فيه أغنى وأكثر صدقا بين أبناء الريف وتساهم في توسيع نطاق الفكر والنقاش مع الآخر".