مثقفون يطلقون إعلان "لبنان السيد حقيقة عربية".. لحماية الهوية
رفضاً للتدمير المنهجيّ الذي تتعرَّض له الهُويَّة اللُّبنانيّة وانتِماؤها إلى المدى الحيويّ الحضاريّ العربيّ، تلاقى عدد من المفكرين وقادة الرأي وأطلقوا إعلان "لبنان السيّد حقيقةٌ عربية".
وأكد مطلقو الإعلان على "تمسّك اللبنانيين بالدفاع عن عروبة لبنان، واعتبارهم ذلك جزءًا أساسياً من معركة بقاء هذا البلد، وأنهم ماضون في هذه المواجهة حتى الرّمق الأخير على الرّغم من الخلل الكبير في موازين القوى، وتغوّل المنظومة الحاكمة".
وتلا الصحفي والكاتب اللبناني سام منسّي نص الإعلان الذي أكد أن "ما يحصل الآن في لبنان، هو أخطر حملة تشنّ على هويّة لبنان وانتمائه العربي، من خلال مسعى قوى محليّة وخارجية في إلحاقه بوصاية دول إقليمية غير عربية".
وشدد على "الحرص على العلاقة العميقة مع المجال العربي، والالتزام الجدي والشفّاف بكلّ قضاياه، والارتباط العضوي بمنظومة الأمن القوميّ وشبكة المصالح العربيّة، والانحياز الصريح والمباشر ضدّ كل من يعتدي أو يهدّد أي دولة منها ولهذا السبب كانت عروبة لبنان القضية المركزيّة في تاريخه".
واعتبر أن "اللبنانيين يعتبرون معركة دفاعهم عن عروبة لبنان جزءًا أساسياً من معركة بقاء البلد. وهم ماضون في هذه المواجهة حتى الرّمق الأخير، ويأملون ويتوقّعون من أشقائهم العرب، الذين لم يخذلوا لبنان يوماً ولم يتركوه في أيام محنته وشدّته، مؤازرتهم ودعمهم في هذا الصّراع المصيري الحاصل الآن".
لكنه لفت إلى أن "المعركة الحاصلة الآن، ليست مجرّد دفاع عن عروبة لبنان بل دفاع عن الهويّة العربيّة بأسرها".
وأضاف نص الإعلان: "لا نقف هنا دفاعاً عن لبنان كنظام وسلطة، بل دفاعاً عنه كوطنٍ للحياة، وكفكرة وقضيّة. هي قضية انتماء ومصير، وستبقى كذلك على الدوام".
ورأى أن ما يحصل الآن في لبنان هو أخطر حملة تشنّ على هويّة لبنان وانتمائه العربي، من خلال مسعى قوى محليّة وخارجية في إلحاقه بوصاية دول إقليمية غير عربية، وتتناقض في أيديولوجيّتها المغلقة مع خصوصيّة لبنان المنفتحة على التعدّد والحرية الخلاقة، إضافة إلى بذل كامل طاقتها لِزَجّ لبنان في اصطفافات ومواجهات ومعارك وإلحاقه بمحاور مواجهة ترهق اقتصاده بل تدمّره، وتخلخل تماسكه الوطني بل تَفنيه، وتصادر مؤسّسات الدولة فيه بل تقوّضها، وتتسبّب بعلاقة متأزّمة مع محيطه العربي بل تؤدّي إلى سلخ لبنان واستئصاله عن ذاكرته التاريخيّة ومنبته الطبيعي.
ثم تحدث سفير جامعة الدّول العربيّة في لبنان عبدالرّحمن الصّلح الذي أكد أن "اتّفاق الطَّائف، والذي استحال دُستورُا توافُقيًّا، حسمَ هويَّة لبنان العربيّة من بوَّابة القِيَم المشتركة والمصالِح المشتركة والأمن القومي العربي المشترك الذي نصَّت عليه معاهدات ومواثيق وقرارات جامعة الدّول العربيّة".
وشدد الصلح على أن "جامعة الدّول العربيّة حريصة كُلّ الحِرْص على مواكبة مبادرات ترميم علاقة الدّولة اللّبنانيّة بدُول مجلس التّعاون الخليجي وتمتينها كما مع كلّ الدّول العربيّة، وفي مقدّمهم المملكة العربيّة السُّعوديّة".
ووقع الإعلان عدد كبير من الصحفيين والناشطين السياسيين والمحامين والأدباء، الذين اجتمعوا في منطقة بيت مري (جبل لبنان).