50 فنان "كوميكس" يرسمون هواجس الشبان العرب في معرض بيروتي
يجسد معرض الشرائط المصورة العربية في بيروت الذي انطلق في بيروت مساء الخميس بمشاركة أكثر من 50 رساما يوميات الشبان العرب في حقائق بصرية تعكس هواجسهم جراء ما يجري من حولهم من تغيرات.
يتضمن المعرض الذي حمل عنوان "الشريط المصور العربي اليوم: الجيل الجديد" روايات مصورة ومجلات ومجموعة ألبومات مصورة ورسوما نشرت في الصحف أو عبر الإنترنت سابقا بالإضافة إلى معرض للفائزين بجائزة محمود كحيل السادسة في العام الماضي والمتأهلين للتصفيات النهائية وأعمالهم الفنية المختارة.
يقام المعرض في ساحة دار النمر المخصصة للثقافة والفنون ويستمر حتى الثامن عشر من نوفمبر/تشرين الثاني وهو أحد فعاليات (مهرجان الشرائط المصورة) في بيروت الذي افتتح يوم الأربعاء ويقام في عدة أماكن.
يعد المعرض فرصة لعشرات اللبنانيين للتأكيد على طريقتهم بأن المدينة التي تضررت كثيرا جراء انفجار المرفأ في الرابع من اغسطس/آب العام الماضي وتعيش أسوأ أيامها في ما يتعلق بالغلاء المعيشي ما زال قلبها ينبض إبداعا.
وجاء في كتيب المعرض: "يفرحنا في دار النمر أن نرى مساحتنا تعود إلى الحياة من جديد من خلال قصص وانطباعات وحكايات نابضة بالحياة من فناني وفنانات الشرائط المصورة في المنطقة العربية وخارجها. تمكن هؤلاء الفنانون والفنانات من تحويل حطام سفينة عالمنا الغارق إلى تصورات ملهمة تخاطبنا جميعا. سواء من خلال الرعب الفكاهي أو الدقة ذات الانطباع الصادم فإنها تظهر لنا أننا لسنا وحدنا في تجاربنا".
تشرف على المعرض لينا غيبة، الأستاذة الجامعية ومديرة مبادرة معتز ورادا الصواف للشرائط المصورة العربية في الجامعة الأمريكية، وجورج خوري (جاد) وهو فنان شرائط مصورة وناقد فني وأستاذ جامعي، ويشارك فيه فنانون من لبنان وسوريا والأردن والمغرب وتونس والجزائر وفلسطين ومصر وغيرها.
ويهدف المعرض إلى تقديم منصة لإبداع الشباب العربي الذي يطرح تساؤلات عدة عن حياته المضطربة ويسعى أحيانا إلى الهجرة لعدم توافر الأمان وغياب من يؤمن بموهبته وطاقاته الفنية في بلده الأم.
ويقام المعرض تحت رعاية "طش فش" المتخصصة في الكوميكس العربي، ومن تنظيم "ليون بي دي" وهو مهرجان يسعى إلى دمج الكوميكس ضمن إطار الفن، والمعهد الفرنسي في لبنان، ومبادرة معتز ورادا الصواف للشرائط المصورة العربية في الجامعة الأمريكية، والأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة.
وتتركز الأعمال على التعبير عن الحزن والأسى والفرح والمرارة والحنين وغيرها من الأحاسيس المتناقضة التي يشعر بها الرسام العربي الشاب.
وقالت غيبة إن "الافتتاح كان رائعا بالفعل لأنه جمع حشدا كبيرا من المهتمين بالثقافة والفنون وبطبيعة الحال بالشرائط المصورة. وكان حضور السفيرة الفرنسية في لبنان خطوة مشجعة وداعمة للمهرجان ولهذا المعرض".
وأشارت إلى أن المعرض تأجل مرتين جراء جائحة كورونا وبعدها انفجار الرابع من أغسطس/آب الذي دمر بيروت "لكننا أردنا في سبتمبر/أيلول عندما اجتمعنا كشركاء مجددا أن نقيمه ليكون المتنفس لهذا الشعب الغريق الذي يبحث عن القليل من الأوكسجين في كل مكان".
وقالت جهينة الرامي إنها قدمت إلى المعرض سيرا على الأقدام من الأشرفية التي تبعد ما يقارب النصف ساعة عن شارع الحمراء، وأضافت: "الأنشطة الثقافية ولقاء الناس من التفاصيل التي تعيدنا إلى الحياة بعد أشهر طويلة من الانقطاع والعزلة".