لبنان يواجه كورونا بدروس اليوجا والطهي و"بيتنا بيتك"
حملات لبنانية من نوع آخر لمساعدة الغير انطلقت وبدأت بمساعدة الأشخاص في منازلهم على ممارسة الرياضة واليوجا عبر وسائل التواصل الاجتماعي
انطلقت مبادرات لبنانية فردية على خلفية تفشي فيروس كورونا الجديد في مختلف المناطق، تهدف إلى تقديم المساعدات المالية والعينية لمن تضرروا جراء انتشار الفيروس بفقدان عملهم أو إغلاق محلاتهم أو وقفت تجارتهم.
ولم تقتصر المبادرات على هذا النوع من المساعدات بل تعدتها، حيث انطلقت حملات من نوع آخر لمساعدة الغير، منها مساعدة الأشخاص في منازلهم على ممارسة الرياضة واليوجا من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.
وعلى الجانب الآخر قام شباب وشابات لبنانيون بتأمين أماكن سكن للممرضين والأطباء للإقامة فيها بعد الانتهاء من عملهم، كي لا تتعرض حياة عائلاتهم لخطر الإصابة بكورونا.
وتحت عنوان "بيتنا بيتك" قرّر عدد من الشباب اللبنانيين إطلاق حملة تهدف إلى تأمين مكان آمن للأطباء والممرضين الذين يعملون على خط النار في مواجهة الفيروس بالمستشفيات، بهدف إبعاد عائلاتهم قدر الإمكان عن خطر الإصابة.
ويقول مارون كرم، واحد من أصحاب مبادرة "بيتنا بيتك" لـ"العين الإخبارية": "في بداية الأمر اقترح أحد الأصدقاء تقديم بيته لمن يريد من الأطباء، وبدأنا نطرح الفكرة في محيطنا وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، وأنشأنا صفحات خاصة تدعو كل من لديه منزل فارغ ويرغب في توفيره لهذا الهدف".
وأضاف: "يوما بعد يوم بدأت الفكرة تلقى صدى واسعا في أوساط الطاقم الطبي في لبنان"، مشيرا إلى وجود تجاوب لافت في هذا الإطار من قبل مغتربين لبنانيين يعيشون في الخارج ويملكون بيوتا لا يسكنها أحد في لبنان.
وتابع كرم: "حتى الآن تمكنا من تأمين السكن لـ160 طبيبا وممرضا موزعين على مختلف المناطق اللبنانية، ولا نزال نتلقى كل يوم عروضا من لبنانيين لتقديم بيوتهم".
وأكد كرم أن هذه المبادرة لاقت قبول الطاقم الطبي الذي يعيش كل يوم خطر الإصابة بالفيروس، مع احتمالية نقل العدوى إلى أسرهم.
وتعج وسائل التواصل الاجتماعي بالمبادرات الإنسانية التي تؤكد وحدة وترابط الشعب اللبناني، فهناك عشرات المجموعات من الشبان والشابات الذين يعملون على جمع التبرعات لتقديمها إلى العائلات المحتاجة أو شراء حصص غذائية وتوزيعها على المحتاجين.
محمد اليوسف واحد من بين هؤلاء الشباب الذين أطلقوا مبادرة في قرية سحمر بمنطقة البقاع، ويقول: "في بلدتنا 90% من الرجال والشباب يعملون في المهن الحرة اليومية من النجار إلى الحداد والحلاق وغيرهم من الذين توقفت أعمالهم وباتوا بدون دخل مع تزايد أزمة كورونا التي تسببت في غلق المحلات، لذا قررنا إطلاق حملة تبرعات لمساعدتهم بحصص غذائية".
وفي طرابلس أطلق المحامي واصف مرعب مع أصدقاءئه مبادرة لمساعدة المحتاجين، قائلا: "في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة التي تعاني منها فئة كبيرة من المجتمع اللبناني قررنا أنا و30 صديقا آخر مساعدة الأسر الأكثر فقرا".
وبرزت في الأيام الأخيرة مبادرات من نوع آخر هدفها ترفيهي، لمساعدة اللبنانيين في تخطي مرحلة الحجر المنزلي، تنوعت بين حصص الرياضة واليوجا وأيضا الطبخ، حيث عمد عدد من المدربين إلى تخصيص وقت معين من خلال صفحاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي لهذه الدروس.
وتقول ديما، الحامل في شهرها السادس، لـ"العين الإخبارية"، إنها وجدت في مدربة تخصص ساعتين أسبوعيا لمن اعتاد مشاركتها "صف اليوجا" الخاص بالحوامل في النادي الرياضي، وكانت الفرصة متاحة للاستفادة منها دون أن تتعرض لخطر الخروج من المنزل.
والأمر نفسه بالنسبة لسارة، طالبة جامعية، حيث تقول إنها انتقلت من ممارسة الرياضة في النادي الرياضي إلى البيت عبر اتباع إرشادات مدرّبها أيضا الذي خصص بدوره على صفحته مساحة خاصة لتلاميذه للاستفادة من الرياضة صوتا وصورة وهم داخل المنزل.